اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

بهيّة الحريري لـ«الديار»: ندرس مُشاركتنا في الإنتخابات النيابيّة... «بعد بكير»


اما وقد انتهت الانتخابات البلدية مختتمة جولاتها الرابعة من الجنوب، حيث اثبت اهل الجنوب ان ارادة الحياة والصمود والديموقراطية والمؤسسات، تعلو فوق اصوات الغارات وهدير الطائرات وخطابات الالغاء، وقد بعث الثنائي الشيعي برسائل شتى ابرزها: نحن هنا، الارض لنا، والشعب شعبنا وهو لم يبدّل تبديلا...

ومن القرى ذات الغالبية الشيعية، وصولا الى جزين التي ارسلت بدورها الرسائل السياسية لمن يعنيه الامر، بانها الحصن القابل لاحتضان مختلف المكونات، لا المدينة المعزولة التي يبقى فريق على مدخلها وآخر بقلبها. اما عاصمة الجنوب صيدا فبعثت برسالة للداخل كما الخارج مفادها: القلب لا يزال ينبض "ازرق"، والمزاج الشعبي لا يزال "مستقبلي" الهوى ولو ان "المستقبل" لم يخض الانتخابات، لكن ارادة الشعب بقيت اقوى من كل الاعتبارات السياسية.

صحيح ان "تيار المستقبل" آثر عدم خوض الاستحقاق البلدي، بعدما كان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري قد اعلنها في 14 شباط 2025: "تيار المستقبل وجمهور الرئيس الشهيد رفيق الحريري باق هنا، وسيكون صوتكم في كل الإستحقاقات الوطنية، و"كل شي بوقتو حلو".

يومها تأمل انصار الجمهور الازرق خيرا، وبدأ البعض منه يعد العدة كما فعل بعض الفعاليات، تمهيدا للترشح للانتخابات البلدية، قبل ان يعود الحريري ويخرج ببيان يعلن فيه: "انطلاقاً من قناعتي بأن الانتخابات البلدية هي انتخابات أهلية إنمائية غير سياسية، وجّهت "تيار المستقبل" بأن لا يتدخل في هذه الانتخابات في كل البلدات والمدن اللبنانية، حفاظاً على الطابع العائلي والإنمائي لهذه الانتخابات".

في الظاهر التزم "المستقبل" توجيهات القيادة، لكنه مارس حقه الطبيعي في الانتخاب وتصويب البوصلة عندما رأى ذلك ضروريا، ففعلت الاصوات الزرقاء فعلها في ن طرابلس وبيروت، حيث خرق العميد محمود الجمل لائحة الاحزاب والائتلاف العريض، كما صيدا التي اكتسحت المقاعد الاكبر بالمجلس البلدي، اللائحة المدعومة من "سوا لصيدا" برئاسة مصطفى حجازي والمدعومة من "المستقبل" ضمنا، والرئيس السابق للبلدية "المستقبلي" الهوى محمد السعودي، الذي بقي على وفائه للشهيد رفيق الحريري ونجله سعد، ورجل الاعمال مرعي ابو مرعي. وقد اعلنها بشكل واضح احمد الحريري عند توجهه الى قلم الاقتراع، فرد على سؤال حول اذا كان يدلي بصوته كناخب ام كداعم للائحة  "سوا لصيدا": "كناخب طبعا... جدتي من آل حجازي، صوتي لسوا لصيدا".

هذه الوقائع لا يمكن المرور عنها في السياسة، فالارقام التي سجلت في اهم المدن السنية، اظهرت بوضوح الا زعامة سنية لاية شخصية حاولت ان ترث سعد الحريري وتحتل مكانته، لا في بيروت ولا في طرابلس ولا صيدا، واتى التصريح الذي شكل المفاجأة المدوية للنائبة السابقة ورئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة بهية الحريري، التي اعلنت بعد الادلاء بصوتها ان "تيار المستقبل" سيشارك في الإنتخابات النيابية المقبلة، ليبث روح الامل في نفوس الجمهور الازرق، الذي بات متعطشا لقيادة تلملم صفوفه وقادرة على قيادته، لا الاستثمار فيه، ولكن هل سيطبق قول بهية الحريري على ارض واقع انتخابات 2026؟ او ان السيناريو نفسه سيتكرر مع بهية، كما فعل سعد الذي وعد بخوض الاستحقاقات الدستورية ولم يفعل من الباب البلدي؟

المعلومات من مصادر موثوقة مطلعة على جو "المستقبل"، اكدت ان فعاليات ونواب "المستقبل" السابقين لم يتلقوا بعد اية اشارة توحي بان التيار سيخوض الاستحقاق النيابي، وهي لا تزال بغالبيتها بحالة ضياع ازاء ادارة محركات مكيناتها من عدمها، علما ان احد اركانها اكتفى بالقول: "لا قرار بعد، لكن نحنا عم نعمل الـ DEVOIR".

وتعلق المصادر على كلام بهية الحريري بالقول: "ان نتائج الانتخابات البلدية في ابرز المدن ذات الثقل السني، بعثت برسالة واضحة بان "تيار المستقبل" لم ينته وهو موجود في الساحات، وله ببعضها الكلمة الفصل، وهذا ما حمّس الحريري على اعلان موقف هو اقرب لرسالة الى الجمهور الازرق مفادها: "سمعنا صوتكن ولن نكون بعيدين عنكم".

وتكمل المصادر معلنة ان الحريري تبرعت بموقف متقدم قد يكون يعكس قناعاتها، وحتى الساعة لا قرار حاسما لدى الرئيس سعد الحريري بشأن خوض الاستحقاق النيابي، لكن هذا الاحتمال يبقى واردا في اية لحظة.

وفي هذا السياق، يردد بعض المقربين من سعد الحريري بانه قد يخوض فعلا الاستحقاق النيابي، حتى لو استمر القرار الخارجي بابعاده عن الساحة السياسية، وذلك نزولا عند رغبة جمهور اثبت وفاءه لسعد دون غيره في 14 شباط 2025، والتي كانت "بروفا" لشعبية "المستقبل". ويتحدث هؤلاء المقربون بان الحريري قد يوكل مهمة الاشراف على اللعبة الانتخابية لبهية، التي كانت اصلا بدأت العمل منذ فترة على الارض لاسيما في صيدا، وهي التي تردد في كل مناسبة: "اذا كانت صيدا بخير فلبنان بخير"...

ولاستيقاء المعلومات الدقيقة من صاحبة الباع الطويل في السياسة، ومن سارت على نهج "الحريرية السياسية" ولا تزال، "العمة الوفية" كما يصفها "المستقبليون"، والتي امّنها سعد بغيابه على التيار واهله وناسه ولو عن بُعد، كان للديار اتصال مع بهية الحريري التي اكتفت بالقول : "ان تيار المستقبل لم يكن لديه مرشحين بالانتخابات البلدية، لكنه كناخب لم يقاطع، فالتصويت حق وواجب مارسناه فعلا".

اما عن حتمية خوض "المستقبل" للانتخابات النيابية فعلقت الحريري بالقول: "ندرس الموضوع، وبعد بكير عالانتخابات"، واضافت: "تيار المستقبل علق العمل السياسي لكنه لم يخرج من الشأن العام، فنحن لا نزال موجودين وعالساحة والى جانب ناسنا ونقوم بواجباتنا"، وختمت: "عندما يحين موعد الاستحقاق النيابي فلكل حادث حديث".

الأكثر قراءة

إيران تؤلم «إسرائيل» من الشمال إلى الجنوب... والمفاوضات تنتظر وقف القصف الموفد الاميركي لم يحسم التمديد لليونيفيل وغازل جنبلاط اين الحكومة من الغلاء الجنوني وموسم الاصطياف مهدد؟