اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

كشف الأمين العام لحزب الله​ الشّيخ نعيم قاسم، "أنّنا عرفنا بـ"​طوفان الأقصى​" يوم السّابع من تشرين الأوّل 2023، كما عرف العالم، والإخوة في قيادة حركة "​حماس​" في الدّاخل قاموا بهذا الإجراء العظيم والمؤثّر والانقلابي والّذي غيّر وضع المنطقة، ولم نعلم به"، مبيّنًا أنّ "خبر عمليّة "طوفان الأقصى" وصل إلى الأمين العام السّابق للحزب السيّد حسن ​نصرالله​ بعد نصف ساعة من بدايتها".

وأشار، في مقابلة مع قناة "الميادين"، إلى أنّ "الفكرة الّتي بادر إليها السيد نصرالله هي إعطاء الأمر في اليوم التالي بقصف مزارع شبعا، على مبدأ أنها أرض لبنانية محتلة. واجتمع مجلس الشورى وقرّرنا الدخول في معركة إسناد وليس حرباً شاملة، لأن الحرب الشاملة يجب أن تكون لها استعدادات"، مركّزًا على أنّه "كان هناك ثمن أن يفتح حزب الله المعركة بشكل شامل، على قاعدة أنها ستكون استثنائية ويمكن أن تعطي نتائج غير عادية. والدخول في حرب شاملة يجب أن يكون له استعدادات، وهو ما لم يكن متوافرا".

وأوضح قاسم "أنّنا لو خضنا الحرب الشاملة، لكان هناك دمار وخراب وتدخل أميركي وتوسّع للأمور على نحو أكبر، من دون تحقيق الأهداف المطلوبة. لكن الهدف من المساندة كان التخفيف عن غزة، ودفع الإسرائيلي نحو الذهاب إلى الحل"، لافتًا إلى أنّه "لم يكن هناك تنسيق مسبق في بداية المعركة ولم نكن نعرف بها، وبالتالي لا نستطيع الدخول في معركة شاملة. وقد وصلتنا رسالة من غزة عبر أحد ما في لبنان، وكانت رسالة من محمد الضيف شخصيا".

وأفاد بأنّ "بعد مرور شهرين، أبلغنا الأخوة في "حماس" بأنهم مقتنعون بأن المساندة تكفي وتؤدي الغرض المطلوب. وقد تبين أن الإسرائيلي متغول جداً والدعم الأميركي مفتوح بشكل مطلق، ومع هذا الإجرام الإسرائيلي غير العادي كانت قناعتنا أن ما هو أكثر من المساندة لن يحقق المطلوب"، مؤكّدًا أنّ "المساندة أخذت بالاعتبار كيف نخدم غزة، وفي آن معا كيف لا نلحق الضرر بلبنان".

وذكّر بأنّ "نصرالله كان دائما يكرر نحن لا نريد حربا في لبنان، وكنا نأخذ بالاعتبار الوضع اللبناني بما لا ينعكس سلبا على طريقة الأداء في المواجهة"، مشيرًا إلى أنّ "​وحدة الساحات​ كانت فكرة، لكن لم يتبلور شكل تنظيمي لها. وعندما جاء "طوفان الأقصى"، بدأ التنسيق تحت عنوان وحدة الساحات الطبيعية، بسبب وحدة الأهداف التي نؤمن بها بشكل مشترك. وكل ساحة قدمت في مواجهة الكيان الإسرائيلي بحسب تقديراتها وظروفها".

وأضاف قاسم: "معلوماتي أن ​إيران​ لم تكن على علم بطوفان الأقصى، بل حتّى أن قسما من قيادة حماس بالخارج لم يكن على علم بها كذلك. والإيرانيون درسوا وقدموا بما اعتبروا أنهم يستطيعون القيام به في هذه المرحلة"، مبيّنًا أنّ "الدعم عسكريا وماليا وسياسيا وإعلاميا واستخباريا وكل ما يرتبط بهذا الأمر كانت إيران تقوم به".

كما لفت إلى "أنّنا شكلنا لجنة تحقيق مركزية بحادثة انفجار أجهزة "البيجر"، ولم ينته عملها بالكامل، وأنشأنا معها لجان تحقيق فرعية في قضية البيجر واستشهاد السيدين نصرالله وهاشم صفي الدين"، موضحًا أنّ "اللجنة المركزية ما زالت تعمل، لكننا وصلنا إلى بعض القواعد العامة الواضحة تماما بناء على التحقيقات".

وشرح أنّ "موضوع البيجر بدأ بثغرة كبيرة، بحيث كان الإخوة يعتقدون أن عملية الشراء مموهة، لكن تبين أنها كانت مكشوفة للإسرائيلي، وأن نوع المتفجرات الذي وضع في البيجر استثنائي ولا يمكن كشفه عبر آلية الفحص التي كان يتبعها الإخوة. وعملية شراء أجهزة البيجر المتفجرة تمت في السنة أو فترة السنة ونصف السنة الأخيرة"

وأشار الشيخ قاسم إلى أن الحزب عاد ووقف على قدميه رغم التضحيات الكبيرة التي منحت زخمًا في الوقت ذاته، مؤكدًا أن الحزب انتصر من خلال الحفاظ على الألفة الداخلية في لبنان، وفشل الاحتلال الإسرائيلي في إثارة أي فتنة داخلية.

وأكد “عمليًا، نحن لا نستطيع أن نبقى صابرين إلى ما شاء الله، وتوجد حدود في النهاية”، موضحًا أنه ليس في موقع لتحديد الآليات أو التوقيت.

وأكد الشيخ نعيم قاسم، أن الصمود الأسطوري في الجبهة قائم على ركنين أساسيين: الأول هو الشبان المقاومون الذين قاموا بعمل بطولي وأسطوري في الميدان، والثاني هو الدعم الآتي من الخارج.

وشدد الشيخ قاسم على أن حزب الله لا يسكت على الضيم، وأن على العدو كما الصديق أن يعلما جيدًا أن الحزب هو جماعة ميدان.

وكشف الأمين العام لحزب الله أن السيد حسن نصر الله أبلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري في 25 أيلول/سبتمبر بالموافقة على هدنة تمتد لـ21 يوماً، في إطار الجهود السياسية لاحتواء التصعيد.

وأوضح الشيخ قاسم أن الرئيس بري أرسل المقترح الذي ناقشه مع الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين إلى حزب الله، وتمت دراسته بشكل دقيق، حيث وُضعت عليه مجموعة من الملاحظات، قبل أن يُصار إلى إقراره والموافقة عليه بإجماع مجلس الشورى في الحزب.

وأكد الشيخ نعيم قاسم، أن الجمهورية الإسلامية في إيران فعلت كل ما عليها وأكثر، مشددًا على أن الدعم هو مشاركة، وما قدّمته إيران يُعدّ أقصى ما يمكن أن يُقدَّم، وقد أثمر ذلك نفعًا كبيرًا في الميدان.

وأضاف الشيخ قاسم أن سماحة الإمام السيد علي الخامنئي كان يتابع الأحداث في غزة ولبنان يوميًا، وتصل إليه التقارير أولًا بأول، وكان يحرص دائمًا على توجيه المسؤولين نحو الدعم والمتابعة المستمرة.

وحول الموقف من الساحة السورية، أوضح الشيخ قاسم أن حزب الله أعلن منذ اليوم الأول أنه لا علاقة له بالوضع السوري الداخلي، مضيفًا: “نتمنى أن يقف النظام السوري في مواجهة الكيان الإسرائيلي”.

وأشار إلى أن ما جرى في سوريا شكّل خسارة لمحور المقاومة بأكمله، لما كان لها من أهمية كطريق دعم عسكري للمقاومة، لافتًا إلى أن هذا التطور ترك أثرًا مباشرًا في غزة، بالنظر إلى أن النظام السوري كان من الداعمين الأساسيين للمقاومة الفلسطينية.

وشدد على أن سوريا يجب ألا تمضي في مسار التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، مشددًا على أن الشعب السوري لن يقبل بهذا الخيار.

ولفت الشيخ نعيم قاسم إلى ان من حق الحزب أن يتعامل مع المعطيات والتقارير الواردة بحذر ومسؤولية، موضحًا أن هناك تقارير من دول أجنبية وعربية تشير إلى وجود رغبة لدى بعض الأطراف في استخدام سوريا ضد لبنان.

من جهة ثانية، قال الشيخ قاسم “حول السلاح نريد أن نقوم بحوار بشأن الأمن الوطني وهناك ضغوط من أميركا وبعض الدول العربية على الرئيس عون باستخدام المقاومة لكنّه يعلم أنّ هذا الأمر فتنة”، واكد “نحن شركاء في بناء الدولة وهناك أناس يعملون على ألّا نكون كذلك، ولا نعيش ازمة خطر وجودي ونحن قد حالنا”.

ولفت الشيخ قاسم الى انه “سيكون لحزب الله على الصعيد السياسي حوارا واسعا وشاملا مع جميع الأطراف”، وتابع “حزب الله كيان قائم ومقاوم وهو الأكبر في لبنان وليس السلاح سبب بقائه بل السلاح سبب بقاء لبنان قويا”، واضاف ” نحن جزء من الحكومة ولا مشكلة لدينا في العلاقات بالدول العربية والخليجية على قاعدة الندية”.

وعن عمل القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان(اليونيفيل)، قال الشيخ قاسم “نحن مع استمرار عمل اليونيفيل في لبنان على أن تلتزم بموجبات مهمتها ولا يمكن لهم الدخول للأملاك الخاصة والقرى”.


الأكثر قراءة

بري الذي أذهل المبعوث الأميركي