اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

الحوار هو أساس التواصل الفعّال بين الأفراد، وتربية الأطفال على الحوار المفتوح والصريح تعزز من قدرتهم على التعبير عن أنفسهم وتقبل آراء الآخرين مهما اختلفت.

في زمن كثرت فيه الصراعات، وضعف فيه الإصغاء، وصارت الصرخات تعلو على الكلمات... نسأل أنفسنا: كيف نربي أولادنا على الحوار؟

كيف نزرع فيهم القدرة على التعبير، والإنصات، واحترام الرأي الآخر؟

مقالتي اليوم ليست فقط للأهل... بل لكل من يسهم في صناعة جيل يعرف أن الحوار أقوى من الصراخ وأن المعرفة أهم من الجدال.

المتخصصون في مجالي التربية والإجتماع يرون أن الحوار هو المفتاح الأساسي لبناء شخصية متوازنة. عندما نعلم الطفل أن يعبر عن مشاعره وأفكاره بالكلام، نساعده على بناء ثقته بنفسه، وعلى فهم الآخرين. الحوار يعزز مهارات التفكير، ويقلل من العنف والتوتر داخل الأسرة. ومن الأخطاء الشائعة هو أن الأهل أحيانا لا يمارسون الحوار الحقيقي، بل يلقون الأوامر والمواعظ. في المقابل الحوار الحقيقي يعني أن أستمع بصدق، وأسمح لطفلي أن يختلف معي بدون خوف. يعني أن أطرح أسئلة، وأتقبل الإجابات حتى لو لم تعجبني.

أسلوب السؤال ونبرة الصوت والتحفيز والمرونة والإنصات وموضوع الحوار وتوقيته، عوامل أساسية تجعل من أولادنا أشخاصا موزونين يجيدون فن الحوار والكلام اللائق والتواصل الإيجابي في المجتمع. لتحقيق هذا الأمر لا بد من خطوات عملية.

عندما يتحدث طفلك، امنحه انتباهك الكامل، استمع بإنصات واهتمام لما يقوله وعبر عن تفهمك لمشاعره وآراءه.

شجع طفلك على التعبير عن مشاعره وأفكاره دون خوف. أظهر له أن رأيه يحترم ويقدر.

استخدم النقاشات اليومية كفرص لتعليم اولادك كيفية تبادل الأفكار والآراء بطرق محترمة وهادئة.

على الأهل أن يكونوا قدوة لأطفالهم في الحوار في البيت وفي المجتمع إذ عليهم أن يكونوا المثل الحسن امامهم وأن يعبروا عن آرائهم باحترام مطلق.

علم طفلك مهارات الحوار الأساسية مثل الانتظار حتى ينتهي الشخص الآخر من الحديث، والرد بلباقة، وطرح الأسئلة لتوضيح الفهم وكافئه عندما يظهر مهارات حوار جيدة، مثل الاستماع الجيد والتعبير بوضوح واحترام. علم طفلك أن الاختلاف في الآراء هو جزء طبيعي من الحوار وأن تقبل وجهات النظر المختلفة أمر ضروري.

تأكد من أن طفلك يشعر بالأمان للتحدث عن أفكاره ومشاعره دون خوف من الانتقاد أو السخرية.

طرق كثيرة واساليب متعددة تنقل أولادنا من ضفة الرفض والغوغائية في الحديث إلى صفة تقبل الآخر والوضوح في التعبير وإتقان فن الحوار.

دعونا نبدأ اليوم... لأنّ الكلمة التي نقولها لأولادنا اليوم ستبني مستقبلهم غدا.


الأكثر قراءة

حسين السلامة بين التطبيع والتصفية: لماذا اختارت تل أبيب قصف قلب دمشق؟