منذ عدة ايام نُشرت مقابلة ودراسة للطبيب الجراح رامي رشكيدي حول المستجدات في جراحة العمود الفقري، ومزايا جراحة هذا العمود طفيفة التوغل، وفي اي حالة يمكن استخدام هذه التقنية. وهل هي مناسبة لجميع المرضى؟. فعادت بي الذاكرة الى اليوم المشؤوم في تاريخ لبنان وشعب لبنان، يوم حصول انفجار المرفأ. إذ اصبت في رأسي مع عدة قطب، وفي يدي التي انكسرت على "الكوع"، وفي اصبعي. يومها قال لي إبن شقيقي الدكتور داني ان الصورة اظهرت كسراً كبيراً في ادق منطقة في اليد، وانه يجب إجراء عملية جراحية. وقال لي ان زميله في الدراسة في اميركا الدكتور رامي رشكيدي شاطر وإنساني. واجرى الدكتور رامي العملية التي استغرقت عدة ساعات. وخرجت من المستشفى. ومن باب الحشرية سألت الدكتور داني: من اين الدكتور رامي وما هي طائفته، لانني رأيت عشرات المرضى من الطائفة الشيعية الكريمة وتحديداً من الضاحية يترددون عليه. فأجابني بأنه لا يعلم. مع انهما امضيا في اميركا اكثر من ثماني سنوات.
وفي زيارتي التالية للدكتور رامي قال لي ضاحكاً بأن الدكتور داني اخبره وبأن إسمه "يُضيّع"، وهو لا يضع اي علامة او اشارة ولا يتلفظ بعبارات تدل على طائفته. واضاف مبتسماً: انا من طرابلس من طائفة الروم الارثوذكس.
أروي هذه الواقعة لاؤكد على ما يقوله لي اقربائي في اميركا وكندا وفنزويلا واستراليا وهم بالمئات، بأن احداً لا يسأل في هذه البلدان عن طائفة الآخر ويتعاملون مع بعضهم على اساس الانسان والكفاءة والمزايا الاخلاقية.
ولكن المؤسف هو ان هؤلاء الاقرباء يستطردون قائلين وبتعجب بالغ، ان اصدقاءهم المغتربين يتغيرون ما ان تطأ ارجلهم ارض لبنان. فيتكلمون بالمناطقية والطائفية، وبحقوق كل طائفة والغبن اللاحق بها...الخ. وهو امر يدعو للاستغراب ويطرح التساؤل حول الاسباب:
- هل لان الطبع يغلب التطبع.
- ام لان الاختلاط في لبنان، وما يدلي به كل طرف يجعل من يقيم فيه مهتماً بالموضوع، لان الانسان، كما يقال، إبن بيئته.
- ام لان العدد الكبير من الزعماء والقياديين (ولنركز على كلمة القياديين) يتكلمون بلغة المناطقية والطائفية لكسب العطف والتأييد.
- ام لانه يكون في زيارة سياحية، او في فترة التقاعد لمدة طويلة، وتفكيره غير منصب على العمل ووجوب المتابعة.
اسئلة جديرة بالدراسة والإجابة عليها. إذ لا يمكن إيجاد حلول للآفات ومنها الطائفية البغيضة، إذ لم نعرف اسبابها.
نقيب المحامين السابق في بيروت
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
23:21
مسؤولة الخارجية في الاتحاد الأوروبي: قرار "إسرائيل" مواصلة بناء المستوطنات بالضفة يشكل انتهاكا للقانون الدولي.
-
23:21
يديعوت أحرونوت: العثور على ضابط "إسرائيلي" منتحر شارك في القتال بقطاع غزة في الأسابيع الماضية.
-
23:20
وزير الخارجية الايراني: حزب الله مستقل يتخذ قراراته بنفسه ولا نية لدينا بالتدخل في شؤون لبنان، والسلام في المنطقة سيكون أقل استقرارا من دون سلاح المقاومة في لبنان.
-
22:51
مستشفيات غزة: 32 شهيدا بنيران جيش الاحتلال "الإسرائيلي" في مناطق عدة بالقطاع منذ فجر اليوم.
-
22:50
وزير الخارجية البريطاني: الوضع في غزة مروع وتصرفات الحكومة "الإسرائيلية" تزيد من تقويض حل الدولتين.
-
22:50
الخارجية الإماراتية: دولة الإمارات تدين بشدة التصريحات "الإسرائيلية" عن "إسرائيل الكبرى".
