احتفلت مدينة زحلة بعيد أعيادها خميس الجسد الإلهي والذكرى المئوية الثانية للأعجوبة الإلهية، التي أنقذت المدينة من وباء الطاعون، تحت شعار "لنفرح ونبتهج ولنمجد الله، فقد حان عرس الحمل"، بمشاركة بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، وأعضاء سينودس الكنيسة الرومية الملكية، الذين اجتمعوا في زحلة اكراما للعيد.
وانطلقت فاعليات النهار بقداس احتفالي في كاتدرائية سيدة النجاة، ترأسه العبسي بمشاركة الأساقفة عند الخامسة صباحا، انطلق بعده الموكب باتجاه سرايا زحلة سالكا حارة مار الياس، البلدية، حضانة الطفل، حي مار مخايل ومار جرجس، وصولا الى السرايا الحكومية.
وفي كاتدرائية مار مارون في كسارة، احتفل المطران جوزف معوض بالذبيحة الإلهية بمشاركة لفيف الإكليروس، وبعد القداس انطلق الموكب باتجاه كنائس مار جرجس، مار الياس ومار يوسف في حوش الأمراء، ثم باتجاه حي السيدة، حيث التقى بالموكب الصاعد من كنيسة السيدة، واتجها نحو ساحة المعلقة، حوش الزراعنة، وصولا الى حي الميدان.
وأقيم قداس في كاتدرائية القديس نيقولاس للروم الأرثوذكس، كما ترأس المطران بولس سفر قداسا احتفاليا في كنيسة القديس جاورجيوس للسريان الأرثوذكس.
والتقت المواكب في ساحة الميدان، وتوحدت في مسيرة واحدة الى امام السرايا، حيث التقت كل المسيرات.
وأمام سرايا زحلة على المنصة، تواجد العبسي واساقفة زحلة ابراهيم مخايل ابراهيم، جوزف معوض، انطونيوس الصوري، بولس سفر، واساقفة السينودس المقدس القادمين من داخل وخارج لبنان.
المطران ابراهيم:
صرخة تاريخ ونداء هوية
وكان لرئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم كلمة بالمناسبة قال فيها: "نرفع رؤوسنا نحو السماء شاكرين وراكعين أمام سرّ الجسد الإلهي الحي، ذاك الجسد الذي سار في شوارع زحلة سنة 1825، فارتعد منه وباء الطاعون وتلاشى، وكتبت المدينة عهد حياة جديد بختم من الله، لا يَبلى ولا يُكسر".
واضاف: "اليوم، بعد مئتي عام، يعود الجسد الإلهي، لا في موكب شعبي فقط، بل في مسيرة كنسية مجيدة، إذ يلتئم آباء السينودس الملكي الكاثوليكي في سيدة النجاة – للمرة الأولى في التاريخ – متّحدين بالصلاة، بالإيمان، وبالرسالة. إنه ليس مجرد احتفال. إنها صرخة تاريخ، نداء هوية، وترسيخ لثوابت ثلاث لن نحيد عنها، ولن نتراجع عنها، ولو سقطت السقوف واهتزّت الأرض".
واعلن عن ثوابت ثلاث هي: "أولا: ثوابت الوحدة المسيحية: أن نكون واحدا كما أن الآب والابن واحد. كنيستنا الملكية الكاثوليكية، كنيسة الجسر لا الجدار، كنيسة الحوار لا الانغلاق، تعلن من على هذا المذبح أن الوحدة بين المسيحيين ليست خيارا سياسيا، بل نداء إنجيليا ملزِما، وجرحا في قلب المسيح، لا يندمل حتى يعود جسده الواحد حيًّا فاعلًا في التاريخ. نحن، أبناء الكنيسة الواحدة، لسنا قبائل ولا طوائف. نحن أغصان في كرم الرب، مدعوون إلى المصالحة، إلى التلاقي، إلى أن نقف معا في وجه كل من يريد لنا التشظي، والانقسام، والزوال".
وتابع : "ثانيا: ثوابت العهد الوطني الجديد بقيادة رئيس الجمهورية جوزاف عون: إننا نؤمن، ونعلن أن لبنان بحاجة إلى عهد جديد، عهد مؤسسات لا محسوبيات، عهد مسؤولية لا مزايدات، عهد استقامة لا مساومات".
وأضاف "ثالثا: ثوابت الشراكة بين المواطن والدولة في وجه الطاعون الجديد: في 1825، كان الطاعون وباء بيولوجيا، أما اليوم فطاعوننا متحوّر بأقنعة متعددة: طاعون الفساد الإداري، طاعون الانهيار الاقتصادي، طاعون اليأس والهجرة، طاعون تهميش الإنسان واحتقار كرامته، طاعون الانقسام السياسي والأمني، طاعون البيئة المدمرة والهواء المسموم. ولن يُرفع هذا الطاعون ما لم نشترك – دولة ومواطنين، كنيسة ومجتمعا، رؤساء ومواطنين – في تحمل المسؤولية".
وقال: "لا تصمتوا بل اهتفوا معا: لبنان لن يسقط، لأن الرب مرّ فيه. الكنيسة لن تضعف، لأنها جسد الرب الحي، الوطن لن يموت، لأن فيه من يؤمن ويقاوم ويصلّي".
العبسي: تعبير عن ايماننا بالله المحب الرحيم
بدوره، هنأ العبسي الزحليين باليوبيل وقال: "ايها الإخوة والأبناء والبنات المحبوبون، من على هذه المنصة التي يتحلق من حولها أهل زحلة، نحييكم بإسم جميع مطارنة المدينة من كل الكنائس، وبإسم مطارنة الروم الكاثوليك الذين وفدوا من كل انحاء العالم، واتوا الى زحلة حيث قرروا بطريقة استثنائية وتاريخية ان يعقدوا مجمعهم السنوي المقدس، ليشاركوكم في الإحتفال بعيد الجسد وفي التطواف الذي تقيمونه هذه السنة في الذكرى المئوية الثانية لإنشائه منذ مئتي عام على اثر خلاص مدينة زحلة من وباء الطاعون الذي نزل بها. وها هم امامكم وقد ساروا معكم وسوف يكملون المسيرة".
وتابع: "في بلدات كثيرة من العالم يقام التطواف بالقربان المقدس في مثل هذا اليوم. انما التطواف الذي يحصل هنا في زحلة له نكهة خاصة وطابع مميز وجمال غير عادي، عدا انه لم تنقطع اقامته منذ مئتي سنة، بحيث انه ارتبط بزحلة ارتباطا وثيقا وصار من مكونات زحلة الدينية، الوطنية والإجتماعية، وما عاد يخص فئة دون أخرى بل يخص جميع الفئات، لذلك نرى اليوم الآن وهنا من حولنا زحلة كلها ومن هم حول زحلة. الجميع يعدّ هذا اليوم يومهم وهو اليوم الكبير وعيد الأعياد".
وقال: "ما يجري الآن في زحلة دليل على ان القيم الدينية ما زالت لها وزنها واحترامها، بل دليل على حاجة الإنسان الى الإيمان، ليست حاجة من صنع الخوف والوهم والضعف، بل حاجة كيانية. لذلك ليس احتفالنا اليوم، تطوافنا هو فولكلور، استعراض او حدث اجتماعي، بل هو تعبير عن ايماننا بالله المحب الرحيم، عن ايماننا بالله الذي من شدة محبته لنا، اتى الينا وسكن في ما بيننا متجسدا من العذراء مريم في شخص يسوع المسيح، وهو الذي يطوف اليوم في زحلة، زارها للحب والسلام والفرح داعيا ابناؤها الى الالتفاف حول الرب يسوع الحاضر في القربان المقدس".
وختم: "في زحلة متّسع للجميع لأنها دار السلام. فلنطلب الى ملك السلام، الى الرب يسوع، وفي هذا اليوم بنوع خاص، في هذا اليوبيل بنوع خاص، الذي ارادت كنيستنا الملكية ان تحتفل به في زحلة، والذي طلب سيادة المطران ابراهيم ابراهيم في العام الماضي، ان يكون يوم عطلة، ورجاؤنا اليوم ايضا ان يكون هذا اليوم يوم عطلة على الأقل في زحلة. فلنطلب اذا الى ملك السلام ان يحلّ السلام، وان تبقى زحلة ابدا دارا للسلام".
تطواف وقداس
وبعد انتهاء الكلمات امام سرايا زحلة، انطلق موكب الجسد الموحد على بولفار زحلة، شارك فيه طلاب المدارس والجمعيات الكشفية وحركات الشبيبة والفرق الموسيقية وحملة الأعلام، وسط عبق البخور ونثر الورود والأرز واطلاق الحمام، وصولا الى مدخل وادي زحلة، فدير مار الياس الطوق، الكلية الشرقية وحارة الراسية وصولا الى كاتدرائية سيدة النجاة، حيث عزفت موسيقى الكشاف وادت الفرقة الكشفية التحية، وأعطى ابراهيم البركة للمؤمنين.
وأقيم قداس ختامي للتطواف في كاتدرائية سيدة النجاة.
يتم قراءة الآن
-
خطف نساء الساحل السوري: كرة النار تتدحرج والشارع يغلي!
-
أبواب جهنم تُفتح ببطء... نتنياهو يفشل في تدمير المنشآت النووية الأساسية ماكرون: لا لإسقاط النظام الإيراني... فـوضى العراق لن تتكرر بقاء اليونيفيل جنوب لبنان: لمنع سقوط الخط الازرق
-
مَن يُنقذ إيران من الضربة النوويّة؟
-
«حبس أنفاس» في المنطقة... ولبنان لن يدخل الحرب باراك يتفهم موقف عون: تأجيل البحث بملف السلاح الصواريخ الايرانية تنقل الصدمة والترويع «لاسرائيل»
الأكثر قراءة
-
واثقون من عقلانيّة حزب الله
-
باراك للمسؤولين : تعاونوا مع "سوريا الشرع"... أسرعوا بنزع السلاح وسأعود بأجوبة خلال أسابيع عون يُصارح الأميركيين : التطوّرات أخّرت التنفيذ... وسنكثف الإتصالات!
-
اللواء شقير اجتمع مع دبور وعردات ... وإجراءات "إسرائيليّة" تعوق عودة الأحمد فصائل فلسطينيّة ترفع رؤية الى رئيس الجمهوريّة تتضمّن مطالب منها الأمن
عاجل 24/7
-
10:43
وزير الخارجية الإيراني: لن نجري محادثات مع أميركا لأنها شريكة في الجريمة الإسرائيلية بحقنا
-
10:29
هيئة الضرائب الإسرائيلية: إجلاء أكثر 8100 إسرائيلي من منازلهم جراء تضررها من القصف الإيراني
-
10:08
إعلام إيراني: تفعيل الدفاعات الجوية في طهران
-
09:34
الوكالة الدولية للطاقة الذرية: تضرر مبان رئيسية في مجمع آراك النووي للماء الثقيل نتيجة القصف "الإسرائيلي"
-
09:28
السلطات الإيرانية: تضرر 5 مستشفيات الأسبوع الماضي من جراء ضربات "إسرائيلية"
-
09:27
قائد الحرس الثوري في جنوب طهران: تدمير مسيرتين صغيرتين في منطقة مصفاة طهران للنفط الليلة الماضية
