اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


بعد تلقيه مراجعات من نواب ونقابات مختصّة ومعنيين حول استفحال انتشار الحشرات في غابات الأرز واليباس المستشري فيها هذا العام، كلّف وزير الزراعة نزار هاني العميد المشارك في الدراسات العليا للعلوم والتكنولوجيا في جامعة الروح القدس - الكسليك مدير "المركز الأعلى للبحوث" في الـUSEK الدكتور نبيل نمر للقيام غداً بجولة ميدانية على تلك الغابات لدحض المخاوف والحدّ من التهويل.

باقتضاب واضح يُغني عن شرحٍ مستفيض، يتحدّث نمر لـ"المركزية" عن حالة الغابات حالياً في ظل التغيّر المناخي الذي يشهده لبنان والمنطقة بل العالم... ويقول: إنه عام الجفاف بامتياز! فهو يتحكّم بالتربة على نحو بات من الطبيعي أن تتأقلم أشجار الغابات على أنواعها كالصنوبر وغيره، مع ظاهرة الجفاف وأن تحاول الاستغناء عن كمية محدّدة من "الخضار" في عملية يصحّ تسميتها بـ"التشحيل الذاتي" كي تحافظ على قدرتها على الاستمرار... وبنتيجة ذلك نلاحظ وجود أغصان يابسة، وهذا أمر طبيعي لأن الشجرة تحاول تأمين استمراريّتها.

"هذا الوضع لا يثير الريبة على الإطلاق" يطمئن نمر، إنما "ما يدفع إلى القلق هو انتشار حشرات تستفيد من هذا الوضع وتبدأ بالتكاثر بما يشكّل خطراً متنامياً على الغابات المنوَّه عنها. إذ بالإضافة إلى التشحيل الذاتي للأشجار، تقوم هذه الحشرات بنَخر الأخشاب اليابسة وتتسبّب بيباس الشجرة كلها وليس الأغصان فقط".

في ظل هذا الواقع، يكشف نمر عن "اتّساع رقعة انتشار بعض الفطريّات في أماكن معيّنة من الغابات نتيجة التغيرّات المناخيّة، ولكن هذه الفطريات تبقى ضئيلة بالمقارنة مع تكاثر الحشرات من جهة، والأضرار التي تسبّبها تلك التغيّرات من جهةٍ أخرى".

ولا يغفل الإشارة إلى أن "ارتفاع نسبة المساحة اليابسة بما يفوق النسبة العادية التي تشهدها السنوات السابقة في الحالات الطبيعيّة، وذلك بسبب شحّ المياه المتفاقم في الغابات"، ويتابع: إن نسبة متساقطات الأمطار المسجّلة هذا العام، لم تساعد في نموّ كميات كبيرة من الأعشاب التي تحوّلت بسرعة إلى ما يشبه مادة "فيول" قابلة للاشتعال السريع.

وعن أبرز أسباب الحرائق السنوية في الغابات والأحراج، يقول: نعلم جيداً أن غالبية الحرائق في لبنان سببها الإنسان وليس الطبيعة... إذ نادراً ما يتسبّب أي عامل طبيعي كالزجاج مثلاً أو غيره، باندلاع حريق في الغابات! من هنا، وللحدّ من معدل الحرائق السنوية من الضرورة جداً تنظيف محيط الغابات أو أطرافها وإزالة كميات الأعشاب والنفايات التي تسبّب الحرائق.

ويُشير في السياق، إلى أن "خطة مكافحة الحرائق التي وضعتها الحكومة قد لحظت هذه الأمور، إنما في نهاية المطاف، تبقى الجدوى في التطبيق... لأن الواقع المستجدّ على قطاع الغابات في لبنان يوجِب استنفار كل القطاعات وتتقدّمها البلديات التي عليها القيام بالمجهود الأكبر مع الإقرار بدور إدارات الدولة ومؤسساتها كافة المعنيّة بهذا الموضوع، لكن بطبيعة الحال هذه المهمة تتطلب استنفار هِمَم البلديات للعمل على تنظيف أطراف الغابات والتشديد على عامل المراقبة للجم المتنزّهين من رمي النفايات القابلة للاشتعال في محيط الغابات والأحراج".

"الحالة المُناخية استثنائية هذا العام، علينا التأقلم معها بعيداً من التهويل والذعر" يختم نمر. 

الأكثر قراءة

بري الذي أذهل المبعوث الأميركي