اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

أحيت الفنانة الأردنية مكادي نحّاس ليلة استثنائية في ختام فعاليات الساحة الرئيسة في مهرجان جرش للثقافة والفنون، قدّمت فيها برنامجًا غنائيًا مفعمًا بالحنين والهوية والانتماء، وسط تفاعل جماهيري كبير ترجمته موجات التصفيق والغناء الجماعي على امتداد الحفل.

استهلّت مكادي الأمسية بأغنية "سهار بعد سهار" للسيدة فيروز، فأعادت الجمهور إلى زمنٍ تحكمه الرهافة الموسيقية والعمق الشعري، قبل أن تنقلهم إلى أجواء الفلكلور الأردني من خلال أداء نابض بالحيوية لأغنيتي "وسع الميدان" و"يا خي قُل لأمي ولا تقول لبويا"، حيث التقط الحضور الإيقاع وردّد الكلمات بشغف عفوي يعكس تعلقه بهذا التراث.

ومن الأردن، حملت نحّاس الجمهور إلى ضفاف دجلة عبر الأغنية العراقية "صغيرة كنت وإنت صغيرون"، حيث امتزج الحنين بالأداء الطربي المرهف. ثم عادت لتفاجئ الحضور بأداء إنساني دافئ لأغنية "نتالي"، العمل الشهير للفنان السوري حسام تحسين بيك، والذي شكّل لحظة تأمل عاطفي في الحفل.

وفي القسم الثاني من البرنامج، انتقلت مكادي نحو روائع الطرب العاطفي، فغنّت الأغنية اللبنانية الشهيرة "عازّز عليّ النوم"، التي كتبها إلياس ناصر ولحّنها عازار حبيب، وذاع صيتها بصوت هادي هزيم، فأعادت الجمهور إلى زمن الأغنية اللبنانية العاطفية البسيطة والعميقة في آن. ثم عادت إلى فيروز بثلاثية شديدة الرقة: "بيذكّر بالخريف"، و"وكان عنا طاحون"، في استعادة شاعرية للزمن الذي شكّل وجدان المنطقة بأكملها.

واختتمت مكادي الحفل بأغنية وطنية حملت مشاعر الفخر والانتماء، "جنة جنة الله يا وطنا.. الأردن يا حبيب"، فدوّى صوت الجمهور معها في لحظة جامعة، عبّرت عن الارتباط العميق بين الفنانة ووطنها.

وفي ختام الأمسية، كرّم الدكتور فارس بريزات، رئيس سلطة إقليم البترا، الفنانة مكادي نحّاس، ومنحها شهادة المهرجان التقديرية، تقديرًا لعطائها الفني المميز ومساهمتها في إغناء ذاكرة جرش الموسيقية.

و في خطوة فنية مرتقبة من الجمهور والنقّاد على حدّ سواء، تعمل ماكادي نحّاس حالياً على ألبوم جديد سيبصر النور قريباً، بالتعاون مع المؤلف الموسيقي اللبناني البارز أسامة الرحباني، في مشروع موسيقي يُعيد رسم ملامح الفولكلور الأردني بصيغة عصرية وجريئة.

هذا اللقاء الفني بين صوتٍ أصيل يحمل همّ الإنسان والهوية، واسمٍ لامع في التأليف الموسيقي المعروف برؤيته الأوركسترالية الواسعة وقراءته المعمّقة للتراث، يُبشّر بعمل نوعي سيحمل توقيعاً فنياً مغايراً لما هو مألوف.

"التراث المتخيَّل" ليس مجرد ألبوم، بل رحلة موسيقية تعبر الزمن، تكرّم الجذور وتحاكي الحاضر بلغة موسيقية آسرة تمزج بين العمق والابتكار.

هو تعاون لا يُفَوَّت، يجمع بين ماكادي، التي طالما حملت الأغنية الملتزمة إلى آفاق جديدة، وبين أسامة الرحباني، الذي يملك قدرة استثنائية على تحويل النغمات إلى حكايات نابضة بالحياة.

الكلمات الدالة

الأكثر قراءة

جلسة بلا ثنائي؟ علامات استفهام تسبق اجتماع الحكومة لبنان مقبل على تطورات ميدانية خطيرة يصعب تجاهلها تحركات شعبية مرشّحة للتصاعد... وحرص على تفادي الصدام بين الجيش والمتظاهرين