عاقل يفهم
في عالم تتغير فيه الظروف وتتقلب الأحوال، يبقى العقل السلاح الأقوى الذي يمتلكه الإنسان. فالقوة الجسدية قد تخور، والمال قد يفقد، لكن العقل المتزن والواعي يبقى قادرا على النهوض والبناء والتغلب على التحديات. هو الذي يعيد ترتيب الحياة ويخلق من العثرات جسورا للنجاح. فليس من قوة أعظم من عقل يدرك، يفكر، ويبدع.
إن قدرة العقل لا تتجلى في حجم المعرفة فقط، بل في القدرة على التحليل، الفهم، اتخاذ القرار، ومواجهة المواقف بحكمة. العقل القوي هو الذي يضبط الانفعالات، يحسن الرد، ويعرف متى يتكلم ومتى يصمت. هو الذي يرى ما وراء الأحداث، ويفكك العقد بدل أن يتعقد بها.
القوة العقلية هي التي تدفع الإنسان للاستمرار عندما يصاب بالإحباط، وهي التي تقيه عند الفشل، وترشده عندما تتشتت الطرق. فالعقل القوي لا يعرف الاستسلام، بل يتعلم من كل تجربة، ويحول الألم إلى فرصة، والعقبة إلى حافز.
وقد قالوا في القديم: العقل زينة، لكن في الحقيقة، هو أكثر من ذلك، هو المحرك لكل نجاح، والدعامة لكل إنجاز. وما من مبدع أو قائد أو عالم، إلا وكان وراء نجاحه عقل منفتح، مرن، ومدرب على التفكير الصحيح.
هناك الكثير من الأمثلة الناصعة في حياتنا ونرى كيف انه تعثرت في البداية وعانت مرارة الفشل لكنها صبرت وقامت وتوفقت وابدعت وأعطت البشرية ما يدهش.
لنتأمل في حياة توماس اديسون، مخترع المصباح الكهربائي. هذا الرجل فشل أكثر من ألف مرة، لكنه كان يقول " أنا لم أفشل، بل وجدت ألف طريقة لا تؤدي إلى النجاح".
فبعقله القوي، حول الفشل إلى خطوات نحو النجاح وسخر النجاح لخدمة البشرية جمعاء.
كذلك، تجربة نيلسون مانديلا، رغم قضائه 27 سنة في السجن، خرج ليقود بلاده نحو المصالحة، فقوة جسده لم تكن سببا في نجاحه، بل قوة عقله، ووعيه، وإيمانه بقيمه وصدقه لقضيته ولمجتمعه.
في زمن كثرت فيه الضغوطات واختلطت المفاهيم، نحن بحاجة أكثر من أي وقت مضى لتقوية عقولنا. نحتاج إلى القراءة، التأمل، الحوار البناء، وممارسة التفكير النقدي. فكلما قوينا عقولنا، قوي وجودنا، وارتفعت قدرتنا على مواجهة الحياة بشجاعة وثبات.
في الختام، تذكر دائما أن قوتك الحقيقية لا تقاس بعضلاتك أو ممتلكاتك، بل بمدى صلابة عقلك، ومرونة فكرك، ونقاء نيتك. قوّتك من قوّة عقلك وقوة عقلك من قوة الله وعظمته... فاعتن إذا به وطوره، ودع نور الفكر يقودك نحو الأفضل لأن وديعة الخالق كبيرة ووزناته ستحصى يوم الحساب.
يتم قراءة الآن
-
تفجير المزة... الغموض يزيد من تعقيدات المشهد السوري
-
معالم الردّ على ورقة برّاك تتبلور... وحزب الله سلّم موقفه إجهاض مُحاصرة «الثنائي» انتخابياً... والمواجهة مفتوحة الأمن العام فكّك خليّة لتنظيم «داعش» تتعاون مع «الموساد»؟!
-
ضغوط أميركيّة غير مسبوقة لدفع لبنان وسوريا نحو التطبيع مع <إسرائيل> أزمة الرواتب تتفاقم...والموظفون يُلوّحون بإضراب مفتوح
-
هل انكسرت الجرة بين "التيّار الوطني الحر" وحزب الله؟
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
13:48
رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو يلتقي الأسبوع المقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومسؤولين أميركيين في البيت الأبيض.
-
13:33
الكرملين: روسيا تحافظ على علاقاتها مع القيادة السورية الحالية وموسكو لها مصالحها الخاصة
-
13:16
إقرار إقتراح قانون تمكين البلديات معدلا بشطب كلمة المحاكم من المادة الرابعة في القانون
-
13:16
إنتهاء جلسة مجلس النواب
-
13:15
إرجاء البت في اقتراح القانون الرامي إلى تعديل الفقرة باء من المادة 7 من القانون رقم 367 الصادر الأول من آب سنة 1949 مزاولة مهنة الصيدلة معدلا
-
12:49
إقرار مشروع القانون الوارد بالمرسوم رقم 11511 القاضي بتنظيم مزاولة مهنة علوم الأشعة في لبنان
