اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في خطوة مؤلمة وغير متوقعة، تم إبلاغ فريق عمل “Rescuing In Lebanon” وهو أحد ملاجئ الرفق بالحيوان في لبنان، بقرار الإخلاء من الأرض التي شكّلت لسنوات ملاذًا آمنًا لعشرات الحيوانات المُنقذة.

فهذه الأرض لم تكن مجرد مساحة لإيواء الحيوانات، بل كانت بداية جديدة لأرواح أُنهكت من الإهمال والعنف، ومكانًا شهد أول لمسة حنان، وأول وجبة مشبعة، وأول خطوات نحو حياة أفضل.

الخلفية التي أدت إلى هذا القرار تعكس عمق الإشكاليات البنيوية التي يعاني منها البلد.

وبحسب بيانها على وسائل التواصل الاجتماعي، قالت الجمعية إن "أحد المستثمرين بادر إلى إنشاء مشروع سياحي مجاور للأرض، عبارة عن أكواخ مخصصة للتأجير عبر “Airbnb”، وسرعان ما أبدى اعتراضه على وجود الكلاب قرب مشروعه، فلجأ إلى وسائل ملتوية، مدعومة بشبكة من النفوذ والفساد، ما أدى في نهاية المطاف إلى إصدار قرار بإخلاء الملجأ، من دون تقديم أي مستندات قانونية واضحة أو إثباتات رسمية تدعم الادعاءات المقدّمة ضده".

وعبّرت إدارة الملجأ في بيانها عن صدمتها من القرار، لا سيما في ظل الصعوبات المالية التي تمرّ بها، والمبالغ الكبيرة المتراكمة عليها، "ما يجعل الانتقال إلى موقع جديد أمرًا بالغ التعقيد من الناحية اللوجستية والمادية".

وازداد الوضع سوءًا بعد تلقيهم تحذيرات من أن الجهة المعترضة قد تلجأ إلى خطوات خطيرة، منها تسميم الكلاب، في حال لم يتم إخلاء الأرض خلال المهلة المحددة.

ولفتت مؤسسة “Rescuing In Lebanon” سارة عباس في حديثٍ لـ"الديار" إلى أن "هذه المزرعة قائمة منذ خمس سنوات، وقد أنقذت مئات الكلاب".

وكشفت أن "في الشكوى، ورد أننا ننظّم محاضرات تدريبية للكلاب غير مرخّصة، وهذا غير صحيح. كما قيل إننا نعيق طريقًا عامًا، لكننا لم نتجاوز حدود الأرض قط ولم نغلق أي ممر".

وأضافت أنه "تم الادعاء أن لجنة رسمية أجرت كشفًا ميدانيًا على الموقع، لكن الحقيقة أن أحدًا لم يأتِ إلينا" مشيرةً إلى أنني "كان بإمكاني مواجهتهم وفضح هذه الأكاذيب، خصوصًا أن رئيس البلدية نفسه كان يرسل إلينا الكلاب الشاردة لنعتني بها"، مشيرةً إلى أننا "كنا نجد كلابًا مرمية عند باب المزرعة يوميًا! ففي أحد الأيام مثلً وصلنا ووجدنا 18 جروًا بلا أمهم، وقمنا ببحثٍ حتى جمعناها مع والدتها"، مشدّدةً أنه "إذا كانت هناك فوضى، فالبلدية تتحمل مسؤوليتها!".

وأشارت إلى أن "المشكلة الكبرى بدأت منذ بدء نشاط الجار الجديد، الذي لا يريد وجود الكلاب قرب مشروعه السياحي، فهذا الشخص لجأ إلى النفوذ ونجح في استصدار قرار بالإخلاء من جهة أعلى من رئيس البلدية، لا نعرف من تحديدًا، وتم إعطاؤنا مهلة شهرين فقط".

وأوضحت عباس أن "المزرعة تأوي حيوانات بحاجات خاصة، فلدينا كلاب مبتورة الأرجل، لا يمكن نقلها إلى المزرعة الأكبر لأنها لا تتناسب مع وضعها الصحي. هذه المزرعة الحالية تتيح لنا تقديم رعاية فردية دقيقة".

وختمت بالقول إننا "حاولنا إيجاد حل بأي وسيلة ممكنة، حتى لو تطلّب الأمر دفع بدل مادي مقابل البقاء، ولكننا قوبلنا بالرفض"، مشددةً على أنه "إذا تم تنفيذ القرار بالقوة فجأة، لن يكون هناك ما يوقفهم. فلا توجد حماية حقيقية لهذه الكلاب، وأنا لست مستعدة للتخلي عن أي منها لذا قررنا أنه من الأفضل أن ننتقل إلى مكان آخر".

ورغم هذه التحديات، تم التوصل إلى حلّ جزئي يتمثل في نقل الكلاب إلى منشأة بديلة تمتلكها الجمعية، وهي أرض واسعة لكنها غير مجهزة حاليًا لاستقبال هذا العدد الكبير من الحيوانات. ويتطلّب الأمر تنفيذ سلسلة من الأعمال الطارئة، أبرزها:

• بناء غرف إيواء جديدة تضمن السلامة خلال الليل

• تعزيز السياج المحيط بالموقع لتأمين الحماية

• إنشاء ساحات لعب محاطة لضمان المساحة الكافية لحركة الكلاب ونشاطها

اليوم، تناشد الجمعية كل من يملك حسًا إنسانيًا أو اهتمامًا برفاه الحيوان، للمساهمة في إنقاذ هذا المأوى واستكمال مشروع النقل قبل فوات الأوان.

فكل دعم، مهما كان حجمه، يُحدث فرقًا فعليًا في حياة هذه الكائنات التي لا تملك سوى صدى أصواتنا للدفاع عنها.

للمساهمة أو المشاركة، يمكن التواصل عبر القنوات الرسمية للجمعية:

- انستغرام: rescuing_in_lebanon@

- منصة "إكس": rescuing_in_leb@

- فايسبوك: Rescuing_in_lebanon

أو متابعة التفاصيل عبر صفحة: friendsofbenelli@ على انستغرام

الأكثر قراءة

الجنوب يقترع... تثبيت للخيارات التاريخية وسط استحقاق «البلديات» <أم المعارك> في جزين وسباق مفتوح في صيدا الزوار الاميركيون بالجملة وعروض لـ«الثنائي» و15 حزيران تسليم سلاح مخيمات بيروت