اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة قداس الاحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس، حيث ألقى عظة قال فيها: "من الضروري أن ندرك أن دعوتنا ليست طريقا مختصرا نلتف به حول مصاعبنا الحياتية، بل هي اتباع المسيح فيما نحن داخل ظلمة العالم، داخل الموت نفسه، لكي نصل إلى الملكوت. ولا عذر لدينا إذ إن كلمة الله تجسد متخذا جسدا مثلنا، وكإله تام وإنسان تام أظهر لنا أن الطريق إلى الحياة الأبدية هي طريق الصليب. لم نخلق لنكون خوافين أو فارغين روحيا، بل دعينا لنصبح آنية لنعمة الله لا توضع على الرف أو في متحف ليتأملها الناظرون، إنما آنية تستخدم لنقل الدواء الشافي لمحتاجه، أي لنقل المسيح ونعمة روحه القدوس".

أضاف: "بعد أيام تطل علينا الذكرى الخامسة للتفجير الآثم الذي طال مدينتنا بيروت، عاصمة بلد مدعو للحياة، إلا أن كثيرين فيه يتعامون عن الحق والحقيقة ويصمتون، خوفا أو جبنا أو تواطؤا أو بسبب المصلحة". كذلك منطقتنا غارقة في الدماء والدموع والعالم أعمى، لا يرى موت الأطفال ولا يبصر عذاب الأبرياء لأنه مغموس بالشر والخطيئة وبعيد عن الله. هل مسموح تجويع البشر أو تهجيرهم من أرضهم أو قتلهم؟ ما الذي أعمى بصائر حكام العالم وأخرس ضمائرهم ليسكتوا عما يجري في أرض المسيح؟ وفي كل هذه المنطقة؟ أليس بعدهم عن الله وانغماسهم في مصالحهم"؟

اضاف: "قال لنا الرب يسوع: «أنا هو نور العالم، من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة» (يو 8: 12). فهل يتخلى عاقل عن هذا النور الذي لا يعروه مساء من أجل مصلحة آنية؟ وبم سيجيب الله، الديان العادل، في يوم الدينونة الرهيب؟ عندما شفي الأعميان وأبصرا النور راحا يحدثان الجميع بمجد الله رغم تحذيره ألا يعلما أحدا. من عاين النور لا يخبئه ومن احتوى يسوع في قلبه لا يصمت عن الحق، بل ينبذ الشر ويحاربه ويحاذر الوقوع في فخاخ الشرير".

وختم: "في تعاليمه وفي أعماله ابتغى يسوع أن نصير خليقة جديدة، أن يحل محل القلب الحجري فينا قلب لحمي محب ورحوم. فلنطهر قلوبنا وننق ذواتنا طالبين غفران خطايانا وشفاء نفوسنا صارخين بإيمان كالأعميين "إرحمنا يا ابن داود".

الأكثر قراءة

هي الشفرة فيها ريحة... الرواية الكاملة لحادثة الشيخ مرهج شاهين كما رواها لـ<الديار>