اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


قبل وفاته، وفي مناسبة اجتماعية في منزلنا العائلي وبوجود عدد من المدعوين، قال النائب المرحوم قبلان عيسى الخوري، انه على المسؤول في سدة المسؤولية ان يتواضع، وان يعمل بمحبة، مختتماً كلامه بالقول: إنت وطالع على درج العز رد السلام حتى يردوا عليك السلام إنت ونازل.

واكد احد الحاضرين على كلامه بالقول انه بحكم انتمائه الى فريق عمل احد الرؤساء، قال لهم فور انتخابه: يجب علينا ان نعمل بتواضع واخلاق ومحبة. واعطى مثلًا عن الرياضي مكسيم شعيا الذي استطاع الصعود الى اعلى قمة انه بات يهتم «بطريق النزلة»، لان بداية الولاية ليست كنهايتها.

وفي هذا المجال كان النقيب الشيخ ميشال خطار – رحمه الله – يقول انه على المسؤول ان ينظر الى الامام وليس الى فوق، وإلا يتفركش بأقل شيء ويفك رقبته. وهذه العبارة تحمل معنيين: الاول انه يجب ألا يتكبر، والثاني انه يجب ان يقوم بالعمل في المركز او المنصب الذي يتولاه لا ان ينظر الى المنصب الاعلى.

القصد من هذه الامثلة هو انه على المسؤول سواء المعين او المنتخب ان يبقى على تواضعه، وان يعمل بأخلاقية عالية، وان يعلم ان وجوده في المركز او المنصب مؤقت فلا يصعد البخار الى رأسه، والا يقوم بالتدفيش بالآخرين واعتبار كل شيء مسموحاً له. لانه قد لا يجد بعد انتهاء عمله او مهمته او ولايته من يرد عليه السلام، لانه وكما يقول المثل اذا كان الحلال لا يثمر فكيف الحرام، وبالتالي اذا قام المسؤول بواجباته كاملة قد يتعرض للانتقاد وقلة الوفاء، فكيف اذا كان مسؤولا مستبدا وفاشلا ومتكبرا ومستهترا؟

وتبقى العبرة بتواضع المسؤول، ومتابعة شؤون ما يتولاه بأخلافية عالية، وبحكمة رفيعة، وبخبرة عميقة والاهم الاهم التواضع والقرب من الناس، وبعدم التفرد بالرأي او قبول إملاء الآخرين ما عليه فعله خصوصاً اذا كان منتميا الى مجموعة تفرض الطاعة والخضوع لرأيها.

*نقيب المحامين السابق في بيروت


الأكثر قراءة

أسبوع حاسم لملف السلاح الفلسطيني داخل المخيّمات أورتاغوس في زيارة أخيرة الى لبنان قبل مُغادرة منصبها تفاهم لبناني ــ عراقي على تشكيل لجان تجاريّة ــ سياسيّة ــ أمنيّة