اليوم نعيش من جديد الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت، انه الرابع من آب 2020 او ذلك الجرح المفتوح في نفوس وقلوب اللبنانيين، من جرّاء ذلك اليوم المشؤوم الذي جعل من تلك البقعة الجغرافية مساحة مخيفة ومرعبة، ولكل المناطق المحيطة بها من الكرنتينا والجميزة والاشرفية والجعيتاوي وكل الاحياء القريبة، ولكل القاطنين في تلك البقع التي عاشت أياما لا تنتسى من المآسي والكوارث جرّاء سقوط اكثر من 220 شهيدا واكثر من سبعة الاف جريح ومعوّق، ما زال عدد منهم يصارع الموت لغاية اليوم، مع مشاهد من الدمار والخراب ما زالت راسخة على بعض الابنية والشوارع كيلا ننسى، بل لنستذكر تلك الساعات المرعبة ونقرأ الشعارات التي تستمر في مصارعة ضمائر القتلة والعابثين بحياة المواطنين اللبنانيين المستمرين في لملمة جراحهم، التي لن تندمل بالتأكيد في ظل سقوط هذا الكم الهائل من الشهداء، بسبب تخزين كميات هائلة من نيترات الأمونيوم في المرفأ، من دون ان ُتعرف هوية المسؤولين عن هذه الكارثة، وسط الاستهتار وتبادل الاتهامات والى ما هنالك من سيناريوهات، اعتدناها في كل الجرائم والكوارث التي تحدث في لبنان.
الى ذلك ووسط هذه المشاهد الحزينة، لا يستكين اهالي الضحايا بل يواصلون المطالبة بتحقيق الحق والعدالة لضحاياهم، بعدما وُعدوا بتحقيق مطالبهم مع بدء العهد الجديد، وتلاوة خطاب القسم والبيان الوزاري، حيث برز ملف انفجار المرفأ كبند اول واساسي من عمل العهد الحالي بقيادة الرئيس جوزف عون، لذا استمروا في تحركاتهم واعتصاماتهم على مدى خمس سنوات، وبدعم المحقق العدلي للقضية القاضي طارق البيطار على الرغم من مرور ما يقارب 13 شهرا من كف يده، ومن ثم عودته لمتابعة الملف في كانون الثاني 2023 بعد حصول خلافات وانقسامات ومؤتمرات واعتصامات للاهالي المطالبين بتحقيق دولي في القضية، بعدما فقدوا كل الآمال في تحقيق العدالة لأبنائهم واهلهم، لكن يمكن القول انّ التفاتة رسمية برزت هذا العام وفق بعض الاهالي الذين تحدثوا لـ "الديار" عن التحضيرات التي انتهت يوم امس، لتخليد ذكرى شهدائهم، فاشاروا الى انّ وزير الثقافة غسان سلامة أصدر قرارا بإدراج إهراءات مرفأ بيروت على لائحة الابنية التاريخية في لبنان، وذلك استجابة لطلب رسمي تقدّموا به وطالبوا به مرارا، كما تم غرس 75 شجرة زيتون تحمل أسماء ضحايا الانفجار عند مدخل المرفأ.
وذكر بعضهم انه لا يمكن نسيان ما كتب على الجدران المحيطة بالمرفأ، من ضمنها: "هذا ما فعلته بنا دولتنا"، معتبرين انها المقولة الاصح لانها تنقل الواقع سائلين بعد 5 سنوات: "على من تقع المسؤولية؟، هل يمكن لأحد ان يجيبنا؟، فالكل كان يعلم ولا احد يتجرأ على قول الحقيقة"، واصفين ما جرى بجريمة العصر التي لو حصلت في بلدان اخرى لكانت أسقطت عروشا، اما في لبنان فكل شيء مسموح ولا من احد يحاسب بل يتهرّب من المسؤولية، لكن املنا كبير بالعهد الجديد وفي تحقيق ما وُعدنا به لانّ الحق لا يموت ولو بعد حين، ونحن نؤمن بأنّ عدالة السماء آتية لا محالة".
في السياق يستذكرون الطفلة الكسندرا واغنية فيروز شو ذنب الطفولة بحرب الكبار؟، والعديد من الضحايا من الشابة سحر فارس الى الشبان جو نون ورالف ملاحي واحمد قعدان، الاسماء تتوالى ولا تنتهي ولا ينتهي معها الحزن على عناصر فوج إطفاء بيروت العشرة الذين سقطوا ضحية الاستهتار.
وعن إمكان تحقيق العدالة قريبا، يُجمع الاهالي على "انّ العدالة آتية لا محالة حتى ولو طال زمنها، لقد وعدنا فخامة الرئيس ونحن نثق به، والامور تغيرت مع أعلان القاضي بيطار انه أوشك على الانتهاء من القضية، لانّ الملف بات جاهزا ونحن في انتظار صدور القرار الظني".
كيف سيكون برنامج اليوم لاستذكار الشهداء، يجيب الاهالي: "يزور وزير الداخلية أحمد الحجار مقر فوج إطفاء بيروت في الكرنتينا عند العاشرة من صباح اليوم، حيث سيتم وضع إكليل من الزهور عند النصب التذكاري، وعند الحادية عشرة يقام قداس لراحة انفس الشهداء في كنيسة مار يوسف – بيروت برعاية البطريرك الماروني بشارة الراعي، يحتفل به رئيس أساقفة بيروت المطران بولس عبد الساتر، وعند الثانية من بعد الظهر يعقد نقيب المحامين فادي مصري، في حضور أعضاء مجلس النقابة ومكتب الادعاء مؤتمرا صحفيا في بيت المحامي لعرض مستجدات الملف، بعد ذلك يتجمع الاهالي والمواطنون قرابة الرابعة في ساحة الشهداء وامام فوج إطفاء بيروت، ليلتقوا ضمن وقفة تضامنية تكريمية عند الخامسة والنصف عصرا أمام تمثال المغترب - مدخل مرفأ بيروت، لرفع الصوت والمطالبة بمحاسبة المجرمين.
كما شدّد الاهالي على ضرورة ان يقف المواطنون اللبنانيون الى جانبهم في هذا اليوم، كسند قوي للمطالبة بحقوقهم لانّ ما جرى جريمة غير مسبوقة ضد كل اللبنانيين.
وختموا: "ذكرى هذا العام ستحمل شعار: "ما مننسى وما منسامح، 4 آب مش ذكرى 4 آب جريمة بعدها بلا عقاب".
يتم قراءة الآن
-
هل تغزو الفصائل السوريّة البقاع؟
-
الذكرى الخامسة لانفجار المرفأ: القرار الظني قاب قوسين او أدنى مشاورات «ساخنة» تسبق جلسة «حصرية السلاح».. وتحركات سياسية مرتقبة
-
«جبهة المقاومة الإسلامية» في سوريا: ماذا تحمل هوية المولود الجديد؟
-
جهد رئاسي للوصول الى صيغة توافقيّة لحصريّة السلاح... وإلّا المجهول؟ حزب الله يزور عون في الرابية الاثنين... ولقاء قريب مع جنبلاط الانتخابات النيابيّة مفصليّة: الحريريّون باشروا التحضيرات... وتحالف «الاشتراكي» و«القوات»
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
12:04
المطران بولس عبد الساتر في الذكرى الخامسة لانفجار المرفأ: انقل الى أهالي الضحايا والحاضرين التعزية باسم البطريرك الراعي الذي يؤكد محبته ووقوفه الى جانبكم من أجل التوصل الى الحقيقة في انفجار مرفأ بيروت و تحقيق العدالة
-
11:13
النائب علي فياض باسم وفد من "حزب الله" من الرابية: الخطوة الأولى يجب أن تكون التزام "إسرائيل" بالانسحاب من الأراضي اللبنانية ووقف الأعمال العدائية واطلاق الأسرى وهذه هي الخطوات التي لا يمكن قبلها الانتقال الى البحث في أي شيء آخر
-
10:37
وصول وفد قيادة حزب الله إلى الرابية للقاء رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون
-
10:27
وزير الداخلية أحمد الحجار يزور مقر فوج الإطفاء في بيروت: نجدّد تمنّي الرحمة لشهداء مرفأ بيروت وفوج الإطفاء ونتمنّى أن تكون هذه الدماء حافزاً لإعادة بناء لبنان على أسس جديدة مبنيّة على العدالة ولمزيد من التكاتف
-
10:27
التحكم المروري: قتيل نتيجة حادث صدم على المسلك الشرقي لجسر الدورة
-
09:26
الهجرة الدولية: ارتفاع عدد قتلى انقلاب مركب مهاجرين قبالة اليمن إلى 68
