امتناني للصديق الرائع أبو علي عصام قاسم الذي دعا أزهار حديقته الى استضافتنا مثلما تستضيفنا دقات قلبه،والى السيدة رحاب ، لطلال حيدر، ولطالما تمنيت أن أكتب عن "فلسفة البال" عند طلال حيدر ...
"بغيبتك نزل الشتي قومي طلعي ع البال
في فوق سجادة صلا ... والعم بيصلوا قلال
صوتن متل مصر المرا ... وبعلبك الرجّال
ع كتر ما طلع العشب بيناتنا ... بيرعى الخيال"
كنت أظن ، وأنا البدوي ، سيزيف العربي ، الذي يقطع الأزمنة ، ويقطع الصحارى ، على ظهر ناقة أنني عثرت على اللقب الذي يليق بمن يليق به الخيال . خيّال الخيال ، حتى اذا ما أعدت قراءة قصائده ، هل تناهى اليكم هذيان القمر ...!
هذا الذي يعاتبه الله ، ولا يحاسبه . "لقد أعطيتك ما لم أعطه للأنبياء . ماذا فعلت برؤوس النساء، وبقلوب النساء ؟" . واثق من أن الله سأله ... وماذا فعلت بشفاه النساء ؟
أيها الجميل ، الجميل ، الجميل ...
لا أحد مثلك، قضيتنا الكبرى، نكبتنا الكبرى ،رفيف الفراشات ، ولو قلت أنت رفيف الملائكة ..
ولقد بقيت وحدك . هذه غزة . أوديسه الدم ، وردة الدم ، تنحني لك مثلما ينحني البرق . لتذكّرني صديقة مرهفة ، كما لحظة الليلك، وهي تكاد تبكي، أو وهي تبكي فعلاً ، بهذه الأبيات :
"وحدن بيبقوا متل زهر البيلسان
وحدن بيقطفوا وراق الزمان
بيسكّروا الغابة
بيضلهن متل الشتي
يدقوا على بابي
يازمان"
أحدهم ، صديق من هناك ، بين ليل الرمال وليل الحرائق ، عرف أنني ساكتب عن طلال حيدر ، في عامه التسعين، بعث اليّ "لقد طلبت من طفلتي أن بقيت على قيد الحياة ، أن تخط تلك القصيدة على شاهدة قبري" !
لعلك بكيت ، حين جلسنا على الأرض ذات ليل في القاهرة ، ليقرأ علينا أمل دنقل "لا تصالح" . لم نصالح فقط ، بل بعنا أرواحنا ، كما فاوست في رائعة غوته ، الى الشيطان .
اذاً ، أنت حزين ، وأنت في التسعين . كيف ذهب ذلك العمر ، والى أين ، حين لا يعود لنا ، كعرب ، لا مكان في المكان , ولا زمان في الزمان . لا شيء هناك يا صاحبي سوى قهقهات يهوذا على قبر شهرزاد . طويلاً ، طويلاً، قطعنا طريق الجلجلة . عالقون، معلقون ، تلك الغجرية التي كنت أعتقد أنها تراقص الريح ، فاذا بها تراقص الأزل . قصائدك اللآلئ البيّنات ، ولقد تركت للآخرين الآيات البيّنات .
على الأقل ، وأنت في التسعين ، لم ترتكب خطيئة الأنبياء ، وتدع الغربان تجثو للصلاة . قصائدك دعت السنونو والبنفسج ، للصلاة ..
واذا كان الله قد اصطفاك لتكون نبي الخيال . يا خيّال الخيال ، أصطفيك أنا خيال الخيال ...
يتم قراءة الآن
-
بعد تألقه عبر مواقع التواصل الإجتماعي..هذه هي نصائح عيسى شما للشباب!
-
برّاك «يُناور» ويُدير «لعبة» تمرير الوقت؟ لا ضمانات تكبح «اسرائيل»... و«العين» على لقاء بري مخاوف امنية من «خاصرة رخوة» في الشمال!
-
حين تتقاطع دمشق و«تل أبيب» على حساب بيروت: ما الذي جرى في الكواليس؟
-
إذا لم تضمن أميركا... من يمنع الحرب المقبلة؟ واشنطن تنسحب مالياً من اليونيفيل وفرنسا تتحرك للإنقاذ منصب مدعي عام جبل لبنان يعرقل التشكيلات القضائية؟
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
08:44
إعلام أميركي: اختراق أنظمة وكالة الأمن النووي الأميركية من قبل قراصنة
-
08:41
قوة إسرائيلية توغلت فجرا إلى ريحانة بري في سهل الماري وداهمت منزلا يقيم فيه عمال سوريون بحثا عن عامل سوري لم يكن متواجدا حينها قبل ان يقتادوا اثنين منهم و يحتجزوهما لوقت قبل إطلاق سراحهما
-
08:37
هيئة البث الإسرائيلية: الولايات المتحدة نقلت رسالة إلى "حماس" مفادها أنّه إذا لم تسلّم جوابها قريباً فإن واشنطن ستتراجع عن بعض الضمانات التي تم التوافق عليها
-
08:18
"نيويورك تايمز" عن مسؤولين إيرانيين: نرجح وقوف إسرائيل وراء ما تشهده إيران من انفجارات وحرائق
-
07:14
التحكم المروري: جريحان في حادثان تم التحقيق فيها خلال ال ٢٤ ساعة الماضية
-
23:50
"رويترز" عن مسؤول أميركي: ويتكوف سيصل أوروبا هذا الأسبوع لمناقشة قضايا تشمل غزة وسيواصل الضغط من أجل وقف إطلاق النار في غزة
