جورج عون
في ظل الأزمات الاقتصادية التي تعصف بلبنان، يقدم عشرات المدربين الرياضيين تضحيات غير مرئية، حيث يواصلون تدريب الفئات العمرية في الفرق والأندية بدون رواتب أو بمدفوعات متقطعة، معتمدين فقط على شغفهم باللعبة ورغبتهم في دعم المواهب الشابة.
ويعاني معظم مدربي الأندية الصغيرة والمناطق النائية من تأخر الرواتب لشهور، أو عدم دفعها بالكامل، وبعض الأندية تعتمد على "الدعم العيني" (مثل السكن أو المواصلات) بدلًا من المال.
كثير من المدربين يعملون في مهن أخرى (سائقين، معلمين، موظفين) لتأمين قوت يومهم، لأن الأندية غير قادرة على دفع رواتب لهم، وعلى إرسالهم لدورات تدريبية خارج لبنان بسبب ارتفاع التكاليف.
ويقول شادي غزال مدرب كرة القدم في سن الفيل "أقوم بتدريب الأطفال والناشئين لأن هؤلاء الأطفال ليس لديهم بديل. وبعض الأهالي يقدمون لي الطعام بدل المال، وهذا يكفيني."
أما ليلى نجاريان وهي مدربة كرة قدم نسائية في برج حمود، فتقول "بعض الأندية ليس قادراً على الدفع، لكن الفتيات بحاجة إلى من يدعم أحلامهن، ولا أستطيع التخلي عنهن."
واضافت "إذا توقفنا، من سيدرب الجيل القادم؟".
لا شك بأن حب اللعبة والشغف بالرياضة وإيمانهم بدورها في إنقاذ الشباب من اليأس، يجعل هؤلاء المدربين يستمرون في مهمتهم رغم كل الصعاب.
بعض المدربين يعتبرون هذا استثماراً في مستقبل لاعبين قد يصبحون نجوماً دوليين، وعندها ستكون مكافأة المدرب كبيرة، خاصة وأن اسمه كمدرب لامع سيصبح في الواجهة.
في مقابل هؤلاء، نرى كثير من المدربين الذي هاجروا الى الخارج، وخصوصاً الى دول الخليج في كرة السلة وكرة القدم، بحثاً عن فرص افضل، وآخرهم فؤاد أبو شقرا الذي قاد الأهلي الليبي الى احراز لقب بطولة افريقيا للأندية في كرة السلة منذ أيام قليلة.
التدريب الرياضي بحاجة الى مدربين متخصصين لهم تأثيرهم الكبير على اللاعبين، وهنا فان نقص الاشراف الجيد قد يجعل اللاعب يترك رياضته.
الأندية الكبيرة تملك فرقاً للفئات العمرية، وتوفر مدربين متطوعين أو برواتب، وهناك اتحادات رياضية تقدم دورات لرفع كفاءة المدربين، في كل الدرجات والفئات العمرية.
لكن هذا الأمر غير متوفر في كثير من الأندية الرياضية التي تحتاج الى تمويل كبير للمحافظة على لاعبيها، وتنشئة الصغار وتربيتهم على الرياضة.
المدربون هم عصب الرياضة، وإهمالهم يعني موت الرياضة من الجذور.
وقد أثبت المدربون الذين يعملون دون رواتب أو مساعدات أن الرياضة ليست مجرد مهنة، بل رسالة. لكن الشغف وحده لا يكفي...
فمتى تتحرك الجهات المعنية؟
الكلمات الدالة
مواضيع ذات صلة
يتم قراءة الآن
-
قوات أميركيّة بين لبنان و "إسرائيل"؟
-
هل ينفجر الوضع بين لبنان وسوريا الجديدة؟
-
باراك يعد لبنان ولا يضمن اقناع «اسرائيل» بمبدأ الخطوة بخطوة... ويعود قريبا عون «نحن عملنا اللي علينا»... والموفد الاميركي للرؤساء الثلاثة: «لبنان قام باكثر مما هو مطلوب منه» مصير قوات اليونيفيل على كف الادارة الاميركية... والاوروبيون مع التمديد لعام اضافي
-
واشنطن "تخفي" الردّ "الإسرائيلي" عن بيروت
الأكثر قراءة
-
باراك يعد لبنان ولا يضمن اقناع «اسرائيل» بمبدأ الخطوة بخطوة... ويعود قريبا عون «نحن عملنا اللي علينا»... والموفد الاميركي للرؤساء الثلاثة: «لبنان قام باكثر مما هو مطلوب منه» مصير قوات اليونيفيل على كف الادارة الاميركية... والاوروبيون مع التمديد لعام اضافي
-
هل ينفجر الوضع بين لبنان وسوريا الجديدة؟
-
واشنطن "تخفي" الردّ "الإسرائيلي" عن بيروت
عاجل 24/7
-
22:30
يديعوت أحرونوت: نتنياهو أجرى في الساعات الأخيرة مشاورات بعد وصول رد حماس، وهو لا يريد صفقة جزئية رغم أنه لم يغلق الباب أمام هذا الاحتمال، ومقربون من نتنياهو ألمحوا إلى أنه يرغب فقط بصفقة شاملة.
-
22:29
الرئاسة الفرنسية: التحليل بأن الاعتراف بفلسطين يفسر تصاعد معاداة السامية بفرنسا خاطئ ومشين ولن يمر دون رد.
-
21:54
وزير الخارجية السويسري لسي إن إن: منفتحون على استضافة محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا بحضور بوتين.
-
21:53
القناة 12 "الإسرائيلية": وزير الدفاع كاتس يعقد اجتماعا مع رئيس الأركان زامير للتصديق على خطط احتلال مدينة غزة، والمؤسسة الأمنية تحذر من مخاطر تطور العملية العسكرية بغزة وتقول إن إمكانية هزيمة حماس ليست مؤكدة.
-
21:53
بوليتيكو عن مسؤول بإدارة ترامب ومصدر مقرب: البيت الأبيض يخطط لعقد القمة الثلاثية في بودابست عاصمة المجر.
-
21:52
الإليزيه: ربط نتنياهو بين الاعتراف بفلسطين ومعاداة السامية "دنيء" و"مبني على مغالطات".
