اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


عندما يواجه الرجال مشكلات مثل السلس البولي، أو آلام الحوض المزمنة، أو حتى ضعف الانتصاب، تتجه الأنظار مباشرة نحو البروستاتا كمتهم رئيسي. وفي كثير من الحالات، تبدأ الفحوصات والعلاجات بناءً على هذا الاعتقاد، دون التوقف عند السبب الأعمق والأكثر شيوعًا مما يعتقد: ضعف عضلات الحوض. ورغم أن هذا الضعف يناقش عادة في سياق صحة النساء، خصوصًا بعد الولادة، إلا أن تأثيره على الرجال لا يقل أهمية ولا شدة، ومع ذلك نادرًا ما يُسلّط عليه الضوء في الأوساط الطبية والإعلامية.

تُعرف عضلات قاع الحوض بأنها مجموعة من العضلات التي تمتد كالدعامة بين عظام العانة والعصعص، وتشكل قاعدة للأعضاء السفلية في الجسم مثل المثانة، المستقيم، والبروستاتا. وتتحكم هذه العضلات بعمليات الإخراج والتبول والانتصاب، إضافة إلى دورها في دعم العمود الفقري وأسفل الظهر. عند ضعف هذه العضلات، تتأثر تلك الوظائف الحيوية، ما يؤدي إلى ظهور أعراض مزعجة ومحرجة قد تؤثر في جودة حياة الرجل النفسية والجسدية.

هذا وهناك عدة عوامل قد تؤدي إلى ضعف عضلات الحوض لدى الرجال، منها التقدم في العمر، الجلوس لفترات طويلة، ضعف النشاط البدني، زيادة الوزن، أو الخضوع لجراحات في منطقة الحوض، مثل استئصال البروستاتا. كذلك، فإن التوتر والضغط النفسي المزمن يمكن أن يؤدي إلى توتر عضلي دائم في تلك المنطقة، ما يضعف الأداء العضلي الوظيفي بمرور الوقت.

من أبرز الأعراض التي قد تشير إلى ضعف عضلات الحوض: السلس البولي خصوصًا عند العطس أو الضحك أو ممارسة الرياضة، الشعور بعدم تفريغ المثانة بالكامل، آلام في أسفل الظهر أو الحوض، وصعوبة في الانتصاب أو الحفاظ عليه. وللأسف، يتم غالبًا ربط هذه الأعراض بمشكلات البروستاتا أو الأعصاب، دون التفكير بإمكانية أن تكون عضلات الحوض هي السبب الجذري.

إنّ التشخيص الدقيق يتطلب تقييمًا متخصصًا من قبل طبيب مسالك بولية أو معالج فيزيائي متخصص في صحة الحوض. يشمل ذلك الفحص السريري وتقييم قوة العضلات وقدرتها على الانقباض والاسترخاء. وفي بعض الحالات، قد يُستخدم تخطيط كهربي للعضلات أو التصوير بالموجات فوق الصوتية للتأكد من مدى قوة العضلات وتنسيقها.

أما الخبر الجيد، فهو أن معظم حالات ضعف عضلات الحوض يمكن تحسينها أو علاجها بالكامل من خلال تمارين تقوية مخصصة، تُعرف باسم "تمارين كيجل للرجال". هذه التمارين تستهدف عضلات قاع الحوض تحديدًا، وتُنفذ بطرق مدروسة تدريجيًا بإشراف مختصين. كما يُمكن أن يُوصى بالعلاج الفيزيائي الذي يشمل تحفيزًا كهربائيًا، وتقنيات التنفس، وتمارين لتحسين التحكم العضلي.

إلى جانب ذلك، تُعدّ تغييرات نمط الحياة مثل فقدان الوزن، تجنّب الإمساك، ممارسة الرياضة بانتظام، وتجنّب الجلوس الطويل من العوامل المساعدة في تقوية هذه العضلات والوقاية من مشاكلها مستقبلاً.

إلى ذلك، إنّ ضعف عضلات الحوض عند الرجال ليس أمرًا محرجًا، بل هو حالة طبية تستدعي الوعي والعلاج الصحيح. تجاهلها لا يؤدي فقط إلى تفاقم الأعراض، بل قد يؤثر في ثقة الرجل بنفسه وعلاقاته اليومية. لذلك، فإن تسليط الضوء على هذا الموضوع، ودمجه في برامج التوعية الصحية الموجهة للرجال، هو خطوة ضرورية نحو صحة أفضل، وجودة حياة أعلى.

الأكثر قراءة

بعد تألقه عبر مواقع التواصل الإجتماعي..هذه هي نصائح عيسى شما للشباب!