عاد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون والوفد المرافق الى بيروت، في ختام زيارة رسمية الى العراق التقى خلالها نظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، ورئيس الحكومة العراقي محمد شياع السوداني، كما زار بطريركية الكلدان، واجتمع الى بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق والعالم مار لويس روفايل الأول ساكو، وكان تأكيد على استمرار الدعم العراقي للبنان، وترحيب بانتظام العمل بالدولة ومؤسساتها في لبنان بعد انتخاب رئيس الجمهورية.
الوصول الى المطار
ولدى وصوله الى مطار بغداد الدولي، أكد الرئيس عون "انا على ثقة أن المحادثات التي تؤكد على التطابق الكامل في وجهات النظر بين لبنان والعراق لاسيما لجهة تعميق التنسيق والتعاون بينهما في المجالات الأمنية كافة، وبخاصة في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، انطلاقاً من إيماننا المشترك بأن الأمن والاستقرار في بلداننا مترابطان، وأن مواجهة التحديات الأمنية تتطلب تضافر الجهود وتبادل الخبرات والمعلومات".
ومن المطار، توجه عون الى القصر الرئاسي العراقي للقاء الرئيس رشيد.
الوصول الى القصر الرئاسي
وكان الرئيس عون استهل زيارته الرسمية الى العراق، بلقاء نظيره العراقي في قصر الرئاسة العراقي (قصر بغداد)، حيث استقبله الرئيس رشيد على مدخل القصر، واقيمت مراسم الاستقبال الرسمية حيث تم استعراض ثلة من حرس الشرف. وصافح الرئيس اللبناني اعضاء الوفد العراقي الذين كانوا في استقباله، فيما صافح الرئيس العراقي اعضاء الوفد اللبناني المرافق لرئيس الجمهورية.
لقاء ثنائي
ثم عقد الرئيسان اللبناني والعراقي لقاء قمة استغرق نحو 30 دقيقة، تم خلاله عرض الاوضاع العامة في المنطقة، والجهود التي يبذلها البلدان لتعزيز الاستقرار والامن في ربوعهما.
لقاء موسع
ثم عقد لقاء موسع (القمة اللبنانية- العراقية)، استهله الرئيس العراقي مبديا ارتياحه لما شهدته الاوضاع اللبنانية "من تحسن في الفترة الاخيرة". واكد "الاستعداد للتعاون في المجالات كافة"، متمنياً "النجاح للبنان في ظل قيادة الرئيس عون وفي ضوء التطورات الايجابية التي يشهدها البلد"، ومؤكداً "وقوف العراق الى جانب لبنان".
كما استعرض الاوضاع في العراق، مشدداً "على اهمية التنسيق بين البلدين في كل المجالات"، مشيراً الى "توق العراقيين لعودة ايام العز الى الربوع اللبنانية، ليشاطروا اشقاءهم اللبنانيين الفرحة بعودة بلدهم الى المكانة التي تليق به".
ورد الرئيس عون قائلا: " ان اللبنانيين لن ينسوا هذه المبادرات الكريمة ، لا سيما ارساليات النفط التي ساعدت على توفير حلول عملية لازمة الكهرباء والطاقة بشكل عام. كما تحدث عن احتضان العراق للبنانيين خلال الحرب الاخيرة، والعمل على اعادتهم الى بلدهم الام بمبادرة كريمة منهم". واشار الى "وجود الكثير من المشاريع المشتركة بين البلدين والتي تعود بالنفع عليهما معاً"، لافتاَ "الى كثرة التحديات لا سيما موضوع الارهاب، والذي يلقى عناية كبيرة من الجانبين حيث يتم التنسيق بشكل دائم، وهو ما يقوم به المدير العام للامن العام اللواء حسن شقير وباقي المسؤولين الامنيين في لبنان، مع الجانب العراقي".
وتوقف عند الاعتداءات "الاسرائيلية" المتكررة على لبنان، واستمرار "الاسرائيليين" في احتلال النقاط الخمس داخل الاراضي اللبنانية، وعدم الانسحاب منها، والامتناع عن تسليم الاسرى، وهي كلها امور تقوّض جهود السلام واستكمال انتشار الجيش اللبناني تنفيذاً للقرار الدولي 1701، الذي التزم به لبنان.
ثم تطرق الرئيسان الى الوضع في فلسطين، واتفقا على ضرورة انهاء الاجرام الذي تشهده غزة، وسياسة قتل الابرياء، وعلى ضرورة الاستمرار في دعم القضية الفلسطينية وعدم السماح بتقويضها. وشدد الرئيس عون في هذا المجال على "ان ما يجري هو امر غير مقبول، وانه على المجتمع الدولي التحرك فوراً للتصدي للحالات غير الانسانية التي تسود في غزة، وهي مسؤولية تقع على عاتق المجتمع الدولي".
ثم تطرق الحديث الى العلاقات مع سوريا، حيث اكد عون "على ان التنسيق قائم بين الجانبين على الصعيد الامني، لضبط الحدود وتفادي نشوء اشكالات جديدة كالتي حصلت في الفترة الاخيرة، وتعزيز التعاون الامني في هذا المجال بين البلدين لما فيه مصلحتهما معاً".
وبعد انتهاء اللقاء، ودّع الرئيس العراقي نظيره اللبناني الذي توجه مباشرة الى مقر رئاسة الحكومة العراقية للقاء رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
مؤتمر صحافي مشترك
بعد اللقاء، عقد مؤتمر صحافي مشترك بين الرئيس عون ورئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، بحيث أشار عون الى أن "هناك تحدّيين اثنين: أولاً، كيف نكرّسُ مفهومَ "الهوية الوطنية"، داخلَ كلِ بلدٍ من بلدانِنا بما يحققُ التوافقَ والتوازنَ الداخليين ووحدةَ الدولة معاً فتكونُ خصوصيةُ كلِ جماعةٍ من جماعاتِنا الوطنية التاريخية، محترمةً بالكامل ولا يكونُ أيُ انعزالٍ أو تطرّفٍ أو أفكارٍ هدّامةٍ نصونُ الحرية ضمنَ التنوّعِ والتعدّد ونحفظَ سلمَنا الأهلي من دون الانتقاصِ من فاعليةِ الدول. ثانياً، كيف نؤكدُ مبدأَ دولتِنا الوطنية السيدة، في محيطِنا وفي عالمِ اليوم بلا استعداءٍ لأحد ولا استتباعٍ لأحد فتكونَ كلُ دولةٍ من دولِنا، سيدةً حرةً مستقلةً فعلاً وتكونَ في الوقت نفسِه، جزءاً من إطارٍ إقليميٍ واسعٍ، للتعاونِ والتكاملِ والتبادلِ، حتى أقصى الحدود".
وتابع: "إسمحوا لي أن أقولَ بأنْ آنَ الأوانُ لتحقيقِ الأمرين: في الأمرِ الأول الحلُ لإشكاليةِ هويتِنا الوطنية داخلَ دولتِنا الناجزة أستلهمُه حرفياً من موقفٍ أصيلٍ عميقٍ، لسماحةِ المرجعِ الديني الأعلى علي الحسيني السيستانيفي تشرينَ الثاني الماضي، حين وضعَ خارطةَ طريقٍ بديهيةً للحل، إذ دعا "النخبَ الواعية، إلى أن يأخذوا العِبرَ من التجاربِ التي مرّوا بها ويعملوا بجدٍّ في سبيلِ تحقيقِ مستقبلٍ أفضلَ لبلدِهم ينعمُ فيه الجميعُ بالأمنِ والاستقرارِ والرُقيِ والازدهار وذلك عبرَ إعدادِ خططٍ عِلمية وعملية لإدارةِ البلد اعتماداً على: مبدأِ الكفاءةِ والنزاهة في مواقعِ المسؤولية ومنعِ التدخلاتِ الخارجية بمختلفِ وجوهِها وتحكيمِ سلطةِ القانون وحصرِ السلاحِ بيدِ الدولة ومكافحةِ الفسادِ على جميع المستويات" انتهى كلامُ سماحتِه ولا نزيدُ عليه حرفاً".
أضاف عون: "أما كيف نكونُ دولاً وطنية سيدة، في إطارِ تعاونٍ عربيٍ عصريٍ حديثٍ، فهذا ما أعلنتُه سابقاً واسمحوا لي بأن أكررَه، نحن بحاجةٍ ماسةٍ إلى قيامِ نظامِ المصلحة العربية المشتركة، نظامٌ قائمٌ على تبادلِ المصالحِ المشتركة بين بلدانِنا وشعوبِنا وتنميتِها ومضاعفتِها، نظامٌ عربيٌ مُمأسسٌ ومُقَوْننٌ في إطارِ اتفاقياتٍ ثنائيةٍ ومشتركة بما يتبلورُ تدريجياً وبثبات، سوقاً عربيةً مشتركة تنظّمُ التعاونَ بين اقتصاداتِنا الوطنية كافة في انتقالِ الأشخاصِ والسلعِ والخدماتِ على أنواعها، وكما قلتُ في القاهرة أكررُ من بغداد قد نبدأُ من مجالٍ واحدٍ، أو بين بلدين اثنين فقط ثم نتوسّع هكذا قامت اتحاداتُ المصالحِ الاقتصادية في عالمِنا المعاصر وقد آنَ الأوانُ لنا، لنحيا أحراراً كِراماً، في هذا العالم".
وقال:" إن طموحَنا لهذا الغدِ الذي نأملُه قريباً جداً، لا يُعفينا من واجبِ تقديمِ أصدقِ الشكر، على كلِ ما قدمتموه دوماً للبنان، واسمحوا لي ألا أدخلَ في التعدادِ من هباتٍ وتقدماتٍ ومساعداتٍ في شتى المجالات حتى لا أستوقفُكم طويلاً جداً ولا أفي العراقَ حقَه".
أما سوداني فشدد على "ضرورة تطبيق القرار 1701 بشكل كامل غير انتقائي، والوقوف باستمرار مع الشعب اللبناني بكل المجالات". وأعلن تقديم "دعم أولي 20 مليون دولار لدعم اعمار لبنان".
في البطريركيّة الكلدانيّة
واختتم رئيس الجمهورية زيارته بلقاء بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق والعالم مار لويس روفائيل الأول ساكو، في مقر البطريركية في بغداد.
وكان البطريرك ساكو في استقبال الرئيس عون على مدخل البطريركية، مع عدد من الكهنة والراهبات وموظفي البطريركية، وقدمت فتاة باقة ورد الى رئيس الجمهورية، قبل ان يدخل الجميع الى غرفة عقد فيها لقاء في حضور اعضاء الوفد اللبناني المرافق، تناول أوضاع الطائفة الكلدانية في كل من العراق ولبنان، والدور الذي تضطلع به في الحفاظ على التنوع الروحي والثقافي في المنطقة، إضافة إلى شؤون الجاليات اللبنانية والعراقية في البلدين.
وابدى البطريرك ساكو تفاؤله بعودة لبنان الى طبيعته بعد الازمات التي عاشها، مبدياً "تأييده الاهداف التي وضعها الرئيس عون للنهوض بالبلد، منذ انتخابه رئيساً للجمهورية، وخصوصاً في مسألة حصر السلاح في يد الدولة ومكافحة الفساد والوقوف في وجه الارهاب، وقال: "نأمل ان تعيدوا لبنان الى سابق عهده، لان لبنان نموذج يحتذى به، ولنا كل الامل في الدولة والحكومة الجديدة"، داعيا "الى ترسيخ الوجود المسيحي في الشرق الاوسط، وتأمين بيئة حاضنة تساعد على هذا الهدف من خلال الدعم المعنوي والسياسي، وان هذا ما لمسه من البابا الجديد لاوون الرابع عشر".
عون : الدولة هي التي تحمي الطوائف
وأشار الرئيس عون "الى ان الدولة هي التي تحمي الطوائف وليس العكس، والى اهمية التعدد وصون الحريات انما تحت سقف الدولة، فالاختلاف مسموح ولكن ليس الخلاف". وشدد على "اهمية التنوع الديني في لبنان وغناه، وما يمكن ان يقدمه من اهمية للتفاعل والتعايش بين الاديان والشعوب".
ثم تحدث عن تجربة لبنان مع الارهاب، والانتصار الذي حققه على تنظيم "داعش"، داعياً "الى وجوب الابقاء على اليقظة والحذر من هذا التنظيم وكل التنظيمات الارهابية والاجرامية لمنع عودتها وتوسعها".
اتصال بنجل السيستاني
وقبيل مغادرته العاصمة العراقية بغداد، أجرى رئيس الجمهورية اتصالاً بنجل المرجع الديني الأعلى علي السيستاني محمد رضا السيستاني، اطمأنّ خلاله على صحته وصحة والده، متمنياً له الشفاء العاجل، على أمل أن تُتاح له فرصة زيارته في وقت لاحق، بحسب ما أعلنت الرئاسة اللبنانية.
وقد شكر محمد رضا السيستاني الرئيس عون على مبادرته، متمنّياً له دوام التوفيق في مسؤولياته الوطنية.
برقية شكر
وقبيل مغادرته مطار بغداد الدولي عائداً الى بيروت، وجه الرئيس عون برقية شكر الى الرئيس رشيد، جاء فيها: ..."لقد كانت محادثاتنا بناءة ومثمرة وايجابية والمواقف التي أعمتموني بها، والخطوات العملية التي تنوون اتخاذها،ـ تركت عميق الأثر في نفسي وسيكون لها عند تنفيذها، انعكاساتها الايجابية لما فيه مصلحة بلدينا".
وختم "واذ اجدد شكري لفخامتكم، اتمنى لكم دوام الصحة والعافية للاستمرار في قيادة مسيرة بلادكم إلى مزيد من التقدم والنجاح".
يتم قراءة الآن
-
لبنان في قبضة أحمد الشرع
-
واشنطن تضغط سياسياً... وعراقجي يعرض مشاركة انمائية فورية! تعيينات قضائية بالتقسيط... بالاسماء والمواقع تصفيات بلدية طرابلس... «تحجيم» لكرامي؟
-
الحريري يفاجئ الجميع: شركة تكنولوجية جديدة في قلب أبوظبي!
-
وفد من "لقاء الأحزاب الوطنيّة" يُحضّر لزيارة روسيا روداكوف شجّع عليها لتبادل المعلومات والآراء
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
10:38
الجيش اللبناني: نقلت الوحدات المختصة في الجيش قنبلة طيران من مخلفات العدوان "الإسرائيلي" إلى حقل القليعة - مرجعيون وعملت على تفجيرها
-
10:23
مسيَّرة "إسرائيلية" شنت غارة على رابيد بلدة قلاويه - بنت جبيل جنوبي لبنان، وأدّت إلى إصابة مواطن
-
09:38
مفوضة الشؤون الأوروبية: لقاء بنّاء مع الرئيس أحمد الشرع في دمشق
-
09:24
أمين عام الناتو ينس ستولتنبرغ: أتوقع أن نتفق اليوم خلال اجتماع بروكسل على تعزيز قدرات الحلف
-
08:29
وكالة تسنيم نقلاً عن السفير الإيراني في موسكو: الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يزور طهران قريباً
-
08:03
قرار ترامب يشمل أفغانستان وبورما وتشاد والكونغو وغينيا الاستوائية وإريتريا وهايتي وإيران وليبيا والصومال والسودان واليمن
