مع مرور السنوات، يلاحظ كثير من الناس أن فقدان الوزن يصبح أكثر صعوبة مما كان عليه في مرحلة الشباب، حتى مع اتباع نظام غذائي متوازن أو ممارسة التمارين الرياضية. هذه الظاهرة ليست مجرد شعور، بل حقيقة بيولوجية ونفسية تؤكدها الدراسات العلمية. فما الأسباب التي تجعل من عملية إنقاص الوزن مهمة شاقة مع التقدم في العمر؟
أحد العوامل الأساسية التي تفسّر صعوبة فقدان الوزن مع التقدم في السن هو انخفاض معدل الأيض الأساسي. هذا المعدل يعبّر عن كمية السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم أثناء الراحة للحفاظ على وظائفه الحيوية. مع التقدم في العمر، يفقد الجسم تدريجيًا جزءًا من كتلته العضلية، وهي النسيج الأكثر قدرة على حرق السعرات. وعندما تقلّ الكتلة العضلية، ينخفض معها معدل الأيض، ما يعني أن الجسم يحرق سعرات أقل، حتى وإن لم يطرأ تغيير على كمية الطعام المتناولة.
تلعب الهرمونات دورًا كبيرًا في إدارة الوزن. مع التقدم في السن، يتغير توازن بعض الهرمونات في الجسم، مثل الإستروجين لدى النساء والتستوستيرون لدى الرجال، ما يؤدي إلى زيادة تخزين الدهون، خاصة في منطقة البطن. كذلك، قد تتأثر هرمونات الشهية مثل "اللبتين" و"الجريلين"، مما يجعل الإحساس بالجوع أكثر حدة، ويزيد من الرغبة في تناول الطعام، خصوصًا الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون.
بمرور الوقت، قد تقل مستويات النشاط البدني بسبب ضغوط الحياة، الانشغالات اليومية، أو حتى مشكلات صحية مرتبطة بالعمر مثل آلام المفاصل أو التعب المزمن. ويؤدي انخفاض النشاط الحركي إلى حرق سعرات حرارية أقل، ما يزيد من احتمالية تراكم الدهون، خاصة إذا لم يُرافقه تعديل في النظام الغذائي.
النوم الجيد ضروري للحفاظ على توازن الوزن. ومع التقدم في العمر، يعاني العديد من الأشخاص من اضطرابات النوم مثل الأرق أو النوم المتقطع، ما يؤدي إلى اضطراب في إفراز الهرمونات المسؤولة عن الجوع والشبع. قلة النوم تحفز الجسم على تناول الطعام بكميات أكبر، خصوصًا الأطعمة الغنية بالطاقة، مما يعيق جهود خسارة الوزن.
هذا وتزداد الضغوط النفسية مع التقدم في السن، نتيجة التحديات المهنية، أو الصحية، أو العائلية. هذه الضغوط تؤدي إلى ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول، المعروف بهرمون التوتر، والذي يُسهم في تخزين الدهون داخل الجسم، خاصة في منطقة البطن. كما أن التوتر المزمن قد يدفع البعض إلى الأكل العاطفي، أي تناول الطعام كوسيلة للهروب من المشاعر السلبية.
كثير من البالغين وكبار السن يتناولون أدوية مزمنة قد تؤثر على الوزن، مثل مضادات الاكتئاب، أدوية السكري، والستيرويدات. هذه الأدوية قد تؤدي إلى احتباس السوائل أو زيادة الشهية أو بطء في عملية الأيض. كما أن بعض الحالات المرضية مثل قصور الغدة الدرقية أو مقاومة الإنسولين قد تعرقل فقدان الوزن، حتى مع الالتزام بحمية غذائية.
إنّ خسارة الوزن ليست مهمة مستحيلة مع التقدم في العمر، لكنها بلا شك تتطلب مقاربة مختلفة تأخذ بعين الاعتبار التغيرات البيولوجية والنفسية التي يمر بها الجسم. التوازن بين النظام الغذائي الصحي، والنشاط البدني المنتظم، والنوم الجيد، والتحكم في التوتر، يُعدّ المفتاح الحقيقي للتغلب على هذه التحديات. فهم
العوامل التي تُبطئ خسارة الوزن مع العمر هو الخطوة الأولى نحو بناء نمط حياة أكثر صحة وفاعلية على المدى الطويل.
يتم قراءة الآن
-
كيف تشلّ إيران "إسرائيل"؟
-
المنطقة على حافة الإنفجار... ولا تطمينات أميركيّة للبنان إجراءات أمنيّة وشلل سياسي... وتضرّر كبير للسياحة ملف السلاح الفلسطيني الى «ثلاجة» الإنتظار مُجدّداً!
-
ظهور تشكيلات مُقاومة جنوب سوريا يُربك «الحسابات الإسرائيلية»
-
موسكو وبكين تحذّران من تجاوز الخطوط الحمراء... والمنطقة على شفير التحوّل الكبير! الحكومة تتمسّك بالحياد...وتتخذ اجراءات حاسمة التشكيلات الديبلوماسية تبصر النور اليوم...ولا تسليم للسلاح الفلسطيني
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
20:59
الجيش "الإسرائيلي" يزعم: نهاجم مقرات الحرس الثوري ومن ضمنها فيلق القدس ومنظومات دفاع جوي في غرب إيران.
-
20:43
سي إن إن عن مصدرين: الجيش الأميركي يستعد لموافقة من ترامب على تزويد طائرات "إسرائيل" بالوقود خلال مهاجمة إيران.
-
20:43
سي إن إن عن مصدرين: نقل طائرات التزويد بالوقود للشرق الأوسط يهدف لإعطاء ترامب خيارات في حال رغب في زيادة الانخراط، وتزويد الطائرات "الإسرائيلية" بالوقود سيكون ضمن نطاق التدخل العسكري الأميركي.
-
20:26
رئيس هيئة الأركان الإيرانية: وجهنا ضربات قاسية للعدو ولأهدافه الحساسة والحيوية، ومقتل مواطنينا وعلمائنا وقادة قواتنا المسلحة سيزيد عزمنا على معاقبة الصهاينة.
-
20:25
رئيس هيئة الأركان الإيرانية: نطمئن أحرار العالم بأن شعبنا وقواتنا المسلحة سينتقمون لدماء الشهداء، ونقول لسكان الأراضي المحتلة لا تجعلوا أنفسكم ضحايا لنزوات نتنياهو المتوحشة.
-
20:11
رئيس هيئة الأركان الإيرانية: نحذر سكان الأراضي المحتلة خاصة في تل أبيب وحيفا لمغادرتها للحفاظ على أرواحهم.
