اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

سحبت السلطات السورية قواتها بالكامل من محافظة السويداء جنوب البلاد، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وشهود لوكالة فرانس برس، في خطوة مفاجئة جاءت بعد اشتباكات دامية شهدتها المدينة خلال اليومين الماضيين، وسط حديث عن وساطة دولية ورعاية أميركية و"إسرائيلية" للتفاهم.

وبدت مدينة السويداء، بحسب ما أوردت شبكة السويداء 24، أشبه بمدينة منكوبة، مع خروج المشفى الرئيسي من الخدمة، وتكدّس الجثث فيه، إضافة إلى انقطاع الكهرباء والمياه والاتصالات منذ أيام، في ظل عمليات نهب طالت المنازل والمتاجر خلال الاشتباكات.

وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، إن "السلطات السورية سحبت قواتها العسكرية من مدينة السويداء وكافة أنحاء المحافظة، مقابل انتشار للمقاتلين المحليين الدروز"، مشيراً إلى أن الخطوة جاءت ضمن "اتفاق أمني سوري – إسرائيلي بوساطة أميركية"، على خلفية التصعيد الأخير الذي طال العاصمة دمشق ومواقع عسكرية في الجنوب.

ونقل مراسل فرانس برس عن مقاتلين محليين أن الانسحاب تم قبيل منتصف الليل واستُكمل مع ساعات الفجر. فيما أكد رئيس تحرير شبكة السويداء 24، ريان معروف، أن المدينة باتت "خالية من القوات الحكومية"، واصفاً الوضع بأنه "كارثي مع وجود جثث في الشوارع".

ومساء الأربعاء، أعلنت وزارة الداخلية السورية، إلى جانب الشيخ يوسف جربوع، أحد أبرز المرجعيات الروحية للدروز، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، نص على إيقاف العمليات العسكرية بشكل فوري، وتشكيل لجنة مراقبة مشتركة من الدولة السورية ومشايخ الطائفة للإشراف على تنفيذ الاتفاق.

وفي كلمة متلفزة فجراً، أعلن الرئيس السوري تكليف فصائل محلية ومشايخ العقل بمسؤولية حفظ الأمن في السويداء، في خطوة قال إنها تهدف إلى "تجنّب انزلاق البلاد إلى حرب جديدة واسعة".

وأشاد الرئيس بـ"التدخّل الفعّال للوساطة الأميركية والعربية والتركية"، متهماً "إسرائيل" بالسعي إلى "تفكيك وحدة الشعب السوري وتحويل الجنوب إلى ساحة فوضى مفتوحة".

وقال: "كنا بين خيارين: الحرب المفتوحة مع الكيان الإسرائيلي على حساب أهلنا الدروز وأمنهم، أو فسح المجال لوجهاء ومشايخ الطائفة لتغليب المصلحة الوطنية".

وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد دعت في وقت سابق القوات الحكومية السورية إلى مغادرة منطقة النزاع في الجنوب، محذّرة دمشق من التعرض لأبناء الطائفة الدرزية، وذلك في أعقاب غارات "إسرائيلية" استهدفت مواقع عسكرية قرب رئاسة الأركان في دمشق، ومحيط القصر الجمهوري، وأهداف في محافظة درعا والسويداء.

الأكثر قراءة

ما خفي من كلام براك... فضحته "عشاواته"