استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في قصر بعبدا، وفدا أوروبيا برئاسة سفيرة الاتحاد الأوربي في لبنان ساندرا دي وال، وسفراء الدول الأعضاء في الاتحاد.
في مستهل اللقاء، لفتت دي وال "الى تفاعل اوروبا مع الاهداف التي وضعها الرئيس عون، والكلام الذي عبّر عنه في خطاب القسم والذي كان طموحًا جدًا، وشكّل اساسًا للبنان للسنوات المقبلة، والتزام الاتحاد الاوروبي بشكل خاص بالحضور الفاعل في هذا البلد، ودعمه الذي لم يتوقف منذ العام 2023 في مشاريع ومساعدات اجتماعية وانسانية وتنموية، والتي تخطت الـ600 مليون دولار اميركي، اضافة الى المساعدات العسكرية للجيش اللبناني والقوى الامنية".
ورد الرئيس عون مؤكدا "ان الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء وقفوا دائما إلى جانب لبنان". واوضح انه في ما خص مسار الإصلاح والمشاركة مع صندوق النقد الدولي، "ليس لدينا أوهام انه لن يكون هناك تعافٍ من دون إصلاحات هيكلية حقيقية، وهي حاجة وطنية وليست فقط مطلبا دوليا. لهذا السبب بدأنا مسار الإصلاح ليس فقط في القطاع المالي، ولكن أيضًا عبر المجالات القضائية والمؤسسية".
اضاف: "نعمل بنشاط على التعيينات الرئيسية، مسترشدين بمبادئ الجدارة والشفافية، من أجل التحرك إلى ما بعد التعيينات السياسية وإعادة بناء الثقة بالدولة. لقد تم إحراز تقدم في الإصلاحات التي يطلبها صندوق النقد الدولي. إن قانون هيكلة المصارف في مراحل متقدمة في مجلس النواب، على امل ان يتم اقراره سريعا مع نهاية الشهر الحالي، ونحن نعمل في مجموعة مركزة رفيعة المستوى لوضع اللمسات الأخيرة على قانون الفجوة المالية. وقد عاد حاكم مصرف لبنان من زيارة ناجحة إلى واشنطن، ونحن متفائلون بشأن الانتهاء من الإطار قريبًا".
وعن مسألة النازحين السوريين قال: "ان لبنان تحمّل عبئا كبيرا لا يتناسب مع مساحته الجغرافية الصغيرة في استضافته لاعداد النازحين لاكثر من 10 سنوات. ومع استقرار الأوضاع في أجزاء من سورية، من العدل البدء في تسهيل عودة النازحين بطريقة آمنة وكريمة. يجب أن يتحول الدعم الدولي وفقًا لذلك، ويجب أن يحصل النازحون على الدعم داخل الاراضي السورية، وهذا ما كنا ننادي به منذ زمن.
وفي ما خص الوضع الامني على الحدود، قال: "هناك تعاون جيد جدا في هذا المجال".
وشكر عون الوفد على الدعوة التي وجهوها له لزيارة بروكسل، ومقابلة رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو كوستا، وأمل في ان يستطيع تلبيتها، وطالب الوفد بدعم لبنان من خلال:
- الاستعادة الكاملة لاراضيه وبسط سيادة الدولة عليها، عبر الديبلوماسية الفاعلة وتطبيقا للقرارات الدولية.
- اطلاق مبادرة شاملة لدعم الجيش اللبناني بكل الوسائل، ليتمكن من القيام بمهامه لجهة بسط سلطة الدولة على كافة الاراضي اللبنانية، وأجدد الاشارة الى المهام المتعددة المطلوبة من الجيش لجهة مكافحة الارهاب، وتأمين الحدود، والتنسيق مع اليونيفيل في الجنوب.
- رفع اي عقوبات اوروبية مفروضة على لبنان، حتى لو كان الهدف هو تشجيع اجراء الاصلاحات، واستبدال ذلك بتدابير محفزة من خلال تسهيل القروض لقيام مشاريع، والسير نحو تعاون لبناني اوروبي.
- كما يمكن عقد مؤتمر اوروبي- عربي لاعادة بناء لبنان، واحياء اقتصاده بالتوازي مع مسيرته نحو سيادته الكاملة امنيا وعسكريا".
وشدد عون على "ان لبنان اليوم يقف عند مفترق طرق: إما أن نمضي قدما بخطوات صعبة ولكنها ضرورية، أو نخاطر بانهيار أعمق. ان دعم و"شراكة" الاتحاد الأوروبي أمران حاسمان في هذه المرحلة، ليس فقط كجهات مانحة، ولكن كحلفاء استراتيجيين يؤمنون بمستقبل لبنان"، مضيفا " أنا ملتزم بمواصلة حوار منفتح، مباشر وبناء معكم، ان لبنان لن يستسلم".
حوار
ثم دار حوار بين الرئيس عون واعضاء الوفد حول العديد من المواضيع، وشدد السفراء الاوروبيون على تلاقي وجهة نظر بلادهم مع ما قاله الرئيس عون بالنسبة الى النازحين، وانهم بدؤوا بالفعل اتخاذ خطوات في هذا الاتجاه، وان التقديرات الاولية لدعم النازحين العائدين هي قرابة 100 مليون يورو، وقد تم تأمين حوالى 88 مليون منها من قبل الاتحاد الاوروبي.
وايّد السفراء ما قاله رئيس الجمهورية في ما خص التعاون مع "اليونيفيل" والجيش، وجدد الرئيس عون تأكيده على اهمية وجود "اليونيفيل" في الجنوب، كونها تشكل ارضية للتواصل مع الطرف الآخر، وما دام هناك اراض محتلة واسرى لم يفرج عنهم وفي غياب ترسيم للحدود، فإن وجود القوات الدولية في الجنوب عامل اساسي، وهو ما يسمح ايضاً للجيش باعادة تجهيز نفسه وقدراته في الجنوب. كما اعرب عن تقديره الكبير لما يقوم به الاتحاد الاوروبي على هذا الصعيد، وما يقوم به ايضا بالنسبة الى النازحين.
وعرض الوفد للمساعدات التي يقدمها الى القوى الامنية اللبنانية، فأشاد عون بهذه المبادرات، مشيرا "الى انها مهمة وتساعد على تخفيف الاعباء عن الجيش ليتفرغ لمهام اخرى، ومنها تأمين الحدود وامور استراتيجية اخرى".
وحول الاصلاحات الاقتصادية والمالية، اوضح عون انه "يعمل عن كثب مع كل من رئيسي مجلسي النواب والوزراء في سبيل تحقيق ذلك، والاسراع في اقرار القوانين المطلوبة من البنك الدولي او المنظمات الدولية".
اما في ما خص السلاح الموجود على الاراضي اللبنانية خارج اطار الدولة، فقال: "لا يزال لبنان ينتظر مفاعيل المبادرة التي تقدم بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لجهة عمل اللجنة المشتركة التي تشكلت وتطبيق هذه المبادرة، وهذا يأخذ بعض الوقت. ويتم العمل على سحب السلاح من بعض المخيمات في الجنوب، وفقاً لما نص عليه القرار 1701، ومن واجب السلطات الفلسطينية جمع السلاح من المخيمات وتسليمه الى الجيش".
اما في ما خص سلاح حزب الله، فأوضح "ان السفير توماس براك قدّم خريطة طريق، وسلّمناه ملاحظاتنا وتعليقاتنا، ولا نزال في انتظار تقديم ملاحظاتهم وتعليقاتهم. ليس هناك من وقت محدد، ولكن علينا رؤية ما ستؤول اليه الامور. ولكننا شرحنا له الظروف العملية والتزام الحكومة بالعمل في هذا الاتجاه، انما يجب ان يكون هناك حوافز في المقابل مع استمرار احتلال اراض والاحتفاظ بأسرى".
وعن الاحداث التي تحصل بين "اليونيفيل" والجنوبيين، قال "انها احداث محدودة وقليلة، وتتم معالجتها وتطويقها"، مضيفا "ان اهل الجنوب يقدّرون بالفعل، على اختلاف انتماءاتهم، الدور الذي تلعبه "اليونيفيل" هناك وليس فقط على الصعيد الامني، بل ايضا على الصعيد الاقتصادي والتنموي، وهناك جنوبيون يعملون في مشاريع تمولها القوات الدولية. وبالتالي ان امن عناصر "اليونيفيل" اساسي بالنسبة الى لبنان، والتعاون وثيق مع الجيش.
زوار قصر بعبدا
وكان اكد رئيس الجمهورية أمام وفد "نقابة المقاولين الثانويين والمتعاقدين الثانويين للأنشطة والخدمات البترولية"، "أنه يجري الاتصالات اللازمة لإعادة إطلاق عملية التنقيب عن النفط في الحقول اللبنانية".
واستقبل عون على التوالي: الممثلة الشخصية له لدى المنظمة الدولية للفرنكوفونية كارلا إده، السفير البابوي في لبنان باولو بورجيا، وزير التنمية الإدارية فادي مكي، السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي الوزير السابق جهاد ازعور، النائب حيدر ناصر ونائب رئيس مجموعة "اميركان تاسك فورس فور لبنان" "ATFL" نجاد فارس.
يتم قراءة الآن
-
إنذار سعودي أخير وخطير للبنان
-
المخاطر تتزاحم: «إسرائيل»... أمن المخيمات... والخطر السوري؟ واشنطن تصرّ على تهميش باريس... ولا تفعيل للجنة وقف النار تفاهم «ثلاثي» على تعيينات قضائية ومالية في الحكومة اليوم
-
لبنان بين الوصاية السوريّة والوصاية "الإسرائيليّة"
-
هل سيستقبل لبنان الشيباني بعد تهديدات الشرع؟ موسم الاصطياف ينعش لبنان رغم شائعات الحرب قانون الانتخابات محور الصراعات الكبرى والجنوب محاصر بالمسيّرات
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
12:32
مصابون في استهداف طائرات الاحتلال مجموعة من المواطنين قرب محطة دلول في حي الزيتون جنوبي شرقي مدينة غزة
-
12:29
ترامب: وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل ساري المفعول ويرجى عدم انتهاكه
-
12:28
أفادت مواقع إخبارية إسرائيلية بووقع ما أسمته" حدثا أمنيا" في الشجاعية شرق مدينة غزة.
-
12:25
الأمم المتحدة تحذر من أزمة إنسانية مع عودة 3 ملايين مهاجر أفغاني من إيران وباكستان
-
12:24
أفادت مصادر للجزيرة بوقوع غارات جوية وقصف مدفعي شمالي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
-
12:20
الأمم المتحدة تحذر من أزمة إنسانية مع عودة 3 ملايين مهاجر أفغاني من إيران وباكستان
