اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تُعد اضطرابات الأكل من المشكلات النفسية والجسدية التي قد تصيب الأطفال في مراحل مبكرة من حياتهم، وتؤثر بشكل كبير على صحتهم ونموهم وتفاعلهم مع محيطهم. وعلى الرغم من أن هذه الاضطرابات غالبًا ما ترتبط بالمراهقين، إلا أن الدراسات الحديثة أظهرت تزايدًا ملحوظًا في نسب الإصابة بين الأطفال، ما يستدعي الانتباه والوعي من الأهل والمعلمين ومقدمي الرعاية.

من أبرز العلامات التحذيرية التي تستوجب القلق هي تغير مفاجئ في عادات الطفل الغذائية، مثل رفض الطعام، أو تناوله بكميات ضئيلة جدًا، أو انتقائيته الشديدة في أنواع الأطعمة، دون وجود سبب طبي واضح. كذلك، قد يُلاحظ فقدان وزن غير مبرر، أو ثبات الوزن رغم مراحل النمو، مما قد يؤثر سلبًا على تطوره الجسدي. ومن المؤشرات المهمة أيضًا انشغال الطفل المفرط بمظهره الخارجي، أو تعبيره المتكرر عن شعوره بأنه سمين رغم وزنه الطبيعي.

في بعض الحالات، قد يظهر الأطفال سلوكيات خفية مثل تناول الطعام في الخفاء، أو التقيؤ المتعمد بعد الأكل، أو استخدام المسهّلات دون علم الأهل. وقد تترافق هذه التصرفات مع أعراض نفسية مثل القلق، الاكتئاب، الانعزال، أو التغيرات المزاجية الحادة. كما أن اضطرابات النوم، وانخفاض التركيز، وتراجع الأداء الدراسي قد تكون علامات غير مباشرة على وجود اضطراب في علاقة الطفل مع الطعام.

التعامل مع هذه المؤشرات يجب أن يكون بوعي وتعاطف، بعيدًا عن التوبيخ أو السخرية. الاستعانة بطبيب أطفال أو أخصائي تغذية ونفسي مختص في وقت مبكر قد يساعد في تشخيص الحالة بدقة ووضع خطة علاجية شاملة، تشمل الطفل وعائلته.

في النهاية، يبقى دور البيئة الأسرية والتربوية محوريًا في بناء علاقة صحية بين الطفل والطعام. فزرع الثقة في النفس، وتقديم نموذج غذائي متوازن، وتشجيع الحوار المفتوح حول الجسم والصحة، هي خطوات أساسية لحماية الأطفال من الوقوع في دائرة اضطرابات الأكل، وتوفير بيئة داعمة لنموهم السليم جسديًا وعاطفيًا.

الأكثر قراءة

كيف تشلّ إيران "إسرائيل"؟