اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

دجوجينوس الفيلسوف اليوناني يبحث عن الانسان ، وسقراط يقول للانسان اعرف نفسك.

دجوجينوس نزل الى المدينة يبحث عن ANTHROPOS انسان. الشمس مشعشة ، وهو يحمل فانوسه المضاء، ويجول باحثاً في ساحة المدينة، الناس يضحكون وهم ينظرون اليه، يحمل قنديله المضاء، والشمس مشعة كأن نورها لا يكفي للبحث عن الانسان، عن هذا الانسان اللاهي عن انسانيته.

وعندما سأله الناس الساخرين منه عن أي شيىء تبحث، والنور يتلألأ في المكان، قال كلمته الشهيرة "انني ابحث عن انسان"، وليس هو شكل انسان بمظهرية كأرجحية فقط.

فما ركز الناس وما اقل الانسان الحقيقي المزين بالفضائل والاخلاق.

فالانسان الحقيقي سيأتي الى نور الفانوس كفراشة تحوم حوله، يغمرها بدفء الانسانية وحرارة الحب، ويملأ المكان حرية وحباً.

الانسان هو جوهر القضية، والانسان هو جوهر موضوع حب الله له، حتى مات يسوع لأجله وخلصه. فهو الانسان بقدر اكتمال انسانيته بكل المعرفة وحب الخير، حسب دجوجينوس وحسب سقراط.

واهم ما في المعرفة هو الحقيقة التي لأجلها حبس سقراط، وشرب السم ومات دفاعاً عنها. موقف جذري فكري وانساني.

الحقيقة تؤسس الانسان والحب يحمله والخير .... ويجعله مشعاً كالنور لانسان، وليس فرداً منعزلاً.

الانسان الغلط رفضه دجوجينوس، وراح يبحث عن الانسان الحق، والانسان الغلط Faux رفضه سقطراط، ومات رافضاً اياه ليبقى أميناً للحقيقة.

هذا الانسان الغلط Faux هو نرسيس الغارق بالاعجاب بذاته وبشخصه، والمكتفي بذاته والمليىء من الكبرياء، وبالتوهم بشهادته الانسانية، رافضاً اي انساناً آخر، انه ذروة الامتلأ من الذات.

فقامت النرسيسية ، والبراوتنيا ، والسكسيزوفرنيا ، انها ملء الباتولوجيا Pathelogie.

يجمع هذا الانسان في ذاته جميع الامراض النفسية، من كبت وحرمان وغرور ، وحقد وكراهية، والنرجسية والعنف وشهوة المجد ، والمال والسلطة والجسد والفدسية الطقوسية الكاذبة، والمظهرية المتشائمة الخشبية، والغرور بالمعنى النيولوجي هو الذي اصاب آدم ،هو الخطيئة ضد محبة الله والآخر واحترامه، والاغتناء بافتراقه وعظمة وجوده على أنه آخر.

اما يسوع فهو ابن الله، لكنه ابن الانسان وعرف كامل انسانية الانسان، ليجعلنا اخوة له ويجعلنا ابناء لله. او كمال قال يوحنا فم الذهب قلت انكم آلهة. انسانيتكم تألهت بتجسد المسيح ابن الله.

الله نفخ فجعله انسانا، واخرجه من حالة الباهيمت Bhimot حيوان ... فاذا هو صورة الله، انه الانجاز الوجودي الكبير للخروج والشفاء من المعطوبية Fracilite والفنائية Finitude ، عندها تصبح الانتربولوجيا مسكن التيولوجيا في جمالية الكهنوت، أو الانطولوجيا ontologie والفيولكيليا Philocalie حب الجمال ، لأن الجمال وحده سينقذ العالم كما يقول دوستسيوسكي في روايته "الابله".

الأكثر قراءة

هل تستطيع "إسرائيل" شن الحرب على لبنان؟