نجح الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقف النار بين اسرائيل وايران بعد أن ختمت طهران الحرب بضربة عسكرية لقاعدة العديد في قطر استوعبتها واشنطن بديبلوماسية، وبعد ضربة عسكرية صاروخية ايرانية واسعة استهدفت أكثر من منطقة في اسرائيل سبقت وقف إطلاق النار تلبية لحسابات ايرانية تحت عنوان أن «الكلمة الأخيرة» في الحرب هي لها.
لا شك أن الرابح الفعلي في هذه الحرب لا هي اسرائيل ولا ايران وإنما الولايات المتحدة الأميركية وحسابات رئيسها دونالد ترامب الذي كرّس نوعا من «التوازن النسبي» بين اسرائيل وايران دفعهما إلى «تنازلات مقبولة». فلا اسرائيل أنجزت «تغيير خريطة الشرق الأوسط» وتمكنت أن تهيمن على دول محيطة لأربعماية مليون مسلم. ولا ايران احتفظت بـ»الهلال الشيعي» بعد سقوط سوريا وإنهاك «الأذرع الايرانية» في الخارج. أما كلام رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو عن أن اسرائيل تحوّلت إلى «دولة عظمى» بفعل هذه الحرب فهو «مبالغة عظمى». فإذا كانت المعارضة الاسرائيلية قد ساندته بقوة خلال هذه الحرب فإنها الآن ستعود إلى طرح الأسئلة الصعبة عليه من حيث الإنجازات التي حققها ومن حيث كون ايران تحتفظ بالأسلحة البالستية وبكونها ستمضي في تخصيب اليورانيوم وفي حقها بامتلاك المعرفة النووية للاستخدام السلمي لها.
وبالتأكيد تخرج ايران أكثر تماسكا من هذه الحرب خصوصا بعد اكتشافها للخلل الناجم عن الإختراق الاسرائيلي لها في عدد كبير من العملاء بأدوار عسكرية وصلت إلى بناء قواعد تجسسية ومحطات لإطلاق طائرات مسيّرة استهدفت علماء نوويين وقواعد لإطلاق الصواريخ. وقد تبيّن خلال الحرب أن هناك تقاسما وظيفيا بين الإتجاهين الإصلاحي والمحافظ بحيث أن الشأن السياسي تًركت المهام فيه للإصلاحيين ولرئيس الجمهورية مسعود بزشكيان ولوزير خارجيته عباس عراقجي فيما الشأن العسكري تولاه الحرس الثوري. أما «القرارات النهائية» فكانت للمرجع الأعلى الإمام خامنئي.
الواضح في هذه الحرب أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب نجح في خداع كل من ايران واسرائيل على السواء. فهو ورّط نتنياهو في الحرب تحت عنوان «الحؤول دون التخصيب النووي وامتلاك ايران لقنبلة نووية» وخداع ايران في «وقف التفاوض» بعد أن كان الطرفان الأميركي والايراني قد توصّلا في عمان إلى «ورقة تفاهم» تسبق لقاء يوم الأحد المحدد للتوقيع النهائي وحيث كانت اسرائيل قد شنّت حربها على ايران بعد «تفاهم» عليها بين نتنياهو وترامب.
والسؤال إلى ماذا كان يرمي الرئيس الأميركي دونالد ترامب من كل ذلك؟
في العمق لا يوافق الرئيس الأميركي على دور لليمين الديني اليهودي برئاسة نتنياهو في الاقليم والمنطقة يرمي إلى التوسّع الجغرافي والهيمنة السياسية. فهو يريد أن تكون الولايات المتحدة الأميركية «الفاعل الرئيسي» وأن تلبّي الدولة العبرية ما ترمي إليه السياسة الأميركية من ضمن رؤية أميركية تًوزع الأدوار لدول المنطقة بما فيها ايران. فقد اكتشفت الإدارة الأميركية أن مطالب اسرائيل وايران كبيرة في «مجال النفوذ». من هنا شجّعت على الحرب بين الاثنتين كسرا لهذا النفوذ وحتى تكون واشنطن متحكّمة بالنتائج و»صفقات» ما يحسب له ترامب البراغماتي ورجل المفاجآت.
وفي نهاية الأمر لا ربح فعلي لاسرائيل ولا خسارة لايران ولا العكس. وإنما دمارفي الدولتين وتراجع في دوائر النفوذ. وتداعيات مرتقبة في أكثر من مكان في المنطقة ومزيد من التحكّم الأميركي.
والمهم أن لبنان في ظل السياسات العقلانية للرئيس العماد جوزاف عون نجح في ترجيح الولاء للدولة على الولاءات الطائفية ما يعطي لبنان «أوراقا إضافية» في التفاوض خصوصا وأن المنحى العام الأميركي هو توفير الإستقرار في «الدائرة الأوسطية» ولبنان أساسي في هذا الإستقرار.
يتم قراءة الآن
-
إسرائيل تسعى الى منطقة عازلة من حاصبيا الى السويداء ودرعا جبل الشيخ والجولان سيتحوّلان الى نقاط استثمارات دوليّة واشنطن والرياض تسعيان لانقلاب أبيض يُغيّر موازين القوى في لبنان
-
من هو الشريك المسيحي الذي يراهن عليه في لبنان؟ جنبلاط صاحب قرار "الحرب والسلم" في الجبل... يختار المصالحة وشريكه فيها
-
انه السقوط الأخير للشرق الأوسط
-
سورية تتعرّى من عظامها
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
15:38
"سانا": قوات الأمن الداخلي بدأت الانتشار في السويداء لإنفاذ المرحلة الأولى من تفاهمات وقف إطلاق النار
-
15:30
وكالة سانا: تشكيل لجنة طوارئ حكومية لتسريع إدخال المساعدات الإنسانية والطبية للسويداء
-
15:28
تجمع عشائر الجنوب يدعو لإطلاق سراح جميع المحتجزين من أبناء العشائر دون أي تأخير كخطوة أولى لبناء الثقة
-
15:27
الصفدي أكّد وقوف الأردن وتضامنه الكامل مع سوريا وأمنها واستقرارها وسيادتها وسلامة أراضيها ومواطنيها
-
15:27
الصفدي ثمّن الدور الأساسي الذي تقوم به الولايات المتحدة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بالسويداء
-
15:21
وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي والمبعوث الأميركي إلى سوريا توم برّاك يبحثان في عمان تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في محافظة السويداء
