كشف فريق من علماء الآثار عن مقابر تعود إلى نحو 2000 قبل الميلاد، بالإضافة إلى ملاجئ صخرية مزينة برسومات غامضة وأحجار قائمة في مدينة طنجة المغربية.
وعثر علماء الآثار على ثلاث مقابر حجرية غامضة، تضم ما يعرف بـ"دفن الصندوق الحجري" (cist burials)، حيث تم نحت حفر في الصخور وتغطيتها بألواح حجرية ضخمة، ما يشير إلى جهد كبير في البناء.
وهذه المدافن المنحوتة بدقة في الصخور الصلبة، تعد شواهد حية على فلسفة كاملة للحياة والموت، حيث أن الجهد الكبير الذي بذله أولئك القوم في نحت مقابرهم يكشف عن تصورات عميقة للعالم الآخر، وعن مجتمع منظم يؤمن بالخلود.
كما أن هذا الجهد الكبير الذي تطلبه نحت هذه المقابر في الصخور الصلبة يكشف عن مكانة الموتى في ذلك المجتمع، وربما عن نظام طبقي دقيق كان قائما في ذلك الزمن البعيد.
وللمرة الأولى في تاريخ البحث الأثري بشمال غرب إفريقيا، تمكن العلماء من تحديد عمر هذه المقابر بدقة مذهلة باستخدام الكربون المشع.
وكشف تحليل الكربون المشع للعظام البشرية أن هذه المدافن تعود إلى نحو 2000 عام قبل الميلاد، وهي معلومة تفتح آفاقا جديدة لفهم التسلسل الزمني للحضارات في المنطقة.
وعلى مقربة من المقابر، تنتصب ملاجئ صخرية تحولت عبر الزمن إلى لوحات فنية غامضة، حيث تحمل جدرانها رموزا هندسية غامضة ومعقدة وأشكالا بشرية مبسطة قد تمثل آلهة أو شخصيات أسطورية.
وتتضمن الأشكال الهندسية المعقدة مربعات ودوائر وخطوط متعرجة، تتداخل مع رسوم بشرية بدائية تثير الكثير من التساؤلات.
وتكشف رسومات "المثلثات المزدوجة" التي تشبه ثمانية مثلثات متقابلة، والتي وجدت مثيلاتها في إيبيريا (إسبانيا والبرتغال)، عن حوار ثقافي قديم عبر البحر الأبيض المتوسط. أما المربعات المنقوشة بداخلها نقاط وخطوط، فتشبه إلى حد كبير رسوما وجدت في الصحراء الكبرى، ما يثير احتمال وجود طرق تجارية أو ثقافية ربطت هذه المناطق البعيدة.
ولعل أكثر ما يثير الدهشة تلك الأحجار الضخمة المنتصبة كعمالقة صامتين، بعضها يتجاوز ارتفاعه مترين ونصف. وهذه الصخور التي صمدت أمام اختبار الزمن تحمل في طياتها لغزا أثريا محيرا: هل كانت حدودا بين القبائل؟ أم مذابح لطقوس دينية؟ أم ربما تقاويم فلكية بدائية؟. وكل احتمال يفتح الباب أمام سيناريوهات مختلفة عن طبيعة ذلك المجتمع القديم.
ويظهر هذا الاكتشاف تنوعا كبيرا في تقاليد الدفن والفنون الصخرية، ما يشير إلى وجود ثقافة غنية ومعقدة في المنطقة خلال العصر البرونزي.
ويعد هذا الكشف خطوة مهمة نحو فهم أعمق للحياة في شمال إفريقيا خلال عصور ما قبل التاريخ، خاصة وأن المنطقة غرب مصر ظلت غير مدروسة جيدا مقارنة بغيرها في حوض المتوسط.
ويخطط الفريق الآن لمواصلة الحفريات وتحليل الرسومات الصخرية والأحجار القائمة في محاولة لفك رموز المعتقدات والطقوس التي كانت تمارس في هذه المنطقة قبل آلاف السنين.
يتم قراءة الآن
-
الحرب التدميرية على إيران هدفها تغيير وجه المنطقة الغارات «الاسرائيلية» طالت القيادات والمنشات الصاروخية والنووية والمطارات إيران تدك العمق «الاسرائيلي» ودمار غير مسبوق في تل أبيب
-
القصة الكاملة لملف فادي صقر... أحد أكثر الأسماء إثارة للجدل في سوريا
-
بالصور... دمار غير مسبوق في منطقة تل أبيب
-
ليكن الشرق الأوسط هو جهنم
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
22:47
وسائل إعلام إسرائيلية: مقتل 6 إسرائيليين وإصابة 499، تتفاوت حالتهم بين صعبة ومتوسطة وطفيفة، منذ بدء الهجوم الصاروخي الإيراني على "إسرائيل" يوم أمس الجمعة.
-
22:37
قارير عن انفجارات عدة في أجواء جنوب سوريا وترجيحات ان تكون اعتراضات إسرائيلية لمسيّرات إيرانية
-
22:35
"تسنيم": الهجوم الإيراني على إسرائيل سيبدأ خلال ساعتين
-
22:34
القسام: دمرنا ناقلتي جند صهيونيتين بعبوتي "شواظ" وعبوة العمل الفدائي وأجهزنا على أحد الجنود من المسافة صفر خلال الكمين
-
22:34
القسام: فور وصول قوة الإنقاذ استهدفناها بتفجير حقل ألغام وأوقعنا أفراد القوة بين قتيل وجريح ورصدنا هبوط المروحيات للإخلاء
-
22:33
مساعد وزير الخارجية الإيراني: لن ننسى من يدعمنا في هذه الظروف
