اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يُعد التهاب الملتحمة من أكثر أمراض العين شيوعا، ويُعرف أيضا باسم "العين الوردية"، بسبب الاحمرار الواضح الذي يُصيب العين نتيجة الالتهاب. وعلى الرغم من أن هذا الالتهاب قد يكون بسيطا في كثير من الأحيان ويزول من تلقاء نفسه، إلا أن هناك بعض الأعراض والعلامات التي تستدعي مراجعة الطبيب دون تأخير.

الملتحمة هي الغشاء الرقيق الذي يُغطي الجزء الأبيض من العين ، ويبطن الجفون من الداخل. وعندما تلتهب الملتحمة، سواء بسبب عدوى بكتيرية أو فيروسية، أو نتيجة لحساسية أو مهيّجات خارجية، تظهر أعراض مميزة تتفاوت في شدّتها حسب السبب.

تنقسم أسباب التهاب الملتحمة إلى ثلاثة أنواع رئيسية: التهاب فيروسي، والتهاب بكتيري، والتهاب تحسسي. يُعتبر الالتهاب الفيروسي الأكثر شيوعا، وغالبا ما يكون مصاحبا لنزلات البرد أو أمراض الجهاز التنفسي العلوي. أما البكتيري، فهو غالبا ما يؤدي إلى إفرازات صفراء أو خضراء سميكة من العين. بينما يرتبط النوع التحسسي برد فعل مناعي تجاه مهيجات مثل الغبار، حبوب اللقاح أو وبر الحيوانات.

في كثير من الأحيان، يمكن أن يختفي التهاب الملتحمة البسيط خلال أيام قليلة، دون الحاجة إلى علاج مكثف. لكن هناك أعراض معينة تتطلب تدخلا طبيا فوريا. على رأس هذه الأعراض، استمرار الاحمرار والتورم لأكثر من أسبوع، أو زيادة حدة الألم، أو تشوّش في الرؤية، أو تحسّس العين الشديد تجاه الضوء. كما يُعد خروج إفرازات سميكة ومتواصلة من العين، أو ظهور قشرة تُغلق الجفون صباحا، مؤشرا على وجود عدوى بكتيرية تستوجب علاجا بالمضادات الحيوية.

من المهم أيضا مراجعة الطبيب في حال إصابة الطفل الرضيع بالتهاب الملتحمة، إذ قد تكون العدوى أكثر خطورة لديهم. كذلك، يُنصح الأشخاص الذين يرتدون العدسات اللاصقة بالتوقف الفوري عن استخدامها ، واستشارة الطبيب عند ظهور أعراض الالتهاب، وذلك لتجنّب مضاعفات أكثر خطورة مثل تقرّح القرنية.

في حال إهمال الأعراض الخطرة أو تأخر العلاج، قد تتفاقم الحالة وتؤثر في أجزاء أخرى من العين، ما قد يؤدي إلى مضاعفات مثل التهاب القرنية أو ضعف مؤقت في البصر. كما قد تنتقل العدوى من شخص إلى آخر، خصوصا في حالات الالتهاب الفيروسي أو البكتيري، مما يجعل الوقاية والنظافة الشخصية أمرين ضروريين لتجنّب انتشار العدوى، لا سيما في البيئات المدرسية أو أماكن العمل.

للمساعدة في تخفيف الأعراض وتسريع الشفاء، يمكن استخدام الكمادات الباردة أو الدافئة بحسب نوع الالتهاب، مع الحفاظ على نظافة اليدين وتجنّب لمس العين أو فركها. كما يُنصح بتجنّب مشاركة المناشف أو أدوات المكياج، والامتناع عن ارتداء العدسات اللاصقة حتى الشفاء التام.

رغم أن التهاب الملتحمة غالبًا ما يكون حالة بسيطة وعابرة، فإن بعض الأعراض تستدعي اليقظة واللجوء إلى الرعاية الطبية المتخصصة. التشخيص المبكر والعلاج المناسب يُسهمان في منع المضاعفات والحفاظ على صحة العين وسلامة الرؤية. لذلك، لا تتردد في استشارة طبيب العيون عند ظهور أي علامة غير معتادة أو في حال استمرار الأعراض لفترة أطول من المتوقع.

الأكثر قراءة

خطة الجيش لحصر السلاح... جانب سياسي وآخر تقني ــ عسكري؟ القرار القضائي يهز الوسط المالي: بداية رحلة استعادة الودائع؟