صعوبة التبرز عند الأطفال... متى تقلق ومتى تطمئن؟

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يُصنف الإمساك ضمن المشكلات الهضمية الشائعة التي تواجه العديد من الأطفال في مختلف مراحلهم العمرية، من الرضع إلى المراهقين. وعلى الرغم من أنه غالبًا ما يكون حالة مؤقتة وغير خطيرة، إلا أنه قد يسبب إزعاجًا كبيرًا للطفل وأهله، وقد يؤدي في بعض الحالات إلى مضاعفات إذا تُرك دون علاج. إن فهم طبيعة الإمساك لدى الأطفال، أسبابه المحتملة، أعراضه، وكيفية التعامل معه بفاعلية، أمر بالغ الأهمية للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي لأطفالنا وراحتهم.

تتعدد الأسباب الكامنة وراء الإمساك لدى الأطفال، وغالبًا ما تكون وظيفية (أي لا توجد مشكلة عضوية)، لكن من المهم استبعاد الأسباب المرضية. من أبرز هذه الأسباب:

- التغييرات الغذائية: يبرز الانتقال من الرضاعة الطبيعية إلى الحليب الصناعي، أو إدخال الأطعمة الصلبة، أو عدم تناول كمية كافية من الألياف في النظام الغذائي كأسباب رئيسية. نقص السوائل (الماء) أيضًا يؤدي دورًا هامًا في تصلب البراز.

- حبس البراز (معص البراز): قد يلجأ الأطفال إلى حبس البراز لتجنب الألم الناتج عن التبرز السابق، أو بسبب عدم الرغبة في استخدام الحمامات العامة، أو بسبب الانشغال باللعب. هذا السلوك يفضي إلى بقاء البراز في الأمعاء الغليظة لفترة أطول، مما يجعله أكثر جفافًا وصلابة، فتتفاقم المشكلة.

التدريب على استخدام المرحاض: قد يكون هذا التوقيت حساسًا، فإذا كان الطفل غير مستعد أو شعر بالضغط، فقد يرفض التبرز أو يحبسه.

- الأدوية: تُعرف بعض الأدوية، مثل مضادات الهيستامين ومسكنات الألم التي تحتوي على الأفيون، ومكملات الحديد، بقدرتها على إحداث الإمساك كأثر جانبي.

قلة النشاط البدني: قد يؤدي الخمول وقلة الحركة إلى إبطاء حركة الأمعاء.

- التوتر والقلق: يمكن أن تؤثر التغيرات في الروتين، مثل بدء المدرسة أو الانتقال إلى منزل جديد، على الجهاز الهضمي للطفل.

- الأسباب المرضية: على الرغم من ندرتها، إلا أن بعض الحالات الطبية قد تسبب الإمساك المزمن، مثل قصور الغدة الدرقية، داء السيلياك، التليف الكيسي، ومرض هيرشسبرونغ، أو تشوهات في الجهاز الهضمي.

 

الاعراض

تتراوح أعراض الإمساك بين الخفيفة والشديدة، وقد يظهر الطفل واحدًا أو أكثر من هذه الأعراض: صعوبة أو ألم عند التبرز، براز صلب، جاف، أو كبير الحجم، أقل من 3 مرات تبرز في الأسبوع، آلام في البطن، انتفاخ، أو تشنجات، وجود خطوط دموية حمراء فاتحة على البراز أو في حفاض الطفل، ناتجة عن تمزقات صغيرة في فتحة الشرج، فقدان الشهية أو الشعور بالغثيان.

فضلاً عن تسرب براز سائل (إنكوبريسيس) إلى الملابس الداخلية، والذي يحدث عندما يتجمع البراز الصلب في المستقيم ويسمح فقط للبراز السائل بالمرور من حوله. بالإضافة إلى تهيج وسلوك عصبي (خاصة عند الرضع).

العلاج والوقاية منه

يستهدف علاج الإمساك تليين البراز وتسهيل خروجه، بالإضافة إلى منع تكرار المشكلة. يجب دائمًا استشارة الطبيب قبل الشروع بأي علاج، خاصة إذا كان الإمساك مزمنًا أو مصحوبًا بأعراض أخرى.

- زيادة الألياف: إدخال الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه والخضروات الكاملة (التفاح بالجلد، الكمثرى، البروكلي، البازلاء)، الحبوب الكاملة (الشوفان، الخبز الأسمر)، والبقوليات. يجب زيادة الألياف تدريجياً لتجنب الانتفاخ والغازات.

- السوائل الكافية: تشجيع الطفل على شرب الكثير من الماء طوال اليوم. يمكن أيضًا تقديم عصائر الفاكهة الطبيعية المخففة (مثل عصير البرقوق أو التفاح أو الكمثرى) باعتدال، خاصة للرضع بعد 6 أشهر.

- النشاط البدني: تشجيع الطفل على ممارسة الأنشطة البدنية بانتظام، فالقوة العضلية والحركة تساعدان في تنشيط حركة الأمعاء.

- روتين منتظم: تشجيع الطفل على الجلوس في المرحاض لمدة 5-10 دقائق بعد الوجبات (خاصة الإفطار) يوميًا، حتى لو لم يشعر بالرغبة في التبرز، حيث يكون منعكس التبرز أقوى بعد تناول الطعام.

- دعم القدمين: التأكد من أن قدمي الطفل مستقرتان على الأرض أو على كرسي صغير عند الجلوس على المرحاض، فهذا يساعد على وضعية صحيحة تريح عضلات البطن.

- مكافآت إيجابية: استخدام نظام مكافآت (غير غذائية) لتعزيز السلوك الإيجابي وتشجيع الطفل على استخدام المرحاض بانتظام.

- تجنب الضغط: عدم ممارسة الضغط على الطفل أو توبيخه إذا لم يتمكن من التبرز.

- الأدوية (تحت إشراف طبي): ملينات البراز: مثل اللاكتولوز أو البولي إيثيلين جلايكول، تعمل على سحب الماء إلى الأمعاء لتليين البراز وتسهيل مروره. تعتبر هذه الأدوية آمنة وفعالة للاستخدام طويل الأمد تحت إشراف الطبيب.