اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب



قد تكون نتائج الانتخابات البلدية في مدينتي بيروت وزحلة، اكثر النتائج المفاجئة منذ انطلاق الجولات الانتخابية مطلع ايار الحالي. ففي بيروت كانت توقعات الخبراء الانتخابيين تشير الى ان تعدد اللوائح سيطيح المناصفة، وان لائحة الاحزاب الائتلافية ستُخرق بحوالى نصف اعضائه، لتأتي النتائج وتدحض هذا السيناريو.

ولم تنحصر مفاجآت العاصمة بنجاح الاحزاب في تجييش مناصريها، تحت عنوان الحفاظ على المناصفة والعيش المشترك، انما شكل غياب لائحة "بيروت مدينتي" عن المنافسة الفعلية، بعدما شكلت عام 2016 المفاجأة الكبرى في المشهد اللبناني العام، تطور يفترض التوقف عنده، وبخاصة ان النتائج التي حققتها لوائح المجتمع المدني على صعيد كل لبنان أتت مخيبة، ما يستدعي استنفار هذه القرى قبل اقل من عام على الانتخابات النيابية المقبلة، لاثبات وجودها وحضورها من جديد.

لكن ما حصل في بيروت شيء، وما شهدته زحلة شيء آخر تماما، بحيث فجّر حزب "القوات اللبنانية" قنبلة من العيار الثقيل بوجه اخصامه، الذين تكتل معظمهم في لائحة واحدة ترأسها أسعد زغيب. فكانت المفاجأة بفوز اللائحة "القواتية" بفارق ٦ آلاف صوت بين متصدري اللائحتين. وقد شكلت هذه النتائج مفاجأة "للقواتيين" أنفسهم، الذين كانوا يتوقعون بأفضل الاحوال ان يخرقوا بمقعد او اثنين، فجاءت الارقام لتحقق صدمة في الشارع "القواتي" قبل غيره من الشوارع.

وفيما رد البعض ما حصل الى ان "التيار الوطني الحر" صبّ عدد من اصواته لمصلحة "القوات"، او عدم التزام بعض الاحزاب والفعاليات الزحلاوية بتعهداتهم التصويت لمصلحة لائحة زغيب، ترجح المعطيات ان يكون ما حصل نتيجة عدم الانسجام بين مكونات لائحة زغيب، وعدم الاعداد الجيد للاستحقاق.

ويعتبر الباحث في "الدولية للمعلومات" محمد شمس الدين ان "حصول حزب "القوات" على اكثر من ١٣ الف صوت في مدينة زحلة يفترض التوقف عنده، باعتباره رقما كبيرا جدا يزيد على عدد الاصوات الذي حصل عليه خلال الانتخابات النيابية الماضية، والذي كان 11 الفا، في حين ان نسبة الاقتراع تراجعت في المدينة"، مرجحا في حديث لـ "الديار" ان "تكون هناك احزاب اعلنت دعمها اللائحة التي كان يرأسها أسعد زغيب، ولكنها من تحت الطاولة دعمت لائحة "القوات".

ولفت شمس الدين الى انه "في المدن والقرى الشيعية، استطاع "الثنائي الشيعي" تأكيد سيطرته. ففي مدينة بعلبك، حيث كان هناك حديث ان المجتمع المدني سيُحدث خرقا في عدد من المقاعد، اتت النتائج خلاف ذلك، بحيث وصل متوسط اصوات اللائحة المدعومة من "الثنائي" الى نحو 12 الف صوت، في حين حصدت لائحة المجتمع المدني 5500 صوت، ما يعني ان المجتمع المدني حافظ على اصواته، لكن بالمقابل "الثنائي" ضاعف اصواته".

اضاف: "اما في قرى شمال بعلبك المسيحي، فخسر حزب "القوات" بلدة رأس بعلبك، فيما حافظ على بلدة القاع". وتابع: "في قرى البقاع الغربي السنية حصل انقسام، على اساس عائلي لا سياسي مع غياب تيار "المستقبل"، وتركزت المعارك في غزة والمرج وغيرهما. وفي راشيا شهدنا منافسة بين لائحة للحزب "التقدمي الاشتراكي" ولائحة لـ "المجتمع المدني" انتهت بفوز الاول".

ورأى شمس الدين انه، وباستثناء بيروت وزحلة، يمكن القول ان اكثرية المعارك الانتخابية التي شهدناها الاحد، كانت معارك ضمن الاطر العائلية البعيدة عن الاطر الحزبية، وهو ما يُرجح ان ينسحب على انتخابات الجنوب والنبطية.

الأكثر قراءة

خرق الجمل «يهز» مُناصفة بيروت...ورسائل سياسيّة من البقاع «الثنائي» «والقوات» أكبر الرابحين... والمجتمع المدني أول الخاسرين القاهرة القلقة من التطوّرات الإقليميّة تدعم «حكمة» الرئيس عون