تحالفات "غريبة عجيبة" تطبع المشهد الانتخابي البلدي المسيحي في محافظة الشمال، التي تجري فيها الجولة الثانية من الانتخابات البلدية بعد اقل من ٢٤ ساعة.
فالاضداد الذين ما زالوا يتصارعون سياسيا، ولم يعلنوا حتى هدنة على هذا المستوى، قرروا الاجتماع في لوائح موحدة بلديا، تحقيقا لمصالح مشتركة.
- ففي مدينة البترون، تخوض "القوات" المعركة الى جانب "التيار الوطني الحر" و"الكتائب اللبنانيّة"، و"تيار المردة" بوجه لائحة عائلية غير مكتملة، ما يجعل نتائجها محسومة لمصلحة التحالف القائم، الذي نجح رئيس البلديّة الحالي مرسيلينو الحرك في نسجه بدهاء، وهو الذي يرأس البلدية منذ ٢٥ عاما.
- وفي زغرتا "التيار" و "المردة" يدا بيد بمواجهة تحالف "القوات"- ميشال معوض. وقد نجح الثنائي الاول في حسم المعركة باكرا في المدينة، بعد فشل الثنائي الثاني مع النائب ميشال معوض في تشكيل لائحة موحدة لخوض المواجهة، ما سيؤدي الى توزيع اصواتهم على لائحتين: الاولى شكلتها "أسس" والثانية عدد من المستقلين.
وتعتبر كل هذه القوى ان معركتها الاساسية اليوم ليست في المدينة انما على اتحاد البلديات، بحيث تتحذ منحى "كسر عضم"، ما استدعى خروج رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية ورئيس حركة "الاستقلال" النائب ميشال معوض في اطلالتين تلفزيونيتين متزامنتين.
- لكن الغرائب والعجائب لا تتوقف هنا، بل تنسحب الى أميون، حيث يدعم حزب "القوات" لائحة "قومية".
- تشهد بشري معركة غير متوقعة بين لائحة "قواتية"، واخرى شكلها عدد من المستقلين الذين يدورون في الفلك "القواتي"… وهي معركة شبه محسومة لمصلحة معراب، الا ان القيادة "القواتية" لم تكن تريدها.
ويعتبر الناشط السياسي المحامي انطوان نصرالله ان "انتخابات الشمال تؤكد عمق الازمة الموجودة لدى معظم القوى السياسية، خصوصا "التيار الوطني الحر" و "تيار المردة" اللذين كانا على خصومة كبيرة وتبادلا الاتهامات، فعادا واتفقا على انتخابات بلدية، علما انهما اعلنا مرارا انهما لا يعتبرانها انتخابات ذات طابع سياسي، وهذا ما يؤكد عمق الازمة التي يعيشانها".
ويشدد نصرالله لـ "الديار" على ان "هذه الانتخابات ونتائجها لا يمكن ان تعكس حجم الواقع الشعبي، لان الطابع العائلي يغلب على معظم المعارك"، ويضيف: "حتى تحالفات حزب "القوات" غريبة في محافظة الشمال، ولا يمكن "تقريشها" في الانتخابات النيابية، فهل هو قادر على التحالف مع مجد حرب بالنيابة؟ وهل سيتحالف مع "الكتائب"؟
ويخلص نصرالله الى ان "هذه التحالفات مصلحية، لا يمكن ان يكون لها اي انعكاس بالنيابة، سواء في مدينة البترون او عندقت وغيرهما".
وفي ظل هذه الاجواء، يجد الناخب الشمالي نفسه مقيدا اولا بانتمائه العائلي لا السياسي، فيما تتفادى معظم الاحزاب حرق اصابعها في كثير من القرى والبلدات، بدعم لائحة تضم مناصرين لها بوجه اخرى تضم مناصرين آخرين، اذ تدرك ان المعركة الاساسية هي بعد اقل من عام على الحلبة النيابية، حيث هناك ستحرق الكثير من الاصابع، وستتم الاطاحة بكثير من الرؤوس.
يتم قراءة الآن
-
متى المفاوضات بين أميركا وحزب الله؟
-
من صناديق الشمال الى طاولة ترامب... هل يعبر لبنان زمن الغياب؟ تحديات الشمال امنية ولا انقلاب سياسي «والعين» على بيروت قاسم: نتجه نحو الاستقرار ونحن شركاء للعهد... ولن نستسلم
-
سقوط المشرق العربي جرس إنذار للسعودية ودول الخليج
-
حلف رباعي في بيروت والمناصفة طارت فهل تؤجل ؟ الحريري لجمهوره : إياكم القوات والتيار الوطني حزب الله والقوات اللبنانيّة بلائحة واحدة
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
23:21
ماكرون: ما يحدث في غزة مأساة إنسانية غير مقبولة ومروعة ويجب وقفها
-
23:20
ماكرون: يجب الضغط على "إسرائيل" واعتبر أنه من المعقول الحديث عن إعادة النظر في اتفاقيات الشراكة بينها والاتحاد الأوروبي
-
23:19
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: ما يقوم به نتنياهو في غزة مخزٍ
-
22:47
القوات المسلحة اليمنية: على الشركات التي لم تعلن وقف رحلاتها أن تحذو حذو تلك التي أعلنت وقف الرحلات إلى مطارات فلسطين المحتلة
-
22:46
القوات المسلحة اليمنية: العملية تأكيد على استمرار حظر الملاحة في مطار "بن غوريون"
-
22:43
القوات المسلحة اليمنية: الصاروخ حقق هدفه بنجاح وتسبب في هروب ملايين "الإسرائيليين" إلى الملاجئ وتوقف حركة المطار لنحو ساعة
