أوّلًا: الحقّ
قال الفيلسوف اليوناني ديوجين Diogène (413-323 ق.م.) بعد أن خرج من البرميل حيث قضى حياته، وهو يحمل قنديلًا في منتصف النهار: "إنّني أبحث عن رجل" وكأنّي به أراد أن يقول: "إنّني أبحث عن الحقّ في رجل"!!!
فهل كان الحقّ ضائعًا منذ قديم الزمان؟
- الحقّ هو أن يُعطى الإنسان نصيبه وقسمته كاملَيْن، وأن يتحمّل ما عليه من واجبات.
- هو ميزان العالم، إذا تعادلت كفّتاه، وتساوى الناس في الحقوق والواجبات، في المغانم والمغارم، سادت شريعة اللّه على الأرض.
- العدالة والمساواة والإنصاف والقانون روافد تصبُّ كلَّها في نهر واحد هو الحقّ.
- الحقّ هو العمل الصالح، والتصرّف الحكيم، والموقف الشجاع، بعبارة مختصرة هو كلّ ما يُساهم في التطوير والتقدّم، هو كلّ حصاة أو حبَّة رملٍ توضع في بناء الحضارة والرقيّ والسلام.
- الحقّ يهزم الباطل كما النور يهزم الظلام.
- الحقّ لا يموت وقوّته تنبع من ذاته.
● الحقوق وأنواعها
- الحقّ في الحياة التي ليس لأحد أن ينزعها إلّا الخالق وحدَه.
- وبالتملّك والتصرّف بالملك والمدافعـة عنه كما قال Pascal باسكال: رياضيّ وفيلسوف فرنسيّ (1623- 1662).
- بالتعلّم والعمل والإنتاج والتجارة والربح الحلال.
- بالزواج والإنجاب وتربية العائلة.
- بالإيمان والعبادة والصلاة.
- بالسياسة ليَنتخِب ويُنتخَب.
- بالإرث حسب القوانين المرعيّة الإجراء.
- بالتصرّف الحرّ، الشرعيّ، القانونيّ والأخلاقيّ.
- بالإنتماء إلى وطن نهائيّ حرّ، سيّد، مستقل...
إيماننا بهذه الحقوق الطبيعيّة والعمل بموجبها، يُخلِّصنا تلقائيًّا من المشاكل والهموم والنزاعات والثورات والحروب؛
ألم يكن الفقر والطبقيّة والغبن والإجحاف وتكديس الأموال في خزائن رجال الدين والأشراف من أسباب الثورة الفرنسيّة؟
ألم يكن تعب الشعب الروسي وقهره مادِّيًا واجتماعيًّا وسياسيًّا في أساس الثورة البولشيفيّة إلى جانب تحكّم رجال الدين والأغنياء في خيرات البلاد وثرواتها؟
نعم:" كثرة الضغط تُولّد الانفجار، والجوع كافر لا يرحم أحدًا".
-ثانيًا: الباطل
الباطل هو كلّ ما يكون مخالفًا للناموس والشريعة والقانون، لا ينتج منه غير الشرّ والظلم والتسلّط والفوقيّة والبغض والخلافات...
- لا يسلم حقٌّ ولا يستتبّ أمن ولا يحيا سلام بظلِّ الباطل.
- حبوب الحنطة لا تنبت بين الأشواك، كما ورد في الإنجيل المقدّس.
- إقتلاع الباطل من جذوره ضروريّ لا بل حتميّ حتّى تطيب الحياة.
● الأباطيل وأنواعها
1ـ الأباطيل الناتجة عن الإلحاد مثل الظلم والقتل والتهجير والخطف والاعتقال والتعذيب والزنى وشهادة الزور وسوء معاملة المعتقلين والمساجين ومخالفة النواميس الطبيعيّة...
هل سأل الملحد نفسه مرّةً: كيف وُجد هذا الكون، وكيف وُلدت الحياة، وكيف أُعطيت الحكمة إلى المخلوقات، وكيف تفكّر النملة كي تجمع مؤونتها في فصل الصيف تحسّبًا لفصل الشتاء؟!
1ـ الأباطيال الناتجة من الطمع مثل التعدّي والسرقة والسلب والنهب والغصب والاحتلال واشتهاء مقتنيات الغير... ليت فاعلي هذه الفظائع يفقهون ما قاله الإمام علي (ر):
"الحجر الغصيب في الدار رهنٌ على خرابها".
ج ـ الأباطيل الناتجة من جنون العظمة مثل الكبرياء والادّعاء والعنجهيّة والاعتقاد بأنّ اللّه عزّ وجلّ خلق "ابن ستٍّ" و "ابن جارية"، ميّز شعبًا عن آخر، فاللّه لم يخلق شعبًا مختارًا وآخر فوق الجميع،
وشعبًا درجة أولى، خلقهم متساوين، ولكنّ ظروف كلّ بيئة تختلف عن الثانية، فكان الغنيّ والفقير، القويّ والضعيف، الظالم والمظلوم...
د- الأباطيل الناتجة عن الفساد مثل الرشوة، واستغلال المركز، وسوء الإدارة، وسوء معاملة الناس،
والتصرّفات اللاإنسانيّة، وعدم احترام القوانين والأنظمة، الاهتراء والإهمال في مؤسّسات الدولة...
ـ هذا جزء من الأباطيل، ويبقى الكثير، لأنّ الشرّ استشرى على الكرة الأرضيّة، ولأنّ الظالمين والأشرار لا يعرفون عدالة الأرض ولا عدالة السماء.
فويلٌ لأمّة ينخر الفساد عظمها
وويلٌ لأمّة بُليت بالباطل لأنّها ستلاقي المصير الصعب والانحلال وربّما الزوال.
● إحقاق الحقّ وانتفاء الباطل
هنالك مبادئ أساسيّة، إذا طُبِّقت بدقّة، يمكن أن تنفي الباطل، أو على الأقلّ تحدّ من أضراره، وتوصل الإنسان إلى برّ الأمان أي إلى الحقّ.
1ـ العمل والتصرّف بموجب الناموس، وتحكيم العقل والضمير، والمحاسبة الذاتيّة، وليكن شعار الإنسان: "لا تعمل بالغير ما لا تريد أن يعمله الغير بك"
2ـ تطبيق القوانين العادلة على مستوى الدولــة الواحدة، وعلى المستوى الدوليّ العام، "فالقانون سلطان العالم" - كما قال ميرابو Mirabeau (1791-1749)
"Le droit est le souverain du monde"
3ـ تعزيز المحاكم الدوليّة لمحاسبة المسؤولين عن الشرِّ في الثورات والإنقلابات والحروب والأحداث الكبرى التي تمسّ أو تُخِلّ بالعدالة العالميّة.
4ـ منع تدخّل أيّ دولة بشؤون دولة أخرى محافظة على حرّيتها وسيادتها واستقلالها، وهذا لا يمكن تحقيقه إلّا بإنشاء مجلس أمن دولي جديد، عنوانه المساواة المطلقة بين الدول، تُحذف منه بدعة العضويّة الدائمة وحقّ النقض لأيّ دولة في العالم مهما علا شأنها، على أن يُعطى إمكانات وصلاحيات واسعة ليتمكّن من حلّ النزاعات وإيقاف الحروب...
قد يتبادر إلى أذهان البعض أنّ هذا المطلب مستحيل، ولكنّ الوقائع الدوليّة الراهنة، والحروب الدائرة في أكثر من مكان تُحتِّم التفكير بحلٍّ جذريّ لأنّه إذا بقيت الحال على ما هي عليه، وبقي مصير العالم مرتبطًا بمصالح وأمزجة خمس دول، يُصبح البحث عن الحقّ والعدل والسلام كالبحث عن إبرة في قعر المحيط!!!
1- الإيمان باللّه العليّ القدير، والطلب إليه ليُلهم المسؤولين على محاربة الباطل حتّى يسير الإنسان على الطريق المستقيم، وينعم بالحقّ، ويعيش حياة كريمة.
فهو القائل: "أنا الطريق والحقّ والحياة".
يتم قراءة الآن
-
أيها الإيرانيّون... فليذهب الى الجحيم
-
الجنوب يقترع... تثبيت للخيارات التاريخية وسط استحقاق «البلديات» <أم المعارك> في جزين وسباق مفتوح في صيدا الزوار الاميركيون بالجملة وعروض لـ«الثنائي» و15 حزيران تسليم سلاح مخيمات بيروت
-
نتنياهو يهدّد بإزالة الشرق الأوسط
-
جنبلاط وأرسلان في مواجهة المخطط الأخطر منذ "سايكس بيكو" الردّ الدرزي الحاسم: لا لفتنة الداخل ولا لوصاية الخارج
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
22:14
انتخابات صيدا: تقدم لائحة سوا لصيدا المدعومة من تيار المستقبل والقوات اللبنانية.
-
22:09
فوز اللائحة المدعومة من التيار الوطني الحر بكامل أعضائها في بلدة روم - جزين، وفوز لائحة بيار عطالله كامل أعضائها في بلدة راشيا الفخار.
-
22:09
فوز لائحة التنمية والوفاء بالانتخابات البلدية والاختيارية في بلدة جويا.
-
22:01
ماكينة الحزب التقدمي الاشتراكي في حاصبيا: تقدم اللائحة المدعومة من التقدمي والقومي والديمقراطي على حساب اللائحة المنافسة.
-
22:00
فوز لائحة "كرمالك يا قليعة" برئاسة حنا ادمون ضاهر في بلدة القليعة المدعومة من القوات اللبنانية بنتيجة 15-0.
-
22:00
فوز اللائحة المدعومة من التيار الوطني الحر بكامل أعضائها في بلدة بكاسين، وفوز لائحة التضامن في كفرحمام بكامل مرشحيها الـ 12 وهي مدعومة من الحزب الشيوعي.
