في ظل الاوراق المتبادلة بين بيروت وواشنطن، وما تشتمل عليه من مطالب حول الانسحاب الاسرائيلي من النقاط المحتلة، عاد الى الواجهة ملف ابراج المراقبة البريطانية، من باب اثارته هذه المرة سياسيا، من قبل وزير الخارجية البريطاني الذي زار لبنان، بعدما كان سبق وتم طرحه من قبل البعثات العسكرية، منذ حوالى اكثر من سنة، وكلفت احدى "المؤسسات" البريطانية المتعاقدة مع الجيش البريطاني، اجراء الدراسات، مستعينة بضباط لبنانيين متقاعدين.
هذه الابراج التي اقيمت اساسا على الحدود الشرقية بدعم بريطاني مباشر لتعزيز قدرات الجيش اللبناني في ضبط الحدود مع سورية، تحمل اليوم دلالات سياسية وامنية دقيقة، في حال تقرر تمديد استخدامها جنوبا.
فبين الحاجة الميدانية الى تعزيز المراقبة، والشكوك حول الاهداف الاستراتيجية الكامنة خلف الخطة البريطانية، تطرح الكثير من علامات الاستفهام حول دور القوى الغربية، وتحديدا الاطلسية، في رسم معادلات الامن الحدودي اللبناني.
كيف لا وثمة من يهمس منذ مدة عن اتجاه لاستبدال قوات اليونيفيل بقوات اطلسية، وسط تسريبات، عن تلزيم احد المقاولين لما يقارب عشرين "مقرا عسكريا" لم تعرف حتى الساعة هوية الجهة التي ستشغلها. كل ذلك عشية شد الحبال الحاصل حول ملف التجديد للقوات الدولية، ونعي الموفد الاميركي المؤقت توك براك، لاتفاق 27 تشرين الثاني لوقف النار ولجنة مراقبة تنفيذه.
مع الاشارة الى ان وزير الخارجية البريطانية وبعيد مغادرته لبنان الى سورية بحث مع الرئيس احمد الشرع خطة لاقامة مجموعة من الابراج على الجانب السوري على طول الحدود اللبنانية الشرقية والشمالية، تستكمل "الشبكة" التي اقيمت سابقا على الجانب اللبناني، والتي هي من من طراز "SANGARS" كالتي استخدمت في ايرلندا الشمالية والعراق وأفغانستان، وهي عبارة عن 6 حاويات شحن (كونتينرز) مكدسة، تعلوها "غرفة" محصنة، مزودة بنوافذ مضادة للرصاص والشظايا والهجمات بحائط ارتفاعه 18 قدما من الحواجز المملوءة بالحجارة، وتقنيات متطورة من كاميرات مراقبة عالية الدقة واجهزة استشعار حراري تدار عن بعد يصل مداها الى 5 كيلومترات، فضلا عن مناظير ليلية متصلة بغرفة عمليات مركزية، بكلفة 150 ألف جنيه إسترلينى للبرج الواحد، تقام على التلال، مهمتها الانذار المبكر وتحديد اهداف الرمي للمدفعية الثقيلة البعيدة المدى، من خلال عمليات الرصد والمتابعة طوال الـ 24 ساعة، مشكلة خط الدفاع الاول في وجه اي هجوم عدو. تستخدم في حماية كل برج دبابة (إم 60) وملالات مجهزة بمضادات متوسطة ومدافع هاون من عيار 81 ملم، فضلا عن انتشار عشرات الجنود داخل الموقع.
الجدير ذكره ان هذا الطرح ليس بجديد اذ سبق وطرحت لندن خلال مفاوضات وقف النار عام 2024 فكرة انشاء مراكز مراقبة متطورة، وهو ما اصطدم يومها برفض مطلق لاسباب سياسية، اضافة الى تحفظات تقنية تتعلق باتجاه الكاميرات المثبتة على تلك الابراج وما اذا كانت ستغطي الحدود فقط ام تتعدى ذلك نحو العمق اللبناني.
ووفقا لمصادر متابعة، فانه قبل سنتين وخلال مفاوضات بريطانية مع قيادة الجيش، عرضت لندن، بعيد انطلاق "طوفان الاقصى" ودخول لبنان حرب الاسناد، فكرة انشاء شبكة ابراج مراقبة على الحدود الجنوبية تستكمل تلك المقامة سابقا شمالا وشرقا، بدفع اميركي، الا ان الطرح اصطدم برفض اليرزة الكامل، لتنتهي يومذاك المفاوضات بطرح معدل، يقوم على اقامة ثلاثة مواقع عسكرية تحيط بها منطقة عازلة منزوعة السلاح بقطر كيلومتر واحد، الا ان الطرح سقط بدوره، اذ اشارت اليرزة الى انها لا تضمن مسالة المنطقة العازلة، لينتهي يومذاك التفاوض، بين "الجهة البريطانية" التي لزمت المشروع والجيش اللبناني، على تحديد ثلاث مواقع لتجهيزها وتحصينها وتطويرها، دون منطقة عازلة تحيط بها، الا ان المشروع توقف، مع اندلاع الحرب في ايلول 2024.
وختمت المصادر ان الموقف اللبناني حتى الساعة لم يحسم، ذلك ان بيروت "لم ترفض" الا انها ايضا لم تقبله، مؤكدة ان المطلوب اليوم قبل أي شيء آخر تثبيت وقف النار وانسحاب اسرائيل، قبل الدخول في أي خطوات عملية تتعلق بالاستقرار وضمان الامن البعيدي المدى.
عليه فان هذا الملف يحمل في طياته ابعادا امنية وسياسية حساسة، خاصة في ظل التساؤلات الداخلية عن حجم الدور البريطاني، ومدى تنسيق هذه المنشآت مع القوات الدولية او اطراف اقليمية. فمع تصاعد التوترات يطرح التساؤل: هل سيبقى وجود هذه الابراج محصورا شمالا وشرقا؟ ام تتجه جنوباً؟
يتم قراءة الآن
-
إنذار سعودي أخير وخطير للبنان
-
المخاطر تتزاحم: «إسرائيل»... أمن المخيمات... والخطر السوري؟ واشنطن تصرّ على تهميش باريس... ولا تفعيل للجنة وقف النار تفاهم «ثلاثي» على تعيينات قضائية ومالية في الحكومة اليوم
-
لبنان بين الوصاية السوريّة والوصاية "الإسرائيليّة"
-
هل سيستقبل لبنان الشيباني بعد تهديدات الشرع؟ موسم الاصطياف ينعش لبنان رغم شائعات الحرب قانون الانتخابات محور الصراعات الكبرى والجنوب محاصر بالمسيّرات
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
11:45
مكتب الإعلام الحكومي بغزة: خطر المجاعة يتفاقم والموت يهدد مئات الآلاف بينهم 650 ألف طفل وسط صمت دولي مخز.
-
11:45
مكتب الإعلام الحكومي بغزة: مليون وربع يعيشون جوعا كارثيا ويعاني 96% من السكان مستوى حادا من انعدام الأمن الغذائي.
-
11:41
الجيش الإسرائيلي: هاجمنا 250 هدفا في غزة خلال 48 ساعة
-
11:37
الرئيس السوري أحمد الشرع يتوجه إلى جمهورية أذربيجان في زيارةٍ رسمية
-
11:27
طائرة مروحية تهبط عند شرقي مفرق دولة في حي الزيتون لنقل على ما يبدو إصابات في صفوف "جيش" الاحتلال
-
11:27
إردوغان: سنشكل لجنة برلمانية لمناقشة المتطلبات القانونية لعملية نزع سلاح حزب العمال الكردستاني
