لم يتأخر رد ايران على الهجوم الاميركي الذي استهدف منشآتها النووية، وجاء بعد اقل من 48 ساعة، بضربة صاروخية استهدفت قاعدة العديد الاميركية في قطر.
وقد اعلنت طهران ان هذا الرد هو تحت عنوان «بشارة الفتح»، مؤكدة في بيان للحرس الثوري عن استهداف قاعدة العديد في قطر «بهجوم صاروخي مدمر وقوي». وقال البيان «هذه رسالة واضحة وصريحة للبيت الابيض وحلفائه، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لن تترك اعتداء على سلامة اراضيها وسيادتها وامنها الوطني، دون رد تحت اي ظرف من الظروف».
وقال الحرس الثوري محذرا «سنحول اي عدوان على ايران تسريعا لانهاء البنية العسكرية الاميركية في المنطقة».
واكدت طهران ايضا في بيان آخر للقيادة العسكرية «الدفاع عن سيادة وارض ايران، حتى لو احترق الشرق الاوسط».
وذكرت مصادر ايرانية ان القاعدة في قطر استهدفت بست صواريخ باليستية، فيما نقل موقع «اكسيوس» الاميركي عن مصادر اميركية سقوط 3 صواريخ في القاعدة. وقال مسؤول اميركي ان القاعدة كانت اخليت في وقت سابق باجراء احترازي.
بدورها، اكدت وزارة الدفاع القطرية التصدي للصواريخ، مشيرة الى اخلاء القاعدة مسبقا.
وقالت ان الهجوم لم يسفر عن ضحايا او اصابات. كما اكدت وزارة الخارجية ان قطر تحتفظ بحق الرد، مشددة في الوقت نفسه على الحل وفق المفاوضات والحوار.
وفي المقابل، اكد مجلس الامن القومي الايراني ان هذه الخطوة لا تهدد قطر، لانها بلد صديق وشقيق. واضاف: ضربنا قاعدة العديد الاميركية بستة صواريخ، لان اميركا ضربت منشآتنا بست قنابل.
في هذا الوقت، بقي الرئيس الاميركي في اجتماع مع وزير الدفاع والقيادة العسكرية المشتركة في غرفة العمليات لمتابعة الموقف. ونقلت عنه محطة الـ «سي ان ان» انه لا يرغب في مزيد من التدخل العسكري في المنطقة، ويريد ان تنتهي العمليات العسكرية بين ايران و«إسرائيل».
وجدد التأكيد ان الهجوم الاميركي على المنشآت النووية الايرانية الثلاث ادى الى تدميرها، معتبرا ان وسائل الاعلام التي تدعي غير ذلك كاذبة، وتحاول التقليل من شأن الضربة.
وقال مسؤول في البنتاغون ان القاعدة الاميركية في قطر تعرضت لصواريخ باليستية قصيرة ومتوسطة، وانه لم تحدث خسائر بشرية، بسبب اتخاذ اجراءات احترازية مسبقة.
ونقلت الوكالات عن مسؤول اميركي ان القوات الاميركية اتخذت استعدادات في عموم المنطقة تحسبا لهجمات اخرى، وهي في حالة تأهب قصوى في العراق.
وتخلل الهجوم الايراني اغلاق الاجواء في قطر والبحرين والامارات العربية المتحدة.
وطرحت اسئلة عديدة بعد الرد الايراني مساء امس وموقف الرئيس الاميركي، واعلان رئيس حكومة العدو نتنياهو عن قرب الانتهاء من تحقيق اهداف الهجوم «الاسرائيلي».
وذكرت تقارير ديبلوماسية ان فكرة اغلاق ايران لمضيق هيرمز صرف عنها النظر، لا سيما بعد زيارة وزير الخارجية الايرانية عباس عراقجي لموسكو ولقائه الرئيس الروسي بوتين، الذي وصف العدوان «الاسرائيلي» على ايران بانه غير مبرر، واكد دعم الشعب الايراني.
ووصف عراقجي الزيارة بانها جيدة، معربا عن ارتياحه لاجواء اللقاء.
وتعاملت المصادر بحذر تجاه الوضع، اكان على صعيد نتائج الرد الايراني ام على صعيد استمرار المواجهات المتصاعدة بين ايران و«اسرائيل».
وعلى الصعيد الميداني، نفذت ايران امس 3 هجمات صاروخية واسعة على «اسرائيل»، مستخدمة صواريخ باليستية نوعية، منها صاروخ خيبر لاول مرة وهو متعدد الرؤوس. واصابت الصواريخ اهدافا حيوية وعسكرية مهمة، منها مركز قيادة عسكرية في صفد، ومحطة طاقة في اسدود في الجنوب ادت الى انقطاع التيار الكهربائي عن 8 آلاف منزل ومبنى.
كما اغار الطيران «الاسرائيلي» بكثافة على طهران، واستهدف مطارات ايرانية والطرق المؤدية لمنشأة فوردو النووية. كما قصف اماكن مدنية مثل الاذاعة والتلفزيون والهلال الاحمر وسجن ايفين.
من جهة اخرى، نفذ الطيران «الاسرائيلي» عدوانا جويا جديدا واسعا على مناطق عديدة في النبطية وجزين، في اطار اعتداءاته وخروقاته المتكررة لاتفاق وقف النار.
جهود تحصين لبنان واجواء زيارة الموفد الاميركي
وفي خضم هذا الوضع المتفجر في المنطقة، تركز الاهتمام المحلي على تجنيب لبنان تداعيات او مخاطر الحرب التي شنتها «اسرائيل» واميركا على ايران.
وقالت مصادر مطلعة لـ«الديار» امس، ان ما ينقل عن اجواء الرؤساء الثلاثة يعطي انطباعا بان لبنان هو بمعزل ومنأى عن الحرب، مشيرة الى ان تاكيد الرئيس نبيه بري امام هيئة مكتب المجلس مجددا بان لا حرب في لبنان، يعكس اجواء بعبدا والسراي ايضا.
واضافت المصادر ان نتائج زيارة الموفد الاميركي توم باراك للبنان كانت جيدة، وانه ابدى تفهمه وارتياحه لاداء الدولة اللبنانية مع التطورات، منذ اعلان وقف اطلاق النار مع «اسرائيل».
مصدر: الجدل حول الحرب والسلم مفتعل وفي غير محله
وفي توصيفه للوضع الراهن، اكد مصدر سياسي بارز لـ«الديار» ان «اثارة الجدل حول الحرب والسلم في لبنان تجري احيانا بطريقة مفتعلة وفي غير محلها، لان اركان الدولة يبذلون جهودا جيدة ومثمرة لتحصين الوضع اللبناني، وتجنيبه مخاطر الحرب بين ايران من جهة واميركا و«إسرائيل» من جهة ثانية».
واضاف «لم يصدر عن لبنان اي موقف قبل هذه الحرب وخلالها، يعطي مبررا للعدو للقيام بالعدوان. فلبنان منذ اعلان وقف اطلاق النار التزم التزاما كاملا بهذا الاتفاق، كذلك فعل حزب الله، لكن العدو «الاسرائيلي» هو الذي يسعى وفق استراتيجية نتنياهو الى استمرار التصعيد وابقاء المنطقة في وضع متفجر».
وقال المصدر «ان المنطقة اليوم في بيئة متفجرة تطاول اي بلد فيها ومنها لبنان، وان ما يقوم به المسؤولون اللبنانيون هو موضع تقدير داخلي وخارجي».
الرئيس عون يعزي الشرع ويدين التفجير الارهابي
من جهة اخرى، توالت امس ردود الفعل المنددة للتفجير الارهابي، الذي استهدف كنيسة مار الياس للروم الارثوذكس في دمشق. وابرق رئيس الجمهورية جوزاف عون الى الرئيس السوري احمد الشرع معزيا بضحايا هذا التفجير الارهابي. ودان باشد العبارات هذا العمل الارهابي الجبان، مؤكدا تضامن الجمهورية اللبنانية رئيسا وشعبا مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة.
كما اتصل ببطريرك الروم الارثوذكس يوحنا العاشر اليازجي في الاطار نفسه.
جلسة الاثنين لاقرار الزيادة للعسكريين
على صعيد آخر، يعقد مجلس النواب جلسة تشريعية عامة يوم الاثنين المقبل، لمناقشة واقرار 9 مشاريع واقتراحات قوانين، ابرزها فتح اعتماد بقيمة 15،965،076،000،000 ليرة لاعطاء منحة مالية شهرية للعسكريين (١٤ مليون شهريا ) وللمتقاعدين العسكريين (١٢ مليون شهريا ) اعتبارا من 1/7/2025. وكان مجلس الوزراء اقر مؤخرا مشروع القانون هذا واحاله الى المجلس.
وقالت مصادر نيابية لـ«الديار» ان هذا البند سيكون من ابرز البنود على جدول اعمل الجلسة العامة، بعد ان اقرته اللجان المشتركة امس بالاجماع، وبعد ان تقرر في اجتماع هيئة مكتب المجلس النيابي الذي ترأسه الرئيس نبيه بري بعد ظهر امس، ادراجه في جدول اعمال الجلسة المرتقبة يوم الاثنين الى جانب 8 قوانين اخرى، ابرزها قرضان من البنك الدولي، واحد للزراعة وآخر للطاقة والكهرباء.
وأعلن نائب رئيس المجلس الياس بوصعب عن حرص الرئيس بري على الوفاء بما تعهد به، لجهة عقد جلسة تشريعية عامة قبل نهاية هذا الشهر، وهذا ما سيحصل بانعقاد الجلسة يوم الاثنين المقبل في 30 الجاري. واكد على مواكبة المجلس لعمل الحكومة في درس واقرار مشاريع القوانين، ومنها قروض البنك الدولي للقطاعات والامور الحيوية، مشيرا الى جلسات اللجان المتتالية بوتيرة سريعة في هذا المجال.
بري على موقفه
واستنكر مكتب المجلس برئاسة الرئيس بري بشدة التفجير الارهابي الذي استهدف كنيسة مار الياس في دمشق. وقال «ان الارهاب لا طائفة ولا دين له، وان رعاته هم اعداء الله ولرسالته السماوية السمحاء».
ونقل بوصعب عن الرئيس بري « انه عاد واكد لنا انه منذ اعلان وقف اطلاق النار الى اليوم لم تطلق المقاومة رصاصة واحدة، وانه باق على كلامه وانشاءالله يبقى لبنان محايدا، ولكن لا يكفي ان نكون نحن مقتنعين بذلك، المطلوب ان يقتنع العدو «الاسرائيلي» بذلك، لانه اذا وصل الى مكان يبحث منه عن مخرج فالخشية ان يفتعل هو مشكلة».
وقال مصدر نيابي لـ«الديار» ان الرئيس بري جدد تأكيده امام هيئة مكتب المجلس بان لبنان سيكون بمنأى عما يحصل من الحرب، التي تشنها «اسرائيل» على ايران، لكنه ابدى حذره من ان تلجأ الى العدوان على لبنان من دون اية حجة او مبرر، كما فعلت وتفعل دائما. واوضح المصدر ان الاجواء الراهنة تظهر بوضوح ان حزب الله ليس بوارد التدخل في هذه الحرب.
وكانت اللجان النيابية المشتركة اقرت امس، 3 قوانين ادرجت في جدول اعمال الجلسة العامة الاثنين المقبل هي: فتح الاعتماد لزيادة رواتب العسكريين والمتقاعدين العسكريين اعتبارا من 1 تموز المقبل. وقرض البنك الدولي لقطاع الزراعة، وقانون تمكين البلديات.
واثار عدد من النواب موضوع زيادة رواتب موظفي القطاع العام والمتقاعدين المدنيين. واقر وزير المال بهذا الحق لكنه قال، حسب مصادر نيابية لـ«الديار»، ان هذا الموضوع هو قيد الدرس بعناية، لا سيما لجهة درس تأمين المال الكافي لتغطيته. واشار الى ان الوزارة والحكومة تأخذان بعين الاعتبار درس الامور المتعلقة بوضع العاملين في القطاع العام، وانها تدرسها في الوقت الحالي.
يتم قراءة الآن
-
بشرى سارة من مصرف الاسكان : القرض بات ١٠٠ الف دولار لشراء السكن و١٠٠ الف للبناء و٥٠ الف للترميم حبيب للديار :هدفنا وقف نزف هجرة الشباب ولا وساطات بل منصة تقبل الطلبات
-
ثغرة قانونيّة تطيح المعلّمين وتُجمّل "الجريمة" بالرواتب القديمة! محفوض يُحذّر عبر "الديار" من استغلال المادة 29 لطرد الأساتذة دون مبرّر... ويُلوّح بالقضاء
-
رقصة الشيطان في رأس ترامب
-
إيران تردّ بقصف القاعدة الأميركيّة في قطر... وترامب لا يرغب بمزيد من التدخل العسكري صواريخ إيرانيّة نوعيّة تضرب أهدافاً حيويّة وعسكريّة في أسدود وصفد جلسة تشريعيّة الإثنين لإقرار الزيادة للعسكريين وقرضان من البنك الدولي للطاقة والزراعة
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
22:34
مجلس التعاون الخليجي: نعرب عن التضامن التام مع دولة قطر ودعمنا لها فيما تتخذه من إجراءات تحفظ أمنها واستقرارها، ونطالب مجلس الأمن والمجتمع الدولي بوقف الحرب والدفع لمواصلة المفاوضات الإيرانية الأميركية.
-
22:32
مجلس التعاون الخليجي: ندين هجوم إيران الصاروخي على قاعدة عسكرية بقطر وهذا انتهاك مرفوض لسيادة قطر ولحسن الجوار.
-
22:10
وسائل إعلام "إسرائيلية": العثور على جثة جندي مفقود في خان يونس ما يرفع عدد قتلى الكمين إلى 4.
-
21:57
نتنياهو: انضمام الولايات المتحدة حدث تاريخي وثمرة جهود قدتها مع الوزير ديرمر، وإذا حاولت إيران إعادة بناء برنامجها النووي فسندمره.
-
21:55
رئيس الوزراء "الاسرائيلي" بنيامين نتنياهو: 28 قتيلا و1472 مصابا في "إسرائيل" جراء الهجمات الإيرانية.
-
21:32
الرئيس الايراني مسعود بزشكيان: مستعدون لحل الخلافات مع أميركا وفق الاطر الدولية.
