اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

إتفاق على تحالف في الانتخابات النيابيّة... وتأكيد على المصالحة


خرج رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع من "سور معراب" الى كليمنصو، في زيارة مفاجئة للرئيس السابق للحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، رتبها النائبان ملحم رياشي ووائل ابو فاعور، اللذان ينسقان العلاقة بين الطرفين.

ولان جعجع لا يخاطر امنياً، فهو قليل الزيارات الا اذا اضطر ان يكون حاضراً، كمثل لقائه بجنبلاط الاب ، الذي مرت مرحلة فتور سياسي بينهما، او عدم تطابق في المواقف على قضايا داخلية، كمثل آلية تنفيذ حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، والمرتبط تحديداً بحزب الله، اضافة الى مسائل لها علاقة باداء في الحكومة، او مشاريع واقتراحات قوانين، ومحاكاة الاصلاح. الا ان الثابت بينهما هو تعميق المصالحة في الجبل، التي لم تهتز على مدى اكثر من عقدين من الزمن.

واللقاء الذي دام حوالى الساعتين، وحضره الرئيس الحالي ل "الاشتراكي" تيمور جنبلاط تخلله غداء، اضافة الى رياشي وابو فاعو، جرى خلاله عرض لكل الاحداث والتطورات في لبنان وسوريا، لا سيما الاحداث الدموية في محافظة السويداء، الى التحالف السياسي بين الحزبين "الاشتراكي و"القوات اللبنانية". وتقول مصادر المجتمعين ان جعجع اعلن تأييده لموقف جنبلاط، وما صدر عن اجتماع المجلس المذهبي الدرزي برئاسة شيخ العقل سامي ابي المنى، من مواقف حول احداث محافظة السويداء، وقال ان المواقف تدل على مسؤولية وطنية، ووعي للمرحلة الخطرة التي تمر بها المنطقة ولبنان من ضمنها، وجبنلاط اسرع الى وأد حصول فتنة سنية ـ درزية في لبنان.

 فرد جنبلاط بان نهجه السياسي هو عدم تكرار ما جرى في سنوات الحرب الاهلية المؤلمة والمدمرة، وان توجهه نحو المصالحة في الجبل، يعود الى قبل نهاية ثمانينات القرن الماضي، وتعميمها على كل لبنان تحت سقف الدولة،  وهو ما كان يأمل ان يحصل في السويداء، لكن هناك من عاند وكابر، ولم يقرأ ما يخطط لسوريا، لا سيما من العدو الاسرائيلي. فوقعت الاحداث التي بدأت فردية لتتوسع، في وقت كان على الدولة السورية الجديدة، ان تدرس التنوع الطائفي والتوزع الجغرافي، وتسعى الى مؤتمر حوار وطني فعلي، لجمع كل المكونات السورية تحت شعار واحد وحدة سوريا، وهذا ما يعلنه رئيسها احمد اشرع.

فالقراءة التي حصلت من قبل جنبلاط وجعجع لاحداث السويداء خصوصاً، وما يجري في سوريا عموماً، كان تأكيدا منهما وفق ما تكشف المعلومات التي تسربت عن اللقاء، على ضرورة تحصين الساحة اللبنانية، وعدم اثارة خلافات تسبب انقسامات سياسية وطائفية، وفق ما اكد جنبلاط خلال اللقاء، الذي وصف بانه كان لغسل القلوب بين الرجلين، وترطيب الاجواء وتنقيتها من الشوائب التي حصلت خلال الفترة الاخيرة، دون ان تنقطع الاتصالات بين كليمنصو او المختارة ومعراب، عبر موفدين من الطرفين.

ولم يغب قانون الانتخاب عن لقاء كليمنصو، لا سيما المادة 112 منه، التي تسمح للمغتربين بالاقتراع 134 نائباً ، بعد زيادة العدد بضم 6 نواب يمثلون الاغتراب الى النواب 128 المقيمين، فتم التوافق وفق المعلومات عن ان الطرفين توافقا على المبدأ، دون ان يُطرح من زاوية طائفية او مذهبية، او عملية عزل لمكون، وان يجري حوار حول هذا الموضوع من دون تحديات.

وفي اثناء البحث في قانون الانتخاب الذي اكد جعجع استمرار العمل بالقانون الحالي، الذي اعاد صحة التمثيل، على ان يتبعه تصحيح تمثيل الاغتراب، فانه اتفق مع جنبلاط على التحالف الثابت بين "القوات" و"الاشتراكي" في الانتخابات النيابية المقبلة في ايار 2026، واكدا على ضرورة اجرائها في موعدها وعدم التمديد لمجلس النواب، كما ذكرت مصادر المعلومات التي لم يتم خلال اللقاء التطرق الى اسماء المرشحين.

لقاء كليمنصو ثبّت التحالف السياسي والانتخابي بين "الاشتراكي" و "القوات اللبنانية"، مع احتفاظ الطرفين بابداء مواقف ولو كانت غير متطابقة، لان الاوضاع السياسية تتبدل، كما تتغير التحالفات، وهذا ما حصل مع فريق 14 آذار الذي تجمع في عام 2005 على رفض الوجود السوري، وشعار السيادة والحرية والاستقلال، وهذا التحالف لم يصمد كثيراً، وحصلت متغيرات كانت تفرض تحالفات وتفرز تجمعات او هيئات ولقاءات، فذهب جنبلاط الى الوسطية، وبقي جعجع عند عناوينه السياسية، التي كانت تقربه من اطراف وتبعده عن اخرى، فكانت تجربة "اتفاق معراب" بين "القوات اللبنانية" و "التيار الوطني الحر"، الذي لم يصمد كثيراً، لان كلا من الطرفين دخل اليه باهداف ومصالح مختلفة عن الآخر.

"فغسل القلوب" في كلمينصو بين جنبلاط وجعجع، ارسى معادلة "جين ـ جين" (ج ـ ج) ولم يخرج بتفاهم او اتفاق، بل باعادة ترسيخ التحالف بينهما، والتقدم نحو الانتخابات النيابية المقبلة بـ "شراكة" فيها  لا سيما في الجبل، الذي "للقوات اللبنانية" فيه حضور في المدن والبلدات المسيحية، التي تعزز "القوات" عودة المسيحيين اليها والاقامة فيها، وهذا ما يعمل له جنبلاط ويشجع عليه، لان زمن الحرب ولى في الجبل.

الأكثر قراءة

ما خفي من كلام براك... فضحته "عشاواته"