منذ حوالى الثلاثين سنة، وفي عرس احد زملائي في المكتب، مكتب النائب المحامي المرحوم اوغست باخوس، قالت لي السيدة سعاد ارملة المحامي منير شحاده (شريك الاستاذ اوغست في مكتب رياض الصلح)، عقبالك استاذ ناضر. فأجبتها يومذاك: اين نجدهن؟. فأجابت قائلة عبارتها الشهيرة التي اذكرها يوميا للتعبير عن الموقف الذي سأتكلم عنه في هذه المقالة: البنات المناح مخبايين.
وإزاء تعجبي اردفت قائلة: انتم تفتشون عن الصبايا من بين اللواتي يظهرن في المجتمع وفي المطاعم والمقاهي والملاهي مع مظهرهن اللافت، في حين انني اؤكد لك ان البنات المناح مخبايين، ويجب ان تفتشوا عليهن.
وبقيت هذه العبارة في ذهني ارددها كلما قررت ان اعطي مثلا في السياسة وفي الانتخابات، وفي اختيار المستشارين...الخ.
وبالفعل:
اولا: في الانتخابات النقابية، يعتقد البعض ان من يظهرون بشكل دائم في بعض المقاهي وعلى الارض هم الناخبون الاقوى. في حين ان اصوات الناخبين المطلقة لا تظهر بهذا القدر على الشاشة. والمرشح القوي هو من يعرف اولئك الناخبين الذين ليسوا محرجين في انتخابه، بعكس الذين يختلطون كثيرا مع جميع المرشحين فيصبحون احيانا في حالة إحراج وعددهم ضئيل جدا، ويتنقلون - هم ذاتهم - من لقاء الى لقاء.
البارحة، مر بي احد الزملاء الذي يعتبر نفسه مفتاحا انتخابيا. اخبرته عن مشروع مقالتي هذه. فأجابني ان الذين على الارض هم الاقوياء، فسألته هل انت منهم. اجابني بالايجاب. ففتحت دليل المحامين، وكنت قد استعملت هذه الطريقة مع ثلاثة غيره، وقلت له: من تعرف من الزملاء في هذه الصفحات؟ فكان كل ثلاث او اربع صفحات يشير الى زميل يعرفه. فقلت له: هل فهمت الآن معنى ما سأكتبه في مقالتي؟. اجابني: حلوة هيدي نظرية الاسماء المخباية.
ثانياً: في اختيار المستشارين. كثيرا ما نرى المسؤول يختار المستشارين من بين اولئك الذين يظهرون كثيرا على شاشات التفلزة ووسائل الاعلام، ويعتقد انهم الاقوى في ميدان عملهم. وهذا الامر غير صحيح على الاطلاق. فتراهم يختارون رجال قانون غير أكفاء (خصوصا في بعض الوزارات حيث يأتي كل وزير بمستشارين من حزبه) ومستشارين امنيين لا يعرفون شيئا، ومستشارين اجتماعيين لا يجيدون تقديم النصائح الصحيحة والمفيدة، خصوصا في ميدان كيفية التصرف، وكيفية الظهور. واقولها بكل صراحة وبكل جرأة وشجاعة لو كنت مكان المسؤولين لكنت استعنت بأسماء كفوءة لا تظهر على الشاشات (على طريقة الناس المخباية) مثل المحامي منصور بو صادر والمحامي الدكتور رزق زغيب في ما يتعلق بالقوانين والامور الدستورية والادارية. ولكنت استعنت بالعميد مارون حتي وبالعميد فادي داود للشؤون العسكرية. ولن اتمادى في الاسماء ولدي مجموعة كبيرة في مختلف المجالات. هكذا يكون المستشارون وليس مثل بعض الذين باتوا يمرون ولا يلقون التحية كما اخبرني احد الاصدقاء عن بعضهم وقد كبرت الخسة في رؤوسهم. فمن غير المسموح اعطاء هؤلاء الاولوية على غيرهم والاستفادة من هذا المركز.
كلام لن تسمعوه إلا من الاحرار الذين لا زعيم فوق رأسهم، ولا مسؤول يعطيهم التعليمات والاوامر، والشاطر يفهم.
نقيب المحامين السابق في بيروت
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
23:21
مسؤولة الخارجية في الاتحاد الأوروبي: قرار "إسرائيل" مواصلة بناء المستوطنات بالضفة يشكل انتهاكا للقانون الدولي.
-
23:21
يديعوت أحرونوت: العثور على ضابط "إسرائيلي" منتحر شارك في القتال بقطاع غزة في الأسابيع الماضية.
-
23:20
وزير الخارجية الايراني: حزب الله مستقل يتخذ قراراته بنفسه ولا نية لدينا بالتدخل في شؤون لبنان، والسلام في المنطقة سيكون أقل استقرارا من دون سلاح المقاومة في لبنان.
-
22:51
مستشفيات غزة: 32 شهيدا بنيران جيش الاحتلال "الإسرائيلي" في مناطق عدة بالقطاع منذ فجر اليوم.
-
22:50
وزير الخارجية البريطاني: الوضع في غزة مروع وتصرفات الحكومة "الإسرائيلية" تزيد من تقويض حل الدولتين.
-
22:50
الخارجية الإماراتية: دولة الإمارات تدين بشدة التصريحات "الإسرائيلية" عن "إسرائيل الكبرى".
