اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


شارك رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون عند الحادية عشرة من قبل ظهر امس، في القداس الالهي في كنيسة سيدة التلة في دير القمر، بمناسبة عيد سيدة التلة، والذي حضره السفير البابوي في لبنان باولو بورجيا، وعدد من النواب، والوزير السابق ناجي البستاني والوزيرة السابقة غادة شريم وقائمقام الشوف مارلين قهوجي وقائد منطقة جبل لبنان في قوى الامن الداخلي العميد عبدو خليل والمدير العام لمؤسسة الإسكان روني لحود ورئيس بلدية دير القمر ناجي جرمانوس وأعضاء المجلس البلدي وعدد من المسؤولين الأمنيين والقضائيين والفعاليات الرسمية والمدنية.

ولدى وصول الرئيس عون كان في استقباله في أنطش سيدة التلة، الرئيس العام للرهبانية المارونية المريمية الاباتي ادمون رزق ورئيس الأنطش الأب جوزيف ابي عون، وكهنة الرعية والسفير البابوي، والمونسنيور عبدو أبو كسم ممثلا راعي الأبرشية المطران مارون العمار الذي تغيب لاسباب صحية، وعدد من الآباء.

واتجه الرئيس عون الى ساحة دير القمر، حيث تجمع عدد من المغتربين اللبنانيين الآتين من اميركا وأوروبا والذين هتفوا بحياة الرئيس عون وازدهار لبنان.

وبعد استراحة قصيرة في صالون الدير الاثري استمع خلالها الى شروحات من الاب ابي عون حول تاريخ الصالون والدير، دوَّن الرئيس عون كلمة في السجل الذهبي للأنطش، جاء فيها: "في هذا المكان المقدس، يلتقي الايمان مع التاريخ. كنيسة سيدة التلة المباركة في دير القمر المشرفة على هذه المدينة التاريخية الخالدة، شاهدة على قرون من الايمان والصمود، ومنارة للسلام والمحبة في قلب جبل لبنان، وهي ملاذ المؤمنين من كل انحاء لبنان والمنطقة في بلدة دير القمر، هذه الجوهرة التراثية في تاريخ لبنان المليء بالمحطات المضيئة التي دونها تاريخ وطننا. في هذا اليوم المبارك، نسأل العذراء مريم، سيدة التلة، ان تبسط حمايتها على لبنان وشعبه، وان تهب أرضنا الحبيبة السلام والازدهار، ونطلب شفاعتها ليبقى لبنان موحداً بكل أبنائه الى أي طائفة انتموا، ليبقى منارة للحضارة والتعايش في قلب الشرق".

أضاف "تحية الى أبناء دير القمر والشوف، الذين يجدون في سيدة التلة شفيعة، وهذه الكنيسة التاريخية مركز اشعاع روحي وثقافي".

قداس

ثم ترأس رزق القداس وألقى عظة قال فيها: "يُشَرِّفُنَا يَا فَخَامَةَ الرَّئِيسِ، َأَنْ نَرْفَعَ مَعَكُمُ الصَّلَاةَ مِنْ أَجْلِ وَطَنِنَا الْجَرِيحِ، فِي زَمَنٍ دَقِيقٍ، تَتَزَاحَمُ فِيهِ الْأَزَمَاتُ، وَتَتَعَمَّقُ فِيهِ الْحَاجَةُ إِلَى رَجَاءٍ صُلْبٍ لَا يَخِيبُ. وَبِاسْمِ الرَّهْبَانِيَّة الْمَارُونِيَّة الْمَرْيَمِيَّة، نُهْدِي إِلَيْكُم أَيْقُونَة سَيِّدَةِ التَّلَّةِ، عُرْبُونَ مَحَبَّةٍ وَوَفَاءٍ، وَصَلَاتُنَا أَنْ تُرَافِقَكُمْ فِي مَسْؤُولِيَّتِكُمِ الْوَطَنِيَّةِ. اليوم، وقد اجتمعنا في رحاب مريم لا يمكننا ان نتغاضى عن التأمل بسر عظمة العذراء المتواضعة، التي أنشدت:" تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي". وهذا إقرار صادق بأننا حين نعترف بعظمة الرب وعمله في حياتنا سيمتلكنا الفرح لأن صغرنا وضعفنا لن يكونا حاجزين امام سعادتنا. هذا سر المؤمنين الذين يدركون ان الله يعمل الحق والخير والجمال، في حياة كل واحد منا، والاتكال عليه وعلى عنايته هو رجاء محرر من قيود الخوف والقلق امام الغد المجهول. هذا سر التضامن بين البشر، بين اهل كل دار وديار، أن اعترف اني لست الأقوى لأن الله القوي الجبار هو الأقوى، ومعه لا يمكن للخوف ان يدركنا. هذا مسار الاخوة ان نسير معا في اتجاه الهدف الواحد في التواضع والفرح، وفي الإسراع الى الخدمة والعمل من اجل الخير العام. اجل، هكذا هي هذه التلة: دير ايمان وتضامن واخوة. دير للقمر الذي ينير بتواضع على اهل هذه الدار ولا يميز بين بيت بيت وآخر، ولا يخفي نوره عن أي دار. اليوم، نعظم الرب معاً ونشكره على كل ما صنع في ارضنا ومن اجلنا، وعلى هذا العهد الجديد مع رئيس جمهورية نضع فيه ثقتنا وآمالنا".

وختم: "نُصَلِّي مِنْ أَجْلِكُمْ، وَمِنْ أَجْلِ وَطَنِنَا، لِيَبْقَى لُبْنَانُ مَنَارَةً لِلرَّجَاءِ فِي هٰذَا الشَّرْقِ الْمُتْعَبِ. نَسْأَلُ سَيِّدَةَ التَّلَّةِ أَنْ تُبَارِكَ خُطَاكُمْ، وَتَحْفَظَ لُبْنَانَ، رَئِيسًا وَشَعْبًا، وَأَنْ تَزْرَعَ فِي الْقُلُوبِ الطُّمَأْنِينَةَ، وَفِي النُّفُوسِ السَّلَامَ، وَفِي هٰذَا الْوَطَنِ الرَّجَاءَ".

الأب أبي عون: نحيي فيكم رجل المحبة والتواضع

ثم كانت كلمة في ختام القداس للأب ابي عون قال فيها: "نحيي فيكم الشخص رجل القرار، تعرفون متى تتخذون القرار المناسب والضروري في الوقت المناسب. ونحيي فيكم رجل المحبة والتواضع وهذا يظهر بابتسامتكم وقربكم".

بعدها أهدى الاباتي رزق والأب ابي عون رئيس الجمهورية أيقونة سيدة التلة.

ثم اعتبر رئيس بلدية دير القمر "ان هذه الخطوة هي رسالة محبة وصدق ووفاء لهذا الشعب المتجذر في الأرض والتاريخ، ولبلدة كانت وما زالت منارة الجبل والبحر".

وبعد انتهاء القداس، أقيم غداء تكريمي تكريمًا للرئيس عون حضره عدد من المدعوين الروحيين والسياسيين.

الأكثر قراءة

جلسة حكومية مضبوطة: لا «ثلاثاء عظيم» اليوم جريمة المرفأ رهينة صدور القرار الظني