تُعد العمليات الجراحية من الإنجازات الكبرى في مجال الطب الحديث، إذ تسهم في إنقاذ الأرواح، وتحسين جودة الحياة، والتعامل مع أمراض معقدة كانت تعتبر في الماضي مميتة أو مستعصية. ومع تطور التقنيات الجراحية وتقدّم أدوات التشخيص والتخدير، باتت معظم العمليات تُجرى بشكل آمن وفعّال. إلا أن هذا لا يعني غياب المخاطر، فبعض العمليات قد تُخلّف مضاعفات صحية خطيرة، خصوصًا إذا لم تُراعَ جميع الشروط الطبية الدقيقة قبل وأثناء وبعد الجراحة.
من أبرز المضاعفات المحتملة بعد العمليات الجراحية هي العدوى الجراحية، وهي تحدث عندما تدخل البكتيريا إلى موضع الجرح، مما قد يؤدي إلى التهاب شديد وتكوّن خراجات، وقد تستدعي في بعض الحالات جراحة إضافية أو استخدام مضادات حيوية قوية. وتزداد احتمالية الإصابة بالعدوى لدى المرضى الذين يعانون من ضعف في المناعة أو أمراض مزمنة مثل السكري.
من المضاعفات الأخرى التي تثير القلق هي الجلطات الدموية، خاصة بعد العمليات الكبرى أو التي تستلزم البقاء في السرير لفترة طويلة. يمكن أن تتكوّن جلطة في الساق (تجلط وريدي عميق)، وقد تنتقل إلى الرئتين مسببة انسدادًا رئويًا خطيرًا قد يهدد الحياة. ولهذا السبب، يحرص الأطباء على وصف أدوية مميعة للدم وتشجيع المريض على الحركة المبكرة بعد الجراحة للوقاية من هذه الحالة.
أما النزيف الداخلي فهو أيضًا أحد المضاعفات الصحية التي قد تكون خطيرة جدًا إذا لم تُكتشف في الوقت المناسب. وقد يحدث نتيجة تمزق في أحد الأوعية الدموية أثناء الجراحة أو بسبب عدم كفاءة عملية التخثر لدى المريض. النزيف قد يكون ظاهرًا أو خفيًا، ويؤدي إلى انخفاض ضغط الدم، فقر الدم، وربما صدمة دموية.
في بعض العمليات، خاصة تلك المتعلقة بالجهاز الهضمي أو البولي، قد يحدث تسرّب في الوصلات الجراحية، مثل تسرب محتوى الأمعاء أو البول إلى البطن، وهو ما قد يسبب التهابًا بريتونيًا حادًا يستدعي تدخلاً سريعًا. ويُعد هذا النوع من المضاعفات من أكثر ما يخشاه الجراحون بعد جراحات المعدة والأمعاء والمثانة.
من ناحية أخرى، لا تقل المضاعفات النفسية أهمية عن تلك الجسدية، خاصة لدى المرضى الذين يخضعون لجراحات تجميلية أو عمليات تؤثر على شكل الجسم مثل استئصال الثدي أو الأطراف. فقد يعاني البعض من اضطرابات نفسية، اكتئاب، أو اضطراب ما بعد الصدمة، وهو ما يتطلب دعمًا نفسيًا متخصصًا خلال فترة التعافي.
لا يمكن تجاهل أيضًا مخاطر التخدير العام، مثل تفاعلات تحسسية شديدة أو تأثيرات على القلب والتنفس. وعلى الرغم من أن التخدير أصبح أكثر أمانًا، إلا أن وجود أمراض مزمنة أو حساسية تجاه بعض الأدوية قد يزيد من احتمالية التعرض لمضاعفات.
ختامًا، تبقى العمليات الجراحية ضرورة لا غنى عنها في كثير من الحالات، لكن لا بد من التعامل معها بوعي طبي كامل، سواء من قِبل المريض أو الفريق الطبي. ويُعد التحضير الجيد قبل العملية، والمراقبة الدقيقة بعدها، والمتابعة المستمرة أهم عوامل تقليل المضاعفات الخطيرة وضمان تعافٍ آمن وفعّال.
يتم قراءة الآن
-
النظام السوري الجديد يتمرّكز في لبنان عبر هؤلاء؟ إستنفار أمني لبناني وتحرّك لسفارات لرصد الحلفاء الجدد
-
بري الذي يقرأ ما داخل الجدران
-
هذا ما تخطط له "إسرائيل" بديلاً عن الحرب
-
أسبوع حاسم لملف السلاح الفلسطيني داخل المخيّمات أورتاغوس في زيارة أخيرة الى لبنان قبل مُغادرة منصبها تفاهم لبناني ــ عراقي على تشكيل لجان تجاريّة ــ سياسيّة ــ أمنيّة
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
21:07
إعلام اسرائيلي: توقف حركة الملاحة في مطار بن غوريون نتيجة إطلاق صاروخ من اليمن
-
21:05
الجيش الإسرائيلي: رصد إطلاق صاروخ من الحوثيين والعمل جار على اعتراضه
-
20:45
منصة إعلامية اسرائيلية : 11 جنديًّا قُتلوا وأُصيبوا في حدث جباليا شمال غزة
-
20:17
وسائل إعلام إسرائيلية: الحدث الأمني الصعب جدًا والمستمر حتى الآن يكاد يكون مختلفًا كليًا عن أحداث سابقة بنوعيته
-
20:16
وسائل إعلام إسرائيلية: ارتفاع عدد القتلى لـ4 جنود وعدد من الإصابات جراء الحدث الأمني الصعب
-
19:53
ترمب تعليقا على هجوم كولورادو: سنلاحق أعمال الإرهاب قضائيا بأقصى ما يسمح به القانون
