الرياضة النسائية في لبنان... قصة كفاح وإصرار

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تشهد الرياضة النسائية في لبنان تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها.

من كرة القدم إلى كرة السلة وألعاب القوى، بدأت النساء اللبنانيات يثبتن وجودهن على الساحة الرياضية المحلية والعربية والدولية، وآخر إنجازاتهن إحراز منتخب لبنان للناشئات في كرة القدم لقب بطولة غرب آسيا التي أقيمت في السعودية.

بدأت الرياضة النسائية في لبنان تظهر في منتصف القرن العشرين، مع تأسيس أندية واتحادات رياضية، وكانت المشاركات الأولى محدودة، لكنها شكلت أساسا لتطور الرياضة النسائية.

في الثمانينيات والتسعينيات، بدأت الرياضة النسائية تكتسب زخما أكبر مع زيادة الاهتمام بالرياضة بشكل عام، خصوصاً في كرة السلة والكرة الطائرة وألعاب القوى والألعاب الفردية، ولاحقاً في كرة القدم في بداية الألفية الثانية.

وتعتبر كرة السلة من أكثر الرياضات شعبية عند النساء، وبعضهن وصلن الى درجة الاحتراف في الخارج، مثل ريبكا عقل.

والى جانب عقل، تضم كرة السلة اللبنانية لاعبات من الطراز الأول، مثل عايدا باخوس ولمى مقدّم وليلى فارس وميرامار المقداد ودانييلا فياض وشيرين الشريف ونارين غيوكوشيان وقمر منصور وياشا زينون وميغري توروسيان وغيرهن كثيرات اللواتي أحرزن قبل 3 سنوات لقب بطولة آسيا للمستوى الثاني.

لكن في السنوات الأخيرة برزت كرة القدم النسائية بشكل لافت، خصوصاً في الفئات العمرية، وإنجاز ناشئات لبنان الأخير في غرب آسيا أبرز دليل على ذلك.

وكما في كرة السلة، بلغت بعض لاعبات كرة القدم درجة الاحتراف، مثل ليلى اسكندر ونانسي تشايليان وديما كاستي.

وفي ألعاب القوى، لا تعلو من الرياضيات فوق اسم عزيزة سبيتي التي اختارتها هيئة الاذاعة البريطانية (BBC) ضمن أفضل 100 سيدة يعتبرن الأكثر تأثيراً وإلهاماً في العالم عام 2023.

وتعتبر سبيتي أسرع عداءة في تاريخ لبنان، وهي تحمل الرقم القياسي لسباقي الـ 60 متر، والـ 100 متر، وأحرزت ذهبية بطولة غرب آسيا وبطولة العرب.

وقبل سبيتي، حملت غريتا تسلاكيان لواء الدفاع عن ألعاب القوى اللبنانية، وحققت ارقاماً قياسية كثيرة، وكانت أسرع عداءة في عصرها.

وفي التايكواندو، كان لبنان على بعد خطوة من احراز ميدالية تاريخية في الألعاب الأولمبية الأخيرة في باريس، بيد أن نجمة التايكواندو ليتيسيا عون خسرت في مباراة الدور نصف النهائي أمام الإيرانية ناهد كيانيشاندي (0-2)، وهذه الخسارة أدت الى احرازها المركز الرابع، وبالتالي باتت خارج منصة التتويج التي تمنح الميداليات لصاحبات المراكز الثلاثة الأولى.

يذكر أن آخر ميدالية أحرزها لبنان في الألعاب الأولمبية تعود الى أولمبياد موسكو 1980، حين أحرز حسن بشارة ميدالية برونزية في المصارعة.

لا شك بأن ما تعانيه الرياضة عند الرجال في لبنان، هو نفسه عند السيدات. بيد أن هناك فارقاً بينهما وهو التمويل والإعلام. فرواتب اللاعبين تفوق بشكل كبير رواتب اللاعبات، والإعلام يهتم أكثر بمسابقات الرجال، لكن رغم ذلك فإن الرياضة النسائية في لبنان تعتبر متطورة نسبة للرياضات النسائية في الدول المجاورة، والدول العربية والآسيوية بشكل عام.

الرياضة النسائية في لبنان تمثل قصة كفاح وإصرار، حيث تمكنت النساء اللبنانيات من تحقيق إنجازات رغم التحديات الكبيرة. وبدعم من المجتمع والحكومة والقطاع الخاص، يمكن للرياضة النسائية أن تصل إلى آفاق جديدة وتصبح مصدر فخر للبنان.

الرياضة ليست فقط أداة لتعزيز الصحة واللياقة البدنية، بل هي أيضا وسيلة لتمكين المرأة وتعزيز مكانتها في المجتمع.