في نهاية هذا الأسبوع، كل الطرق تؤدي إلى كاتالونيا، حيث سيكتب برشلونة وريال مدريد فصلاً جديدًا في التنافس الذي دام أكثر من قرن من الزمان في الكلاسيكو الاسباني الذي سينطلق عند الساعة 17.15 بتوقيت بيروت. إنها ليست مجرد مباراة بين "عملاقين" في كرة القدم الأوروبية، بل هي أيضًا مواجهة بين الشرف والتقاليد والرغبة في الفوز ببطولة الدوري الإسباني 2024/25.
ويستعيد برشلونة بقيادة المدرب هانز فليك عافيته بقوة بفضل أسلوبه المميز في الاستحواذ على الكرة، إلى جانب تشكيلة من اللاعبين الشباب الذين أصبحوا أكثر نضجا. وفي هذا الموسم، تغلب البلاوجرانا على ريال مدريد ثلاث مرات، مسجلاً 12 هدفاً في شباك منافسه التقليدي في جميع المسابقات. والآن، يتطلع الفريق إلى تحقيق فوز آخر ضد لوس بلانكوس لتعزيز هيمنته واتخاذ خطوة كبيرة نحو عرش الليجا المرموق.
على النقيض من برشلونة، يواجه ريال مدريد موسمًا بلا ألقاب. إن الليغا هي الساحة الأخيرة التي يستطيع فيها كارلو أنشيلوتي وفريقه الاحتفال بقمة المجد على الرغم من أنهم لم يعودوا يمتلكون الحق في تقرير المصير. لذا فإن "النسور البيضاء" سوف يبذلون بكل تأكيد كل ما في وسعهم من أجل المباراة التي ستقام في كتالونيا. بأي ثمن، ريال مدريد بحاجة إلى الحصول على النقاط الثلاث قبل العودة إلى العاصمة!
بعد الكلاسيكو، تبقى في الدوري 3 جولات أخرى. ومع ذلك، فإن النتيجة التي ستسفر عنها المباراة على ملعب لويس كومبانيس الأوليمبي قد يكون لها تأثير مباشر على المعركة على لقب البطولة الإسبانية. من سيبتسم بسعادة؟ من الذي يجب أن يحني رأسه بخيبة الأمل والندم؟ وسوف يأتي الجواب عندما تنطلق صافرة النهاية في ملعب لويس كومبانيس الأوليمبي.
يسعى لاعبو ريال مدريد للثأر من برشلونة خلال مواجهة الفريقين، الأحد.
وقالت صحيفة "ماركا" الإسبانية: "3 انتصارات لبرشلونة في الكلاسيكو بمجموع (12-4) أغرقت ريال مدريد في اكتئاب كروي عميق وفقدان ثقة... وأيقظت تماما إيمان وثقة البارسا".
وأضافت: "يسعى نجوم ريال مدريد للثأر من الخسائر السابقة، خصوصا أن تصريحات لاعبي برشلونة ألهبت حماسهم للرد في الملعب".
انتبه لاعبو ريال مدريد إلى تصريح لامين يامال، نجم برشلونة، بعد الكلاسيكو الأخير في نهائي كأس ملك إسبانيا الذي قال خلاله: "كنت أتحدث مع رونالد أراوخو في الفندق وقلت له، إذا سجلوا فينا هدفا، لا بأس. إذا سجلوا هدفين، لا يهم أيضا. هذا العام ببساطة، لا يمكنهم هزيمتنا".
كما استفز نجوم ريال مدريد عقب النهائي، ما قاله إنييجو مارتينيز، مدافع برشلونة، الذي صرح: "أعتقد أن كرة القدم من فازت اليوم، وهذا المهم. من جانبنا، كان علينا أن نثبت أننا الأفضل، وهذا ما فعلناه".
وأشارت الصحيفة الإسبانية إلى أن رسالة مارتينيز كانت سهما مسموما لم يعجب غرفة ملابس الميرنجي، التي ظلت تشاهد لاعبي برشلونة وهم يصبون المزيد من الزيت على النار قبل الكلاسيكو المقبل.
وصرح مارتينيز أيضا عقب إقصاء برشلونة من دوري أبطال أوروبا: "الدوري لنا والمباراة القادمة ستكون لنا أيضا، لا شك لدي... سنذهب لمواجهة ريال مدريد بدون أي مشكلة".
وأوضحت "ماركا" أن كلمات لاعبي برشلونة اصطدمت بكبرياء غرفة الملابس المدريدية التي تعرف جيدا ما يجب فعله، قائلين: نحن نعرف دائما كيف تنتهي القصة".
وذكرت الصحيفة الإسبانية أن بعض اللاعبين في ريال مدريد اجتمعوا لمشاهدة نصف النهائي الدرامي بين برشلونة وإنتر، دون أن يفوتهم أي تفاصيل من مباراة استنزفت الغريم على الصعيدين البدني والذهني، في ضربة معنوية يسعى الميرنجي لاستغلالها في الكلاسيكو.
تأكد غياب سداسي الريال عن الكلاسيكو
وبينما يتعافى برشلونة معنويا وبدنيا من الإقصاء في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، بعد مباراة مرهقة امتدت للأشواط الإضافية في ميلانو أمام إنتر الإيطالي، يستعد ريال مدريد لكلاسيكو الكرة الإسبانية وكأنه "نهائي".
هذا هو الشعور السائد في غرفة ملابس الفريق المدريدي، حيث يدرك اللاعبون أن أي فرصة لتحقيق لقب هذا الموسم تمر عبر الفوز على برشلونة في عقر داره.
وبحسب ما نقلته مصادر من داخل الفريق، فإن كلمة "نهائي" هي الأكثر تكرارا بين لاعبي الملكي، فيما تتسم التدريبات خلال الأسبوع بأقصى درجات الجدية والتركيز.
وأجرى الفريق الملكي تدريبه المعتاد اليوم، وكان المدرب كارلو أنشيلوتي راضيا عن التزام اللاعبين بالتعليمات، حيث بدأ المران بتمارين القوة في صالة الألعاب الرياضية في مدينة بالديبيباس الرياضية، ثم انتقل الفريق إلى أرض الملعب لأداء تدريبات بالكرة.
وبدأت الحصة التدريبية بجانب تكتيكي ركز فيه كارليتو على جوانب مهمة تحضيرا لهذا الكلاسيكو، وهو الرابع هذا الموسم، تلاه مباريات صغيرة في مساحات ضيقة، ركز خلالها اللاعبون على تحسين دقتهم في التسديد.
ونشر النادي المدريدي عبر مقطع فيديو أهدافا سجلها كل من جود بيلينغهام، كيليان مبابي، لوكا مودريتش، فينيسيوس، إندريك، وهدف جميل من داني سيبايوس بعد تمريرة من أردا غولر.
وقد تأكد أن أنشيلوتي لن يتمكن من استعادة أي من لاعبيه الستة المصابين قبل الكلاسيكو، ويدخل الفريق المواجهة بدفاع يعاني من غيابات عديدة، حيث لن يتواجد في برشلونة كل من داني كارفاخال، إيدير ميليتاو، ديفيد ألابا، أنطونيو روديغر، فيرلاند ميندي، وإدواردو كامافينغا، وجميعهم يواصلون برامج التعافي بشكل فردي.
وعاد المهاجم البرازيلي رودريغو جويس للتدريب بشكل طبيعي مع الفريق بعد تعافيه من الحمى التي منعته من اللعب الأحد الماضي أمام سيلتا فيغو.
ويبقى قرار إشراكه أساسيا أو الاعتماد على غولر النقطة الوحيدة التي يحتاج أنشيلوتي لحسمها في التدريبات الثلاثة المتبقية قبل المواجهة المرتقبة مع الغريم التقليدي.
كرويف بطل خماسيات الكلاسيكو... لاعبا ومدربا
في تاريخ الكلاسيكو بين برشلونة وريال مدريد، تبقى نتيجة 5-0 في عامي 1974 و1994 من أكثر المحطات بروزًا، ليس فقط للفارق الكبير، بل لكون بطلها في الحالتين رجل واحد: يوهان كرويف، الذي صنع المجد للبارسا لاعبًا ومدربًا، وغيّر ملامح المواجهة الأعظم في الكرة الإسبانية.
في شباط 1974، دخل برشلونة مواجهة ريال مدريد في سانتياغو برنابيو، وهو يلهث وراء لقب غاب عنه منذ 14 عامًا.
الفريق كان متألقًا بقيادة "الهولندي الطائر" يوهان كرويف، الذي انضم للنادي قبل أشهر فقط، ونجح بسرعة في تحويله إلى فريق يؤمن بقدراته ويتطلع للهيمنة.
برشلونة صعق ريال مدريد بخماسية تاريخية. افتتح خوان مانويل أسينسي التسجيل، وأضاف كرويف الهدف الثاني بطريقة مذهلة، تلاها أهداف أخرى عبر أسينسي مجددًا، خوان كارلوس، والبيروفي سوتيل.
أداء برشلونة كان ساحرًا، فنيًا وذهنيًا، حتى أن جماهير مدريد وقفت وصفقت للفريق الكاتالوني، في مشهد نادر يعكس حجم الصدمة والاحترام.
الصحف الإسبانية وصفت اللقاء بأنه نقطة تحوّل، واعتبر كثيرون أن برشلونة لم يهزم ريال مدريد فقط، بل كسر الهيمنة المدريدية التقليدية وحرّر نفسه من عقدة استمرت سنوات.
أيقونة أبدية
هذا الانتصار مهّد لتتويج الفريق بلقب الليغا، وغرس الثقة في نفوس جماهيره، ورسّخ كرويف كلاعب كأيقونة أبدية في كاتالونيا.
وبعد 20 عامًا، في كانون الثاني 1994، عاد كرويف ليصنع نسخة جديدة من المجد، ولكن من على دكة البدلاء كمدرب لفريق الأحلام في برشلونة.
في كامب نو، استضاف الفريق غريمه ريال مدريد، وهذه المرة كانت اليد الكاتالونية أكثر حسمًا وسحرا.
قاد كرويف فريقه، الذي ضم آنذاك نجوماً كباراً مثل روماريو وستويشكوف وغوارديولا وكومان، للفوز بخماسية ساحقة.
اللقاء تحوّل إلى مهرجان هجومي، وجسّد فلسفة كرويف التدريبية: الهجوم، المتعة، والثقة.
الصحف وصفت الأداء بأنه درس في الكرة الشاملة، وأشادت بعبقرية روماريو وبفكر كرويف الذي جعل برشلونة يلعب بأناقة وفاعلية.
نتيجة 5-0 لم تكن مجرد فوز كبير، بل أكدت هيمنة برشلونة على الكرة الإسبانية في تلك الفترة، وساهمت في تتويجه بالدوري للموسم الرابع على التوالي.
ولعل الأهم من النتيجة، هو الإرث الذي تركه كرويف، فقد كان الأب الروحي لفلسفة برشلونة الحديثة التي حمل لواءها لاحقًا تلاميذه، وعلى رأسهم بيب غوارديولا.
كرويف، بين 1974 و1994، لم يكن مجرد بطل في الكلاسيكو، بل مهندس ثورتين كرويتين غيّرتا هوية برشلونة إلى الأبد.
ففي الأولى، حرّر النادي من خوفه التاريخي، وفي الثانية، قدّم نموذجًا يحتذى به في فن التدريب وبناء الفرق.
الخماسيتان ليستا فقط لحظات للتاريخ، بل محطات صنعت فريقًا بات مرادفًا للجمال والانتصار.
يتم قراءة الآن
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
23:47
فوكس نيوز عن نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس: لن ننخرط في حرب لا شأن لنا بها ولا نطلب من الهند أو باكستان إلقاء السلاح.
-
23:46
فوكس نيوز عن نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس: سنواصل السعي لإنهاء الحرب بأوكرانيا حتى نوقن أنه لا يمكن إحراز تقدم إضافي، وسننسحب من الوساطة إذا تبين لنا أن روسيا ليست منخرطة في التفاوض بحسن نية.
-
23:46
فوكس نيوز عن نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس: قلقون مما يحدث بين الهند وباكستان ولا نعتقد أن الأمر سيتحول إلى صراع نووي، وسنواصل السعي لخفض التصعيد بين الهند وباكستان عبر القنوات الدبلوماسية.
-
23:45
فوكس نيوز عن نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس: أعتقد أن هناك تقدما نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا، وأعتقد أننا حققنا اختراقات دبلوماسية وعرض الروس خطة سلام يعد إنجازا كبيرا.
-
23:18
يسرائيل هيوم عن مقربين من ترامب: يمكننا القول بوضوح إن العلاقة بين ترتمب ونتنياهو وصلت لأدنى مستوياتها.
-
23:18
يسرائيل هيوم عن مسؤول "إسرائيلي": ما نفكر فيه حقا الآن هو أن ترامب يهمش نتنياهو حتى يعود للمسار الصحيح.
