اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تمر العلاقة الجنبلاطية – الارسلانية في افضل مراحلها، وهي كانت دائما بين صعود وهبوط، وادت في فترات توترها الى صدامات واشتباكات مسلحة سقط فيها شهداء وجرحى، وكان ابرزها في الشويفات وقبرشمون، الا انها ومنذ اكثر من عامين تعيش زمنا يسوده الاستقرار والامن والسلام، وهو ما انعكس تحالفا في الدورة الحالية للانتخابات البلدية والاختيارية، جنب الجبل خضات امنية لا سيما في الشويفات، التي شهدت في الانتخابات السابقة انفلاتا امنيا وقبلها في الانتخابات النيابية ،التي سقط فيها احد مرافقي ارسلان اكرم عربيد.

فالتحالف الانتخابي الجنبلاطي – الارسلاني ركز على المدن والبلدات الاساسية، كالشويفات وعاليه وكفرمتى ومجدلبعنا وبيصور وحاصبيا في الجنوب، وترك لبلدات وقرى اخرى حرية الحركة والتحالفات وفق ظروفها العائلية واوضاعها السياسية، فمرت الانتخابات من دون حصول اشكالات تذكر.

وحصل ذلك من خلال التنسيق القائم يبن جنبلاط وارسلان منذ لقاء بيصور قبل اكثر من عام، وتوافقهما على تجنيب صراع شيعي- درزي، وهما يلتقيان في كثير من الاحيان بعيدا عن الاعلام، واشركا في لقائهما هذا الاسبوع نجليهما، تيمور جنبلاط الذي تسلم الزعامة السياسية لآل جنبلاط ورئاسة الحزب "التقدمي الاشتراكي" تحت رعاية وتوجيه والده وليد، وهو ما يفعله طلال ارسلان مع نجله مجيد الذي يحضّره لوراثة الزعامة السياسية لآل ارسلان، وهذا تقليد متبع عند العائلتين منذ قرون.

وفرضت التطورات والاحداث التي حصلت في سوريا مع سقوط النظام السوري السابق برئاسة بشار الاسد، التواصل بين وليد وطلال وكانا بعيدين في النظرة حول حكم الرئيس الاسد، ثم في وصول الرئيس السوري الموقت احمد الشرع الى السلطة، الذي ايده جنبلاط وزاره مرتين، في حين ان ارسلان وقف الى جانب ارادة الشعب السوري، ورحب بالنظام الجديد مع تأكيده الحفاظ على التنوع ضمن وحدة سوري. الا ان القطبين الدرزيين متفقان على رفض الحماية "الاسرائيلية" للدروز ومن يطلبها، سواء من رجال دين او سياسيين دروز في سوريا او فلسطين المحتلة، ومن ابرزهم الشيخ موفق طريف الذي يدور صراع بينه وبين جنبلاط حول المرجعية للطائفة الدرزية وموقعها الوطني والقومي والعربي، اذ يعتبر جنبلاط من اكثر الرافضين للخدمة العسكرية الالزامية لدروز فلسطين في الجيش "الاسرائيلي" وعمل ضدها، ويتماهى معه بالموقف ارسلان الذي يؤكد على الهوية العربية للطائفة الدرزية.

من هنا، توطدت العلاقة بين جنبلاط وارسلان للبحث كيف يمكن حماية الدروز في المنطقة من خارج المشروع "الاسرائيلي"، كما تقول مصادر مطلعة على اجواء الطرفين، وان لا ينعكس ما يجري في سوريا من اشكالات وصدامات، وصلت الى حد ارتكاب مجازر بحق مواطنين دروز في جرمانا وصحنايا واشرفيتها في ريف دمشق والسويداء، وجرت محاولات لتوسيع الصراع الى لبنان، بعد ان اعطي بعدا مذهبيا دفعت بجنبلاط الى طلب عقد اجتماع للمجلس المذهبي الدرزي برئاسة شيخ العقل سامي ابي المنى، وصدر عنه بيان يدعو الى الوحدة الاسلامية. وهو موقف ارسلان الذي طالب السلطة الجديدة في سوريا، ان تؤكد ميدانيا بانها تضمن امن مكونات المجتمع السوري، كي لا تضطر اطراف فيه ان تبقي على سلاحها، كما اعلن عدد من المرجعيات الدرزية في سوريا، وزاد قلقهم وخوفهم على ما حصل في الساحل السوري ضد العلويين.

فاللقاء الاخير بين الزعامتين الجنبلاطية والارسلانية في خلده، رأت فيه مصادر مطلعة عليه بانه يدخل في اطار التنسيق، وفرضته ظروف ما يحصل في سوريا لتجنيب لبنان خصوصا والمنطقة عموما، تداعيات احداث يتخوف منها وليد وطلال، ويعملان على ان لا يحدث اي خرق امني في مناطق تتواجد فيها كل الطوائف والمذاهب في الجبل وراشيا وحاصبيا.

ولم يتطرق اللقاء الى الانتخابات النيابية المقبلة، وتركها لموعدها وظروفها وتحالفاتها، كما في الترشيحات لها ومنها ترشيح مجيد طلال ارسلان.

الأكثر قراءة

ترامب يرفع العقوبات عن سوريا و«يشترط» لمساعدة لبنان طرابلس تحت الضغط: شارع غاضب وانتخابات معلّقة قضية «المرفأ» تتحرك و«المتقاعدين» الى التصعيد