نجح فريق الأنصار بحسم لقب بطولة الدوري اللبناني لكرة القدم للموسم الجاري لمصلحته للمرة الـ15 في تاريخه وكرّس نفسه زعيما مطلقا للكرة المحلية بعد موسم طويل جدا وكانت المنافسة المباشرة مع الصفاء الذي حاول جاهدا أن ينال اللقب الرابع.
وبهذا الانتصار التاريخي يبتعد الأنصار كثيرا عن منافسيه النجمة والعهد والصفاء، وهو بلا شك يسعى من الان بالتفكير الجدي للحفاظ على لقبه السادس عشر في الموسم المقبل، وهذا كله يعود إلى فكر إدارة حكيمة خططت جيدا وسهرت على شؤون اللاعبين وإلى الجهد المالي الذي يبذله رئيس النادي النائب نبيل بدر فهو لم يبخل بفتح ميزانية كبيرة وعالية لاستقدام ابرز النجوم المحليين والعرب، ولا شك أن الجهاز التدريبي له اليد الطولى في وضع الخطط التي ساهمت في نجاح الأنصار، فقد بدأ المدير الفني يوسف الجوهري المشوار منذ البداية وحقق انجازات لافتة في دور الذهاب ومع انطلاق سداسية الأوائل ولكنه تقدم باستقالته مفسحا المجال أمام المدرب الصربي المحنك دراغان الذي تسلم الدفة ونجح في إحداث فارق في شخصية الأنصار وخصوصا في المباريات الأخيرة وكان آخرها فوزه الساحق والكبير على منافسه النجمة بسداسية لافتة.
وكما قلنا فإن الانصار يمتلك استقرارا لافتا على الصعيدين الاداري والفني، على عكس أندية اخرى عانت خلال الموسم الطويل ومنها النجمة وهذه المشاكل ادت الى ابتعاد النبيذي عن المنافسة الجدية باكرا مما أراح الأنصار كثيرا، إضافة إلى غياب المنافسين الجديين، فالعهد لم يكن مطالبا بالفوز بلقب الدوري لأنه أعاد بناء فريقه على قاعدة اللاعبين الشباب وأبناء النادي من الفئات العمرية فهو في مرحلة تطوير للعام المقبل بعدما استغنى عن ابرز نجومه من الحرس القديم.
ويبقى الصفاء هو المنافس الوحيد الذي عانى من سوء اداء اللاعبين الاجانب وتذبذب اداء بعض المحليين بين مباراة وأخرى وهذا ان دل على شيء يدل على عدم الولاء التام لشعار "العميد" وعليه يجب التفكير في الاعتماد على ابناء الفريق من الفئات العمرية مجددا، على مبدأ المثل القائل "ما حك جلدك مثل ظفرك".
يمتلك الانصار نجوما من طينة الكبار وهم كلما تقدموا في العمر كلما أبلوا البلاء الحسن، أبرزهم الحارس المخضرم نزيه اسعد ونجم الوسط والدينامو نادر مطر والهدّاف والمهاجم الكبير حسن معتوق الذي تجاوز عمره 35 سنة وهو الذي توج هدافا للدوري برصيد 17 هدفا وعادل رقم هداف الانصار ولبنان فادي علوش بـ120 هدفا، ولو نجح في التسجيل في مباراة الصفاء الاخيرة لتجاوزه ولكنه لا يزال قادرا على الانفراد بالرقم القياسي في الموسم المقبل.
ومن عوامل النجاح الملموسة ان الانصار سجل 58 هدفا في الدوري وكان دفاعه هو الافضل والاقوى اذ تلقت شباكه 20 هدفا، وهذا غن دل على شيء يدل على التوازن التام بين خطوط الفريق الأخضر.
نجح الفريق بالمزج بين عناصر الخبرة والشباب ومن ابرز الوجوه الشابة اللاعب الفلسطيني محمد حبوس الذي يمتلك موهبة كروية عالية والذي ارهق دفاعات الخصوم في كل المباريات التي خاضها.
لا ننسى دور الجمهور الذي وقف دوما إلى جانب اللاعبين وساند الفريق في السراء والضراء، وكان خير داعم للاعبين في الملاعب ولم يبخل بالتشجيع لعلمه أو إحساسه بأن الزعيم قادر على انتزاع اللقب.
يبقى ان نشير الا أن الاعداد الذهني والبدني كان حاضرا في كل مباراة، فكانت عقلية الفوز والانتصار هي السمة الغالبة على كل مباراة يخوضها الانصار فيلعب لاجل الفوز والنقاط الثلاث غير آبه بالخصم وكأن اللاعبين تحولوا إلى ماكينات على ارض الملعب ما يذكرنا بعقلية الفوز لدى الألمان وهذا ما ساهم في رفع وتيرة الاداء والتكيف مع كل مباراة او مع الذي تليها، أي ان اللاعبون حافظوا على سلسلة افكار متواردة نحو الفوز واحراز اللقب وصولا إلى الهدف المنشود.
واذا رجعنا قليلا الى ماضي الانصار الذي تأسس عام 1951، نرى ان حقبتي الثمانينات والتسعينات كانتا الاجمل، وخصوصا في عهد المدرب الراحل والتاريخي للنادي عدنان الشرقي الذي نجح في قيادة فريقه الى 11 لقبا متواليا في الدوري ويومها دخل الفريق موسوعة غينيس للأرقام القياسية، وهذا الانتصار المعنوي التاريخي أعطى حافزا للأجيال المقبلة لتحافظ على الارث الهام والعظيم للنادي.
وللأنصار تاريخ مشرف من المشاركات في بطولات الاندية العربية والاسيوية وكان رقما صعبا عندما يحل ضيفا بين اخوته العرب حتى في عز ايام الحرب الاهلية كان الفريق ينتظم في التمارين على الملعب البلدي تحت القصف والقذائف العشوائية والرصاص، ومن هنا بنى الفريق مجده لبنة فوق لبنة وحفر اسمه بين النوادي اللبنانية والعربية.
يتم قراءة الآن
-
رسالة أمنية حازمة شمالا... وغياب للمرجعية السنية! الورقة الأميركية مذكرة استسلام ولا مهل زمنية جورج عبدالله يعود اليوم يعد 41 عاماً...
-
ما خفي من كلام براك... فضحته "عشاواته"
-
إستدعاء الوزراء شهوداً أمام القاضي بو نصار... كرة فضيحة «BetArabia» تتدحرج
-
جعجع يخرج من "سور معراب" الى كليمنصو "لغسل القلوب" مع جنبلاط
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
13:02
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان: الحكومة عازمة على توطيد العلاقات مع دول الجوار.
-
12:33
رئيس الحكومة نواف سلام: بغياب زياد الرحباني يفقد لبنان فنانا مبدعا استثنائيا وصوتا حرا ظل وفيا لقيم العدالة والكرامة
-
12:19
استهداف سيّارة على طريق صريفا الطويري في جنوب لبنان
-
11:59
استهداف سيّارة على طريق صريفا الطويري في جنوب لبنان
-
11:13
وفاة الفنان اللبناني الكبير زياد الرحباني
-
10:57
بزشكيان: علينا أن نستعد دومًا للدفاع عن بلدنا لكن تبقى الدبلوماسية أداة أهم من أي وسيلة أخرى
