اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


في السنوات الأخيرة، ازداد الإقبال بشكل ملحوظ على حقن التنحيف كوسيلة سريعة لفقدان الوزن، خاصة بين الأشخاص الذين يسعون للحصول على نتائج سريعة، دون مجهود بدني أو التزام طويل بنظام غذائي. وتُروّج هذه الحقن، مثل تلك التي تحتوي على مواد فعالة كـ"سيماجلوتايد" و"ليراجلوتايد"، على أنها حلول طبية آمنة، لكن التقارير الطبية الحديثة بدأت تدق ناقوس الخطر بشأن مضاعفاتها المحتملة التي قد تتجاوز بكثير ما يُروّج له.

تعمل هذه الحقن بشكل أساسي على تثبيط الشهية وزيادة الشعور بالشبع عبر التأثير في مستقبلات معينة في الدماغ، وهي في الأصل أدوية مخصصة لمرضى السكري من النوع الثاني. إلا أن استخدامها خارج الإطار العلاجي المحدد، وبشكل خاص لأغراض تجميلية بحتة، بدأ يثير مخاوف واسعة بين الأطباء والجهات الصحية. إذ أظهرت دراسات حديثة أن بعض المستخدمين قد يواجهون آثارًا جانبية تبدأ بالغثيان والقيء المستمر، وتمتد إلى اضطرابات خطيرة في الجهاز الهضمي والبنكرياس.

أكثر ما يثير القلق هو ارتباط بعض هذه الحقن بمضاعفات نادرة لكنها خطيرة، مثل التهاب البنكرياس الحاد، ومشاكل في الكلى، واضطرابات في نظم القلب. وقد تم تسجيل حالات إصابة بانسداد الأمعاء، خاصة عند الاستخدام طويل الأمد أو بجرعات غير مدروسة. ومع استمرار انتشار هذه الحقن عبر الإنترنت أو مراكز تجميل غير مرخصة، فإن غياب الرقابة الطبية قد يُضاعف من حجم الضرر الصحي المحتمل.

من جهة أخرى، يُحذر المختصون من التأثير النفسي لهذه الحقن، إذ لوحظ أن بعض المستخدمين يعانون من تقلبات مزاجية، وحتى أعراض اكتئاب وقلق، نتيجة التغيرات الهرمونية السريعة والتعامل غير المتوازن مع فقدان الوزن. علاوة على ذلك، قد يؤدي الاعتماد المفرط على هذه الحقن إلى إهمال نمط الحياة الصحي القائم على التغذية المتوازنة والنشاط البدني، مما يجعل الشخص عرضة لاستعادة الوزن بمجرد التوقف عن العلاج.

وفي ضوء هذه التحذيرات المتزايدة، شددت العديد من الجهات الصحية العالمية والمحلية على ضرورة توخي الحذر عند استخدام حقن التنحيف، مؤكدة أن اللجوء إليها يجب أن يتم فقط تحت إشراف طبي صارم وبعد تقييم شامل للحالة الصحية للمريض. فالطبيب المختص وحده قادر على تحديد مدى ملاءمة هذا النوع من العلاجات، بناءً على المؤشرات الصحية، وتاريخ المريض الطبي، ومدى فاعلية الوسائل الأخرى التي جربها.

كما أوصت هذه الجهات بعدم الترويج لمثل هذه الحقن كحلول سحرية لفقدان الوزن، محذّرة من الاستهانة بمخاطرها أو التعامل معها كمنتجات تجميلية تُستخدم بحرية. فهي في الأساس خيار علاجي يُفترض حصره في بعض الحالات المرضية المعقدة، مثل السمنة المفرطة المصحوبة بمضاعفات صحية حادة، وبعد فشل النظام الغذائي الصحي والرياضة والعلاجات التقليدية الأخرى.

وفي السياق ذاته، تؤكد الأوساط الطبية على أن فقدان الوزن الصحي لا يُقاس بالسرعة أو الكيلوغرامات المفقودة، بل بالنتائج المستدامة والمبنية على أسس سليمة. فالاندفاع وراء الحلول السريعة والمختصرة قد

يؤدي إلى عواقب صحية وخيمة، في حين أن اعتماد نمط حياة متوازن يتضمن تغذية صحية، نشاطًا بدنيًا منتظمًا، ونومًا كافيًا، يبقى الخيار الأضمن والأكثر فعالية على المدى البعيد. 

الأكثر قراءة

الضاحية تحت النار بتواطؤ اميركي: نتانياهو يريد الحرب؟ الجيش يفضح اكاذيب <اسرائيل>..كشف ميداني ولا سلاح عون: لبنان لن يرضخ أمام «صندوق بريد الدم»!