اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يقال إن الكذب ملح الرجال وكأن الكذب شطارة، أو مهارة اجتماعية، أو ضرورة لا غنى عنها. لكن الحقيقة المرة هي أن الكذب لم يكن يوما دليل قوة، بل هو في جوهره ملح اصحاب العقد النفسية بل ملح الضعفاء.

الكاذب لا يكذب لأنه ذكي، بل لأنه خائف. خائف من قوة الآخرين وتأثيرهم عليه. هو يهابهم، لذلك يكذب عليهم ليل نهار وقبل وبعد الترويقة.... وكل دقيقة!!

يكذب ليخفي عجزه امامهم أو ليجمل صورته، أو يهرب من مواجهة الحقيقة.

هو لا يملك شجاعة الصدق، ولا يتحمل نتائج كلماته أو أفعاله ولا يقدر على مواجهة الأقوياء ولا يجرؤ على الاعتراف بنجاحاتهم، هو دائما متوتر في حضورهم ويتجنب مقابلتهم. فيلجأ إلى الكذب كدرع هش يغطي به ضعفه هذا.

في البيت، يكذب لأنه ليس على قدر المسؤولية فتنهار صورته حين يكتشفون الحقيقة.

في العمل يكذب لأنه لم ينجز المطلوب أو غير قادر على تحمل المهام

في العلاقات يكذب ليحافظ على مظهر الحب، بينما قلبه خاو

في السياسة والمجتمع، يكذب ليبرر فشله، فينحدر مستوى الثقة وتضيع الحقوق

في العمل في الشأن العام يكذب مرتين حين يعد ولا يف بوعده وحين يسرق فكرة غيره وينسبها اليه لاحقا بعد أن عمل على تفريغ محتواها من قيمته.

الأخطر عند هذا النوع من الكاذبين هو أن الكذب لا يتوقف عند كذبة واحدة، بل يولد سلسلة من الأكاذيب لحمايتها. ومع الوقت، يفقد الإنسان إحساسه بالحقيقة، ويعيش في عالم وهمي بناه بلسانه المرتجف وبقراراته العشوائية والفردية والتي تصب في مصلحته فقط لتبييض صورته امام ذاته حين يراها على المرآة .

لكل كاذب محترف قدوة في الكذب، فهو دائم التعلم منها إن كان في فنون الكذب وألاعيبه أو في تدوير الزوايا وتخوين النوايا او في سرقة الأفكار وتقليل قيمة أي برعم واعد بل تقليمه من جذوره.

لماذا الكذب ملح الضعفاء؟

لأن القوي يواجه كل الأفكار بعقلانية وإنفتاح

لأن القوي يعترف بقوة غيره

لأن القوي يتحمل نتائج أفعاله

لأن القوي يريد مصلحة المجتمع عامة

لأن القوي لا يخاف من تقدم من يحيط به

لأن القوي قائد بالفعل، يزداد قوة عندما يقوى من معه

أما الضعيف، فيختبئ خلف الكلمات الملتوية، والقرارات الأحادية الرأي وتضليل الناس بالأفكار الغير واقعية. هويزين الفشل بالتبرير، ويخدر ضميره بأكاذيب مريحة.

في مسيرتي المهنية والتطوع للعمل في الشأن العام صادفت الكثير من هؤلاء الكذبة الجبناء ، صدقتهم كثيرا، ليس لأني لا سمح الله غبيا، بل لأن إيماني في العمل في الشأن العام لبلدتي جزين ولوطني كان هو الاساس.

لهؤلاء محترفي الكذب اقول:

اعترفوا بخوفكم، فالصدق يبدأ من شجاعة الاعتراف

دربوا انفسكم على قول الحقيقة، ولو كانت موجعة

تذكروا أن الكذب سهل الآن... لكنه مكلف لاحقا.

اختاروا أن تحترموا لصراحتكم وشفافيتكم، لا أن تعجب الناس بأكاذيبكم.

الكذب ليس مهارة اجتماعية، بل علامة ضعف،

فإذا أردت أن تكون حرا، قويا، محترما ومحبوبا، اعتذر إلى من أسأت إليهم اليوم قبل الغد واعترف امام الله أنك أخطأت اليه قبل كل شيء واعتنق الصدق دينك مدى حياتك.

الكاذب يخشى الكاذب لأنهم أعداء الكار

والصادق لا يهاب الصادق لأنهم احرار


الأكثر قراءة

بشرى سارة من مصرف الاسكان : القرض بات ١٠٠ الف دولار لشراء السكن و١٠٠ الف للبناء و٥٠ الف للترميم حبيب للديار :هدفنا وقف نزف هجرة الشباب ولا وساطات بل منصة تقبل الطلبات