اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تُعدّ المناعة خط الدفاع الأول في جسم الإنسان، وخصوصًا عند الأطفال الذين لا تزال أجهزتهم المناعية في مرحلة التكوين. ومن أهم العوامل التي تؤثر في كفاءة الجهاز المناعي هي التغذية الجيدة والمتوازنة، التي تضمن حصول الجسم على كل الفيتامينات والمعادن الضرورية. في المقابل، فإن نقص بعض الفيتامينات الأساسية يمكن أن يؤدي إلى ضعف المناعة وزيادة معدلات الإصابة بالأمراض، بخاصة تلك المتكررة مثل نزلات البرد، التهابات الحلق، والالتهابات المعوية.

تؤدي الفيتامينات دورًا حيويًا في تعزيز استجابة الجسم المناعية. فعلى سبيل المثال، يُعد فيتامين C من أقوى مضادات الأكسدة التي تدعم الخلايا المناعية وتحفز إنتاج خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن محاربة العدوى. أما فيتامين D، فهو ضروري لتنظيم الجهاز المناعي، إذ يساعد في تقوية الحاجز المناعي الطبيعي ويقلل من خطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي. كذلك، يُسهم فيتامين A في الحفاظ على صحة الأغشية المخاطية، والتي تمثل حاجزًا مهمًا أمام الجراثيم والفيروسات، بينما يشارك فيتامين E في حماية الخلايا المناعية من التلف.

يرجع نقص الفيتامينات عند الأطفال إلى عدة أسباب، أهمها سوء التغذية أو اتباع نظام غذائي يفتقر إلى التنوع. فقد يفضّل بعض الأطفال تناول أطعمة غنية بالسعرات الحرارية ولكن فقيرة بالقيمة الغذائية، مثل الحلويات والأطعمة السريعة. كما يمكن أن يؤدي ضعف الامتصاص الناتج من مشاكل في الجهاز الهضمي، مثل حساسية الغلوتين أو التهابات الأمعاء، إلى خلل في امتصاص الفيتامينات. كذلك، فإن قلة التعرض لأشعة الشمس تؤدي دورًا رئيسيًا في نقص فيتامين D، وهو أمر شائع في البيئات الحضرية أو في فصول الشتاء.

عندما يعاني الطفل من نقص في الفيتامينات لفترة طويلة، فإن ذلك ينعكس سلبًا على جهازه المناعي، مما يؤدي إلى تكرار الإصابات بالأمراض وبطء الشفاء منها. فقد لوحظ أن الأطفال الذين يعانون من نقص في فيتامين C وD يكونون أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا والتهابات الأذن والحنجرة. كما يمكن أن يتسبب نقص الحديد، وهو معدن مرتبط بوظيفة فيتامينات معينة، بفقر الدم، مما يُضعف إيصال الأوكسجين إلى الخلايا المناعية ويُقلل من كفاءتها.

للوقاية من هذه المشكلة، يجب الحرص على توفير نظام غذائي متوازن وغني بالفيتامينات والمعادن من مصادر طبيعية مثل الخضراوات الورقية، الفواكه الطازجة، البيض، الأسماك، والحبوب الكاملة. كما يجب مراجعة الطبيب في حال لاحظ الأهل تكرار إصابة الطفل بالعدوى أو وجود علامات نقص غذائي مثل التعب المزمن، شحوب البشرة، أو ضعف الشهية. وفي بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بإجراء تحاليل وفحوصات للتأكد من مستويات الفيتامينات، ومن ثم وصف المكملات الغذائية المناسبة بحسب الحاجة.

إن نقص الفيتامينات ليس مشكلة بسيطة، بل قد يكون سببًا خفيًا وراء معاناة الطفل من أمراض متكررة وضعف في المناعة. لذا فإن الاهتمام بتغذية الطفل ومراقبة صحته العامة يُعتبران من الخطوات الأساسية في تعزيز مناعته وحمايته من العدوى. وبتوفير الدعم الغذائي السليم، يمكن تقوية الجهاز المناعي للطفل وتحسين جودة حياته اليومية بشكل ملحوظ.

الأكثر قراءة

أيام للتاريخ في الشرق الأوسط