اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


عاد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون والوفد المرافق الى بيروت، مختتما زيارة رسمية للمملكة الاردنية الهاشمية، حيث اصطحبه العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني ابن الحسين في سيارته الى مطار ماركا العسكري مودعا.

لقاء القمة والمحادثات الموسعة

وكان توافق رئيس الجمهورية والعاهل الاردني، على "أهمية تعزيز العلاقات اللبنانية –الاردنية، ومواصلة البناء عليها بما يخدم المصالح المشتركة والقضايا العربية ويحقق استقرار المنطقة".

مواقف الرئيس عون والملك عبد الله الثاني جاءت خلال لقاء القمة والمحادثات الموسعة التي عقداها في قصر بسمان في العاصمة الاردنية.

وكان رئيس الجمهورية والعاهل الاردني وصلا الى قصر بسمان في سيارة واحدة قادها العاهل الاردني، حيث عقدا لقاء ثنائيا، أعقبته محادثات موسعة على مأدبة غداء عمل اقامها الملك عبد الله الثاني على شرف الرئيس عون والوفد المرافق.  وتناولت المحادثات نقاطاً تعكس التحديات والفرص المشتركة بين البلدين، وتأخذ في الاعتبار التطورات الإقليمية الحالية والأولويات الوطنية لكل من لبنان والأردن.

وأكد الرئيس عون للملك عبد الله الثاني "على اهمية التعاون والتنسيق الأمني والعسكري، لا سيما في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وتهريب المواد المخدرة. واشار إلى اهمية تعزيز التبادل التجاري، وسبل تطوير العلاقات الاقتصادية وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، ودرس إمكان جذب الاستثمارات المشتركة، خاصة في قطاعات الطاقة والبنية التحتية".

وتطرق إلى الوضع في الجنوب اللبناني، فأكد "على موقف لبنان الملتزم بتطبيق قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701، في وقت تواصل "إسرائيل" اعتداءاتها على القرى الجنوبية وعلى الضاحية الجنوبية من بيروت، وتستمر في احتلال أراض لبنانية وتمتنع عن اعادة الاسرى اللبنانيين، على رغم الاتفاق الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني الماضي برعاية أميركية وفرنسية".

واشار "إلى ان الجيش اللبناني انتشر في القرى والبلدات التي تقع جنوب الليطاني، ونفذ اجراءات ميدانية تطبيقا لقرار حصرية السلاح، لكن استمرار احتلال "اسرائيل" للتلال الخمس وانتهاك الاتفاق، يعرقلان استكمال انتشار الجيش حتى الحدود ما يبقي التوتر قائما".

وتناول مسألة النازحين السوريين، وزوال اسباب استمرار نزوحهم، خصوصا ان لبنان والأردن يستضيفان اعدادا كبيرة منهم، فشدد "على اهمية التنسيق وتبادل الخبرات في إدارة هذا الملف، مع التركيز على ضرورة تسهيل العودة الآمنة لهم، والطلب إلى المنظمات الدولية تقديم المساعدات المادية والعينية لهم في سورية وليس في البلدان التي تستضيفهم، بهدف تشجيعهم على العودة".

وفي معرض الحديث عن القضية الفلسطينية، دان بشدة المجازر التي ترتكبها "إسرائيل" في قطاع غزة، والتي لا تزل مستمرة رغم المواقف العربية والدولية المنددة لها"، مشددا على "أهمية تنسيق المواقف بين الدول العربية لمواجهة الانتهاكات "الاسرائيلية"،  والتمسك بالمبادرة العربية للسلام التي اقرتها القمة العربية في بيروت العام 2000 والتي تقوم على حل الدولتين"، ومشددا "على رفض لبنان لمخططات تهجير الفلسطينيين من ارضهم ومقولة "الوطن البديل".

وعن العلاقات اللبنانية- السورية بعد التطورات الأخيرة في سورية، اكد الرئيس عون للعاهل الأردني ان "التنسيق قائم مع السلطات السورية، لمعالجة المسائل المتصلة بالأوضاع على الحدود المشتركة وضبطها، وان لجانًا عسكرية مشتركة تعمل في هذا الاتجاه".

وخلال المحادثات، تقرر تفعيل التعاون المشترك بين البلدين، والعمل على تشكيل آلية تنسيق عليا تضم الوزارات المعنية بالتعاون المباشر في قطاعات الطاقة والكهرباء والزراعة والقطاع الطبي، إضافة الى مواضيع اخرى سوف يتم تفعيلها ايضا. وتم الاتفاق على عقد اجتماعات ثنائية بين الوزراء والمختصين في كلا البلدين لوضع ما اتفق عليه موضع التنفيذ.

بيان المحادثات الاردني

وصدر عن الديوان الملكي الهاشمي المعلومات الآتية حول المحادثات: "أجرى الملك عبد الله الثاني مباحثات مع الرئيس العماد عون، تناولت سبل تعزيز العلاقات بين البلدين، وأبرز التطورات في المنطقة".
وأكدا خلال مباحثات ثنائية تبعتها موسعة، اعتزازهما بالعلاقات التي تجمع الأردن ولبنان، وأهمية مواصلة البناء عليها بما يخدم المصالح المشتركة والقضايا العربية ويحقق استقرار المنطقة.

وتطرقت المباحثات إلى "أهمية زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين وتعزيز الاستثمارات المشتركة، خاصة في قطاعات الطاقة والكهرباء والبنية التحتية".

وأعاد الملك التأكيد "على وقوف الأردن إلى جانب لبنان في جهوده للحفاظ على أمنه واستقراره وسيادته ووحدة أراضيه".

وبالنسبة للأوضاع في المنطقة، أكدا "ضرورة الوقف الفوري للحرب على غزة، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية الكافية لكل المناطق". وشددا على رفضهما لأي "مخططات لتهجير الفلسطينيين، وضرورة تكثيف الجهود العربية والدولية، للتوصل إلى السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين". ولفت "إلى خطورة استمرار التصعيد غير المسبوق الذي يستهدف الفلسطينيين في الضفة الغربية، والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس."

كما تطرقت المباحثات إلى أهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار في سورية، الأمر الذي سيساعد في تسهيل عودة اللاجئين الطوعية والآمنة إلى وطنهم.

من جانبه، أشاد الرئيس عون بدور الأردن بقيادة الملك، في الوقوف إلى جانب لبنان وشعبه، وتقديم الدعم للجيش اللبناني. وأشار "إلى أهمية تعزيز التعاون الأمني والدفاعي بين البلدين، لا سيما في مكافحة الإرهاب والتهريب. وتم التأكيد على مواصلة التنسيق والتشاور بين البلدين حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك".

الوصول

وكان وصل رئيس الجمهورية الى مطار ماركا العسكري في الاردن ظهرا، حيث كان في استقباله على ارض المطار العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وسط تشريفات رسمية. وبعدما اطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيبا بالرئيس عون، صافح رئيس الجمهورية اعضاء الوفد الرسمي الاردني المستقبل.

بدوره، صافح الملك عبد الله الثاني اعضاء الوفد الرسمي اللبناني الذي ضم القائم بالاعمال لدى سفارة لبنان في الاردن جورج فاضل، والمستشارين  العميد اندريه رحال، جان عزيز، نجاة شرف الدين، الدكتورة روعة حاراتي ومدير الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا.

ثم توجه الرئيس عون والملك عبد الله الثاني الى المنصة الرسمية، فعزفت الموسيقى النشيدين الوطنيين اللبناني والاردني، واستعرض بعدها رئيس الجمهورية  والعاهل الاردني حرس الشرف الملكي.

وبعد انتهاء التشريفات الرسمية الملكية، قاد الملك عبد الله والى جانبه الرئيس عون السيارة الملكية الى قصر بسمان، ليعقدا لقاء القمة والمحادثات الموسعة.

عون: محطة جديدة

في مسيرة التعاون

وعند وصوله الى مطار ماركا العسكري، ادلى الرئيس عون بالتصريح الآتي: "هذه الزيارة تؤكد على ما يجمع بين البلدين الشقيقين من علاقات أخوّة تاريخية، وروابط متينة قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون البنّاء. وتأتي هذه الزيارة  في ظرف دقيق تمرّ به منطقتنا، حيث تزداد التحديات وتتعاظم الحاجة إلى توحيد الجهود العربية لمواجهة الأزمات المشتركة، والتصدي لمخاطر الإرهاب والتطرف، وصون الأمن والاستقرار في دولنا".

أضاف "سأبحث مع الملك سبل تعزيز التعاون الثنائي في المجالات كافة، لا سيما في ما يخص دعم المؤسسات الوطنية، وفي طليعتها الجيش اللبناني، إضافة إلى ملف النازحين السوريين الذي يشكل عبئا كبيرا على بلدينا، ويستدعي حلا عادلا يضمن العودة الآمنة والكريمة لهم إلى وطنهم. وسنؤكد على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، وتبادل الخبرات، بما يخدم مصالح الشعبين اللبناني والأردني، ويسهم في تنمية مستدامة تعزز صمود دولنا في مواجهة التحديات".

وختم عون "ونحن في لبنان نثمّن مواقف المملكة الثابتة إلى جانب بلدنا في مختلف المحافل، والدعم الذي لطالما قدمته في أوقات الشدّة، بتوجيه من  جلالة الملك الذي اشكره على حفاوة الاستقبال وصدق المحبة، وآمل أن تشكل هذه الزيارة محطة جديدة في مسيرة التعاون الأخوي بين لبنان والأردن".

 

الأكثر قراءة

كيف تشلّ إيران "إسرائيل"؟