اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب



نشطت وزيرة الشباب والرياضة نورا بايرقدريان في الأسبوع الماضي بشكل ملحوظ حين أطلقت خلال مؤتمر صحافي عبارة "عودة الحياة إلى المدينة الرياضية"، وبعد أيام قليلة افتتحت هذه العودة بمباراة "الديربي" بين القطبين النجمة والأنصار.

وكان لافتا حضور رئيس مجلس الوزراء نواف سلام إضافة إلى الوزيرة بايرقدريان ممثلة فخامة رئيس الجمهورية جوزاف عون، وألقت كلمة من ارض الملعب لتبشر عن مشاريع مقبلة تسرّ الرياضيين اللبنانيين وتعيد دورة الحياة إلى المرافق الرياضية والمنشآت على كافة بقاع الوطن تباعا.

أعيد تأهيل أرضية مدينة "كميل شمعون" الرياضية على يد الدكتور ناجي حمود، المدير العام للمؤسسة العامة للمنشآت الرياضية والشبابية والكشفية بالتكليف، بعد نحو 6 سنوات من الإهمال والتوقف، وذلك عبر خطة تأهيل شاملة نفذها بجهود لبنانية خالصة وبميزانية محدودة بلغت نحو 80 ألف دولار أميركي.

إذ بدأت العملية قبل أشهر قليلة بجرف التربة القديمة وزرع عشب طبيعي جديد مطابق للشروط الدولية، باستخدام معدات المدينة القديمة وموظفيها بلا الرجوع إلى شركات هندسية جديدة. كما شملت الأعمال تأهيل غرف الملابس، ومقاعد اللاعبين، والنفق المؤدي إلى أرض الملعب، بالإضافة إلى شبكتي الكهرباء والمياه، مما جعل الملعب حاضرا لاستضافة المباريات المحلية بانتظار استكمال تأهيل شبكات الإنارة لاستاضافة المباريات الدولية.

وتم تنظيف المدرجات وإزالة الكراسي القديمة التي تحطمت، يذكر إلى أن بعض الأندية، مثل الأنصار والنجمة، كانت قد دفعت تكاليف إصلاحها منذ سنوات، لكنها لم تُنفذ حينها لأسباب مجهولة.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بعد كل الجهد المشكور الذي قام به حمود هل ستتم محاسبة الفاسدين وطرح الأسئلة عليهم وهي الاسئلة التي يتمنى العديد سماع جواب لها وهو أين ذهبت الأموال التي رصدت سابقا وبقيت المدينة الرياضية على حالها بل أصبحت في حال يرثى لها؟.

طُرح هذا السؤال على الوزيرة خلال المؤتمر الصحافي يوم الثلاثاء الماضي ولكنها قالت بأننا اليوم نفتح صفحة جديدة مع المدينة الرياضية ومع الرياضة اللبنانية، وذلك بوجود رئيس مجلس إدارة المؤسسات العامة للمنشآت الرياضية رياض الشيخة والتي تدور حوله شبهات بالفساد وهدر المال العام، والذي جلس بعيدا عن الوزيرة ولم يتفاعل مع الحدث ولم يصفق مباركا لناجي حمود ولم يلتفت إليه الإعلام على عكس ما كان يحصل في الماضي بعدما كان هو محور الكاميرا والإعلاميين ولكن نسي البعض قول الله تعالى "وتلك الأيام نداولها بين الناس".

فخلال فترة توليه هذا المنصب، واجه انتقادات حادة تتعلق بإدارة المنشآت الرياضية، ولاسيما مدينة كميل شمعون الرياضية التي أُغلقت لفترة طويلة بحجة أنها تحتاج إلى مبلغ 15 مليون دولار لإعادة تأهيلها وهذا رقم مبالغ فيه قطعا للعالمين ببواطن الأمور الهندسية والمالية.

والتقارير اللاحقة أشارت إلى أن إعادة تأهيلها تمت بتكلفة أقل بكثير، مما أثار تساؤلات حول تقديرات الصيانة السابقة.

وفي عام 2024، تم تعيين الشيخة مديرا لمكتب رجل الأعمال بهاء الحريري في لبنان، وهذا أضاف بُعدا سياسيا لدوره، وفي العام الحالي أُعيد تعيينه في منصبه السابق بناء على رأي قانوني من هيئة التشريع والاستشارات في وزارة العدل، التي اعتبرت أن بلوغه السن القانونية لا يُشكل عائقا لفقدان هذا المنصب وهذا أيضا أمر مستغرب وتدور حوله علامة استفهام.

مع ذلك، لا تزال هناك دعوات لمساءلته قانونيا بشأن اتهامات بالفساد وسوء الإدارة، خاصة بعد تقديم إخبارات من نواب لبنانيين حول سرقات مزعومة في المدينة الرياضية. وأبرز هذه الاتهامات سرقة الكابلات الكهربائية النحاسية من المدينة الرياضية التي تقدر بنحو 3 ملايين دولار إذ أن هذه السرقات وقعت رغم وجود عناصر أمنية داخل المنشأة، مما يثير تساؤلات حول الإهمال أو التواطؤ المحتمل.

إضافة إلى تضخيم تكاليف الصيانة والمبالغة في الأرقام فقد أغلق الشيخة المدينة الرياضية لسنوات طويلة، مطالبا بمبلغ يفوق 15 مليون دولار لإعادة تأهيلها إلا أن مدير المنشآت الحالي بالتكليف ناجي حمود، أعاد التأهيل بأرقام أقل بكثير كما سبقنا مما يسلط الضوء على احتمال وجود هدر أو فساد مالي.

أضف إلى ذلك، توظيف وتعيين لا مبرر له، فخلال فترة إدارة الشيخة تم توظيف عدد كبير من الموظفين الذين لم يكونوا يداومون بشكل فعلي، مما يشير إلى سوء إدارة الموارد البشرية والهدر المالي الحاصل آنذاك.

وأخيرا في صيف عام 2024، قدم النواب وضاح الصادق، مارك ضو، وميشال دويهي إخبارا إلى النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار، يطالبون فيه بالتحقيق مع كافة المسؤولين عن السرقات في المدينة الرياضية، بمن فيهم رياض الشيخة.

فهل سيتم فتح ملف الفساد في الرياضة اللبنانية والمنشآت الرياضية والاتحادات الوهمية كافة ويتم فصل الرياضة عن السياسة والقادة والزعماء وتحويل المسار إلى رياضي بحت لينعم الجيل الطالع برياضة نظيفة ومسيرة شبابية حقيقية تغذي عقله وجسده بعيدا عن الموبقات والمهاترات السياسية؟، هذا ما يتمناه الكل وإن غدا لناظره قريب. 

الأكثر قراءة

حزب الله" الخارج على القانون"