اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يُعتبر كيس اللثة من المشكلات الشائعة في طب الفم والأسنان، والتي قد تبدو بسيطة في بدايتها لكنها قد تحمل مضاعفات صحية إذا لم تُعالج في الوقت المناسب. ويُعرّف كيس اللثة على أنه تجويف أو كيس صغير مملوء بالسوائل أو الصديد يتكوّن داخل اللثة أو تحتها، غالبًا نتيجة لعدوى بكتيرية مزمنة أو التهابات متكررة في جذور الأسنان أو الأنسجة المحيطة بها.

تظهر أكياس اللثة عادة على شكل انتفاخ صغير أو كتلة طرية في اللثة، وقد تكون غير مؤلمة في البداية، مما يدفع بعض الأشخاص إلى تجاهلها أو تأجيل زيارة الطبيب. لكن مع مرور الوقت، قد يبدأ المريض في ملاحظة أعراض مقلقة مثل الألم المتزايد، أو الطعم السيئ في الفم، أو حتى خروج صديد من الكيس، وكلها علامات على تفاقم الحالة وتحوّلها إلى خراج لثوي أو التهابات أعمق في الأنسجة.

تكمن خطورة كيس اللثة في احتمال تطوّره إلى حالة أكثر تعقيدًا في حال عدم التعامل معه بشكل طبي. إذ يمكن أن تمتد العدوى من الكيس إلى العظم المحيط بجذر السن، مما يؤدي إلى ضعف ثبات السن أو فقدانه تمامًا. وفي حالات نادرة، قد تنتشر العدوى إلى مناطق أخرى من الجسم عبر مجرى الدم، مسببة مضاعفات صحية خطرة، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، مثل مرضى السكري أو الذين يخضعون لعلاجات مثبطة للمناعة.

ومن المهم التمييز بين كيس اللثة والخراج، إذ إن الكيس يكون عادة مزمنًا وناتجًا من تهيّج أو التهابات طويلة الأمد، بينما الخراج يظهر فجأة وغالبًا ما يكون أكثر إيلامًا. ومع ذلك، فإن كليهما يستدعي التقييم الطبي السريع، لأن إهمالهما قد يؤدي إلى ن النتائج الخطرة نفسها.

في بعض الحالات، قد يكون كيس اللثة ناتجًا من مشكلة في السن المجاور، مثل تسوس عميق أو تموّت العصب، أو حتى كيس جذري يتكون عند نهاية الجذر. لذلك، لا تقتصر المعالجة على تصريف الكيس فقط، بل يجب تحديد السبب الجذري وعلاجه، وقد يشمل ذلك علاج العصب، أو خلع السن، أو إجراء جراحي بسيط لإزالة الكيس بالكامل.

ينبغي التوجه إلى طبيب الأسنان فور ملاحظة أي كتلة أو انتفاخ غير طبيعي في اللثة، خاصة إذا كان مصحوبًا بأعراض مثل الألم، التورم، طعم معدني أو مر في الفم، خروج صديد، أو حتى صعوبة في المضغ أو فتح الفم. وكلما كان التدخل مبكرًا، كانت فرص العلاج السريع وتفادي المضاعفات أعلى.

عادةً ما يقوم الطبيب بتشخيص الحالة من خلال الفحص السريري وأشعة سينية لتحديد عمق الكيس وموقعه بدقة. وقد يتطلب العلاج إجراء شق لتصريف السوائل، أو تناول مضادات حيوية، أو الخضوع لإجراء جراحي بسيط في العيادة.

وفي جميع الحالات، تظل الوقاية دائمًا خير من العلاج، إذ إن الحفاظ على نظافة الفم الجيدة، وتنظيف الأسنان بانتظام، وزيارة طبيب الأسنان دوريًا، كلها عوامل تساهم في تقليل خطر الإصابة بأكياس اللثة أو غيرها من مشاكل الفم المزمنة.

في الختام، لا ينبغي التقليل من شأن كيس اللثة، فرغم أنه قد يبدو بسيطًا ظاهريًا، فإن إهماله قد يؤدي إلى تداعيات خطرة على صحة الفم والجسم عمومًا. لذا، فإن المتابعة الطبية السريعة والتعامل الجاد مع أي أعراض تظهر في الفم، يُعدان أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على صحة الأسنان واللثة على المدى الطويل.

الأكثر قراءة

ساعة اهتزت عظام نتنياهو