اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تُعتبر حصوات الكلى من المشكلات الصحية الشائعة التي تؤثر في ملايين الأشخاص حول العالم. وتتنوع أسباب تكوّن هذه الحصوات بين العوامل الوراثية والنظام الغذائي ونمط الحياة. لكن في السنوات الأخيرة، ازداد الجدل العلمي حول الدور المحتمل الذي تؤديه المشروبات الغازية في تحفيز تشكل هذه الحصوات، ما يدفع إلى التساؤل حول مدى خطورة هذه العادة اليومية على صحة الكلى.

حصوات الكلى هي كتل صلبة تتكون من تراكم بلورات معدنية في الكليتين أو المسالك البولية. وتشمل هذه البلورات عادةً الكالسيوم، الأوكسالات، أو حمض اليوريك. وتتشكل الحصوة عندما تتراكم هذه المواد وتصبح أكثر من قدرة البول على إذابتها، ما يؤدي إلى تبلورها وتجمّعها على شكل حصوات.

تشير دراسات متعددة إلى أن الاستهلاك المنتظم للمشروبات الغازية، خاصة تلك التي تحتوي على السكر الصناعي و"الأسيد الفوسفوري"، يمكن أن يزيد من خطر تكوّن الحصوات. فالمشروبات الغازية ترفع من حموضة البول وتؤثر في التوازن الكيميائي فيه، مما يهيئ بيئة مثالية لتكوّن البلورات.

كما أن احتواء هذه المشروبات على كميات كبيرة من السكر والمحليات الصناعية، مثل الفركتوز، قد يسهم في زيادة إفراز الكالسيوم في البول، مما يزيد من احتمالية ترسيب الأملاح. إلى جانب ذلك، فإن الكافيين الموجود في العديد من المشروبات الغازية قد يرفع من معدل الجفاف، وهو عامل رئيسي في تشكل الحصوات.

هذا ولا تقتصر آثار حصوات الكلى على الألم الحاد فقط، بل قد تتسبب بمضاعفات صحية خطيرة إذا لم تُعالج بالشكل المناسب. ففي كثير من الحالات، يعاني المصابون من ألم مبرح في الخاصرة أو أسفل الظهر، وقد يمتد الألم ليصل إلى منطقة البطن والفخذ. ولا يقتصر الضرر على الشعور بالألم، إذ قد تظهر آثار دموية في البول نتيجة احتكاك الحصوة بجدران الحالب، ما يسبب نزيفًا داخليًا طفيفًا ولكنه مؤلم ويدعو للقلق.

إلى جانب ذلك، تؤدي الحصوات إلى التهابات بولية متكررة أو مزمنة، نتيجة عرقلة تدفق البول وتوفير بيئة مناسبة لنمو البكتيريا. كما أن الحصوات الكبيرة أو المتعددة قد تتسبب  بانسداد المسالك البولية، وهو ما يشكل تهديدًا خطرًا قد يصل إلى حدوث فشل كلوي مؤقت أو دائم إذا لم يتم التدخل في الوقت المناسب. والأخطر من ذلك هو أن تكرار تكوّن الحصوات أمر شائع، خاصة في حال استمرار العوامل المحفزة دون تغيير نمط الحياة أو تعديل النظام الغذائي.

للوقاية من حصوات الكلى، يوصي الأطباء باعتماد نمط حياة صحي يركّز على ترطيب الجسم بشكل دائم. فالإكثار من شرب المياه يعدّ أحد أهم العوامل التي تساعد على تخفيف تركيز الأملاح والمعادن في البول، ما يمنع تبلورها وتشكّل الحصوات. كما يُنصح بتجنّب المشروبات الغازية، خصوصًا تلك التي تحتوي على حمض الفوسفوريك والمحليات الصناعية، لما لها من تأثير سلبي في صحة الكلى وتوازن مكونات البول.

إلى جانب ذلك، يُعدّ اتباع نظام غذائي متوازن، غني بالخضراوات والفواكه، ضروريًا للحفاظ على الصحة العامة وتقليل فرص تكوّن الحصوات. وينبغي تقليل تناول الأطعمة الغنية بالأوكسالات مثل السبانخ والمكسرات، التي قد تسهم في تشكيل بعض أنواع الحصوات. كما يُفضل مراقبة مستويات الكالسيوم في الجسم، وتجنّب تناول مكملاته دون استشارة طبية مختصة، لأن الإفراط فيها قد يفاقم المشكلة بدلا من حلها.

الأكثر قراءة

خطف نساء الساحل السوري: كرة النار تتدحرج والشارع يغلي!