اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


في عالم تزداد فيه التحديات الصحية وتكثر العوامل التي تُضعف الجهاز المناعي، يبرز فيتامين C كواحد من أهم العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم لدعم مناعته ومقاومة الأمراض. منذ اكتشافه، احتل هذا الفيتامين مكانة محورية في الطب الوقائي، وأصبح يُنظر إليه ليس كمجرد مكمّل غذائي، بل كعامل رئيسي في الحفاظ على التوازن المناعي وصحة الجسم بشكل عام.

يلعب فيتامين C دورًا جوهريًا في تعزيز الجهاز المناعي على مستويات متعددة. فهو يُعتبر مضاد أكسدة قوي يحمي خلايا الجسم من الأضرار الناتجة عن الجذور الحرة، وهي جزيئات ضارة قد تسرّع من الشيخوخة وتضعف المناعة إذا تُركت دون مقاومة. إلى جانب ذلك، يسهم هذا الفيتامين في تحفيز إنتاج خلايا الدم البيضاء مثل الخلايا اللمفاوية والبلعميات، والتي تمثّل خط الدفاع الأول للجسم في مواجهة الفيروسات والبكتيريا.

ومن أبرز أدوار فيتامين C أيضًا، دعمه القوي لوظائف الجلد الذي يُعتبر أول خط دفاع مناعِي طبيعي يحمي الجسم من العوامل البيئية الضارة والميكروبات المسببة للأمراض. إذ يلعب فيتامين C دورًا حيويًا في تحفيز إنتاج الكولاجين، وهو البروتين الأساسي الذي يمنح الجلد مرونته وقوته، ويعمل على تعزيز تماسك الأنسجة الجلدية. هذا التأثير لا يقتصر فقط على تحسين مظهر الجلد، بل يمتد ليُسرّع بشكل ملحوظ من عملية التئام الجروح، مما يقلل من مخاطر التهابات الجلد ويمنع دخول الميكروبات والفيروسات عبر التشققات أو الجروح المفتوحة.

بالإضافة إلى ذلك، وجود مستويات كافية من فيتامين C في الأغشية المخاطية — خاصة في مناطق الأنف والفم والقصبات الهوائية — يعزز من كفاءة هذه الحواجز الطبيعية في التصدي للممرضات المختلفة. حيث يساهم في تعزيز استجابة الجهاز المناعي المحلي، ويعمل كمضاد أكسدة يخفف من الالتهابات الناتجة عن التعرض للبكتيريا والفيروسات، مما يُقلل من احتمالية تفشي العدوى التنفسية.

تشير الدراسات الحديثة إلى أن تناول فيتامين C بانتظام يُمكن أن يُقلل من مدة الإصابة بنزلات البرد ويخفف من حدة أعراضها، خاصة لدى الفئات التي تتعرض لضغوط جسدية أو بيئية كبيرة، مثل الرياضيين المحترفين، أو الأشخاص الذين يعيشون في مناطق ذات مناخ بارد أو متغير. ورغم أن فيتامين C لا يمنع الإصابة بالعدوى بشكل مباشر، إلا أن دوره يتمحور في تعزيز قدرة الجسم على مقاومة العدوى، وتسريع عملية الشفاء من خلالها، إذ يُحفّز نشاط خلايا الدم البيضاء التي تكافح الميكروبات، ويُساعد على تقليل شدة الالتهاب، مما يؤدي إلى استجابة مناعية أكثر فعالية.

بهذا، يصبح فيتامين  Cليس فقط مضادًا للأكسدة بل ركيزة أساسية في بناء ودعم الحواجز المناعية الطبيعية، سواء على مستوى الجلد أو الأغشية المخاطية، مما يعزز قدرة الجسم على الصمود أمام التحديات الصحية اليومية.

وتجدر الإشارة إلى أن الجسم لا يستطيع إنتاج فيتامين C ذاتيًا، مما يجعله من الفيتامينات الأساسية التي يجب الحصول عليها من مصادر خارجية. ولحسن الحظ، يتوفر فيتامين C في مجموعة واسعة من الأغذية الطبيعية، مثل الحمضيات (الليمون، البرتقال، الجريب فروت)، الكيوي، الفراولة، الفلفل الحلو، البروكلي، والسبانخ. كما يمكن اللجوء إلى المكملات الغذائية لتعويض النقص، خاصة في حالات ضعف الامتصاص أو التغذية غير المتوازنة، ولكن دائمًا تحت إشراف طبي.

الأكثر قراءة

رسالة أمنية حازمة شمالا... وغياب للمرجعية السنية! الورقة الأميركية مذكرة استسلام ولا مهل زمنية جورج عبدالله يعود اليوم يعد 41 عاماً...