اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

احتفلت الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU) بتخريج الدفعة الأولى من طلابها وطالباتها للعام 2025، والتي تُشكّل الدورة الـ100 في تاريخ الجامعة، خلال حفل أقيم في حرمها الجامعي في جبيل، بحضور 903 خرّيجين وخرّيجات من مختلف الاختصاصات، تسلّموا شهاداتهم وسط فرحة الأهالي والأصدقاء، في إحياء تقليدي لعراقة الجامعة التي تدخل مئويتها الثانية. ويُستكمل هذا الحدث بحفلين إضافيين في حرم بيروت يومي الجمعة 20 والسبت 21 الجاري.

وسبق المراسم عرض موسيقي مميز قدّمه نادي الموسيقى في الجامعة، أضفى حياةً على المدرّجات بألحان تنوّعت بين الكلاسيكي والمعاصر. وتميّز الحفل الرسمي بحضور حشد من الشخصيات السياسية والأكاديمية والعامة، في مقدّمهم وزير الاتصالات شارل الحاج، والنائبان زياد حواط وإيلي خوري، ورئيس الجامعة الدكتور شوقي عبد الله، إلى جانب أعضاء مجلس الأمناء والهيئتين الأكاديمية والإدارية، وعدد كبير من أولياء الأمور والأصدقاء.

وبعد دخول موكب الطلاب من مختلف الكليات، تلاه موكب رئيس الجامعة ونوابه والأساتذة يتقدّمهم شعار الجامعة، افتُتح الاحتفال بكلمة ترحيبية من الوكيل الأكاديمي الدكتور جورج نصر، تلتها صلاة من القس الدكتور هادي غنطوس، أمين سر لجنة الشؤون الكنسية والروحية في السينودس الإنجيلي الوطني في سوريا ولبنان.

وقدّم بعدها نصر رئيس الجامعة الدكتور شوقي عبد الله الذي رحّب بالحضور، معتبرًا أن "حفل التخرج يشكل حدثًا مهمًا في حياة الطلاب والجامعة"، وعرض "عناوين وأفكار" اعتبر أنها قد ترشد الطلاب في سعيهم "نحو عالم أفضل"، داعيًا إياهم إلى "فهم الأمور عميقًا، وتفهّم الآخرين والتعاطف معهم والإصغاء جيّدًا". واستشهد بصلاة للقديس فرنسيس، داعيًا الخريجين بصفتهم خرّيجي LAU إلى أن يكونوا "أداة سلام لنشر المحبة حيث الكراهية، والأمل حيث اليأس، والنور حيث الظلام"، متمنيًا عليهم "احترام الماضي وبناء المستقبل لأنهم جزء من مؤسسة ذات تاريخ عريق".

شدّد عبد الله على أن مهمة الجيل الجديد هي "إعادة صياغة المستقبل والتعلّم من أخطاء الماضي وبناء كيان أقوى وأكثر عدلًا"، واستعاد نشأته في راشانا حيث التضامن الأهلي دعم تعليم الأولاد، وذكّر بدور الجامعة اللبنانية الأميركية والجامعات اللبنانية الأخرى كمناير أمل في أحلك الظروف.

ولفت إلى أن "العالم يدخل عصرًا تميّزه التكنولوجيا والابتكار السريع، وأن الذكاء الاصطناعي والبيانات باتت بقوة النفط في الماضي"، معتبرًا أن الخوف من حلولها مكان الإنسان غير مبرر، لأن "البشر وحدهم من يستطيعون الإبداع والإلهام، والمستقبل يجب أن يكون بقيادة الإنسان". كما شدد على مسؤولية الخريجين، "لأنهم يمتلكون المعرفة والفرصة، وهذا امتياز يرتّب عليهم مسؤولية تجاه عائلاتهم ومجتمعهم".

وحيا عبد الله الآباء اللبنانيين الذين ضحّوا لتنشئة مواطنين عالميين، معتبرًا أن "مستقبل لبنان، الذي يقف عند مفترق طرق، هو بين أيدي الخريجين والخريجات"، داعيًا إياهم إلى رفض النظام القائم والعمل على إنشاء نظام جديد لأحفادهم. وأكد أن "لبنان اختُبر مرارًا لكنه لم يسقط"، ودعاهم إلى التمسك بالقيم، لأن "الاحتيال والفساد ليسا من طبيعة الأمور، بل لكل إنسان الحق في حياة من الحرية والكرامة والسعادة".

ثم تحدث عن مفهوم القيادة باعتبارها خدمة "ترفع الآخرين وتلهم التقدّم الجماعي".

بعدها، قدم نصر الخريجة المتفوّقة آندريا أندريه البجاني من كلية عدنان القصار لإدارة الأعمال، التي ألقت كلمة الدورة، واستعرضت مسيرتها مع زملائها، شاكرة الأهل والأساتذة على دعمهم وتضحياتهم.

وألقى الوزير شارل الحاج كلمة المتحدث الرئيسي وخطاب التخرّج الرسمي أكد فيها أن "الظروف اليوم مؤاتية لتحقيق الاستقرار والازدهار"، داعيًا إلى "التكاتف مع الحكم والحكومة التي تريد بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، واحتكار قرار السلم والحرب، وحصرية السلاح بيد الشرعية، ومكافحة الفساد، وتحرير القضاء، وتنشيط الاقتصاد، وتطبيق القوانين بحزم". وشدد على أن "الديمقراطية لا تقتصر على حكومة تحكم بثقة البرلمان، بل هي أيضًا رأي عام واعٍ ومسؤول".

وأشار إلى أن وزارة الاتصالات تعمل بالتعاون مع القطاع الخاص على إيصال الإنترنت السريع إلى أكبر عدد من المشتركين خلال الأشهر المقبلة، مؤكدًا أن "الحزمة العريضة ضرورية لنمو الاقتصاد"، واعتبر أن "هذا اليوم لا يمثل نهاية مسار أكاديمي فحسب، بل هو بداية مغامرة جديدة ومميزة في حياة الخريجين"، لافتًا إلى أن "الشباب اللبناني أثبت قدرته على الصمود رغم الأزمات". واعتبر أن "قوة الخريجين تكمن في عزيمتهم وقيمهم العائلية الراسخة وإصرارهم على النجاح".

وفي حديث خاص لـ "الديار" على هامش حفل التخرّج، استعرض وزير الاتصالات شارل الحاج، أبرز أولوياته للمرحلة المقبلة، مشيرًا إلى أنّ الوزارة تعمل على إطلاق خطة إصلاحية شاملة لإعادة بناء قطاع الاتصالات في لبنان بعد سنوات من التراجع.

وأكد أن "الوزارة اليوم في صدد الاستثمار الجدي في قطاع الاتصالات، إذ لم يُنفّذ أي تطوير فعلي خلال السنوات الثلاث أو الخمس الماضية، سواء على مستوى شبكة الألياف البصرية أو الهاتف المحمول، بسبب الأزمة التي مرّ بها لبنان"، لافتاً أن "من هنا، ندرك تمامًا أن الخدمة الحالية لا ترقى إلى المستوى المطلوب، لكننا نعمل على تحسينها بشكل تدريجي، ونتوقّع أن تكون الخدمة على صعيد شبكات الهاتف المحمول أفضل بكثير بحلول نهاية هذا العام."

وأضاف أننا "نعمل جاهدين على توسيع القدرة الاستيعابية للشبكات، ونتطلّع إلى تحقيق نتائج ملموسة خلال فترة تتراوح بين سنة وسنة ونصف، لنقل لبنان من المرحلة الحالية إلى مرحلة أكثر تطورًا".

وكشف الحاج أننا "نضع نصب أعيننا تطوير قطاع التكنولوجيا والابتكار، ونعمل على إنشاء وزارة وهيئة خاصة تُعنى بالتقنيات الحديثة مثل البروتون، بما يشمل دعم الشركات الناشئة العاملة في هذا المجال."

وفي ما يتعلّق بفرص الشباب اللبناني، أكد وزير الاتصالات أن "استعادة الثقة بالدولة تمر عبر توفير بيئة مؤاتية للاستثمار والإنتاج"، مشيراً إلى أن "هناك طلب كبير على الشباب اللبناني في مختلف أنحاء العالم، لكن إذا استطعنا تأمين البنى التحتية الأساسية كالاتصالات والكهرباء، لن يكون هناك ما يدفع الشركات العالمية إلى مغادرة لبنان أو استقطاب الكفاءات إلى الخارج، بل يمكننا أن نجذب الاستثمارات ونُعيد الأمل من خلال خلق فرص عمل محلية، وتحفيز الهجرة العكسية من المدن إلى الأرياف، ما ينعكس إيجابًا على كل لبناني، ويعيد الحياة إلى الاقتصاد الوطني."

وتكلّل حفل التخرّج توزيع الجوائز على الطلاب، حيث حاز على "جائزة الرئيس" كل من: جاد أحمد خازم (الآداب والعلوم)، مارك نسيب بستاني (ادارة الاعمال)، ماري تيريز جان عساف (العمارة والتصميم)، ريم حمد شهيب (الهندسة)، لاريسا ميشال فضول (الصيدلة) وماريا بطرس ابو نادر (التمريض).

وحاز على "جائزة الشعلة" كل من: ريمون جوزف شربل روفايل (الآداب والعلوم)، شادي رامي بولس (ادارة الاعمال)، لين جورج نصر (العمارة والتصميم)، انطوني الياس رزق (الهندسة)، عبدو ميشال الحايك (الصيدلة) وآيا عبد الهادي البغدادي (التمريض).

وحاز على "جائزة رياض نصار للقيادة" وحاز عليها جورج أمين عبدالله (الهندسة).

وجائزة Rhoda Orme Award حازت عليها فانا هوفيك مخشي جرجيان (الصيدلة). و"جائزة شربل خيرالله للتميز في الهندسة" حازت عليها كارن اميل يوسف (الهندسة)، و"جائزة سارة الخطيب" حاز عليها عبدو ميشال الحايك (الصيدلة).


الأكثر قراءة

«حبس أنفاس» في المنطقة... ولبنان لن يدخل الحرب باراك يتفهم موقف عون: تأجيل البحث بملف السلاح الصواريخ الايرانية تنقل الصدمة والترويع «لاسرائيل»