بول حامض وقع كتابه "اللامركزيّة الإداريّة في لبنان"
كيوان لـ "الديار": اللامركزيّة حلم لبناني... ولكن ما يُطرح مُبالغ فيه

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في خطوة تُعتبر إضافة نوعية إلى مسيرة الإصلاح الإداري في لبنان، شهد فندق "فينيسيا" احتفال توقيع كتاب "اللامركزية الإدارية في لبنان: جسر عبور نحو التنمية المستدامة" للدكتور بول حامض، في حضور وزراء ونواب حاليين وسابقين، ونخبة من السياسيين والأكاديميين والعسكريين والخبراء في الحكم المحلي.

قدمت الاحتفال مريم بيضون، ثم كانت كلمات للوزير السابق الدكتور خالد قباني، والدكتور أنطوان مسرة، والبروفسورة فاديا كيوان، والبروفسور أنطونيوس أبو كسم، والسيدة رندة بدير، والدكتور بول حامض.

ركزت الكلمات على اللامركزية الادارية ووضع البلديات والاصلاح الاداري والانماء المتوازن وواجبات الدولة، وتوزيع الصلاحيات بشكل عادل ومتوازن، وضرورة تطبيق اتفاق الطائف.

حامض لـ"لديار": الكتاب هو قصة لبنان

وفي حديث خاص لـ"الديار"، أكد الدكتور حامض ان الكتاب هو "قصة لبنان من حرب السنتين من انطلاق الميليشيات حتى يومنا هذا، وكنا نوعاً ما في التسعينيات آمنا ان ندخل في مرحلة جديدة بعد توقيع اتفاق الطائف، وكل الشعب آمن بأننا سندخل في مرحلة جديدة، ولكن للاسف دخلنا في حروب جديدة، التي هي حروب الفساد وحروب الغش والاحتيال على الشعب، وحروب تنويم الشعب المغناطيسي. وبقي كل شيء مجرد وعود، وكثرت المحاصصات والفساد، وكثرت الفوضى وسيطرة الاحزاب".

اضاف: "وبعد انفجار المرفأ طارت الأموال في المصارف وحصل انهيار اقتصادي، وهنالك عدة أسباب أوصلتنا الى هذا الوضع، ولا ننسى الموضوع المهم وهو هجرة الشباب وخصوصاً مؤخراً، إذ في الفترة الأخيرة حصلت هجرة أكثر من مرحلة التسعينات، وأكثر من الحروب كلها للاسف، وهذه أكبر خسارة للبنان، لانه يخسر ذرة شبابه وفتياته، وباتوا كلهم يعملون في الخارج، تاركين بلدهم الذي هو بلد القداسة والطهارة وبلد الجنة على الارض، وبامكاننا أن نقول اننا حوّلنا هذا البلد من جنة الى جهنم".

وعن كيفية حصول الاصلاح الاداري والاقتصادي في لبنان، قال حامض "انا صراحة تحدثت في كتابي عن دولة الامارات، التي كانت نموذج أخذت منه عبرة كبيرة جداً. واليوم لا ننسى أن دولة الامارات وصلت الى ما هي عليه بمجهود شخصي من شعبها وأمرائها، فتحولت من صحراء الى جنة والى لؤلؤة، لأن شعبها يحب بلده ولديه ولاء كامل له، والأمير الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لديه محبة كبيرة لبلده وشعبه ويؤمن به، وقد استطاعوا الوصول بالامارات الى ما وصلت اليه. ونحن في لبنان كنا جنة وكان لدينا أفضلية على دبي، لكن للأسف لم نتمكن من الاستفادة من الجنة في لبنان، لا بالسياحة ولا بالاستثمار ولا بالمناطق الحرة، ولا بالاصلاحات، ولا بأي شيء ، فبقينا نائمين حتى وصلنا الى وضعنا الحالي".

أضاف: "نحن لدينا أذكياء كثر في لبنان، لكنهم لحظة انتقالهم الى الاحزاب يصبحون أغبياء".

كيوان لـ"لديار": اللامركزيّة

الادارية حلم اللبنانيين

وفي لقاء خاص ايضا لـ"الديار" مع البروفسورة فاديا كيوان، اكدت ان "الموضوع ليس فقط الاصلاح الاداري، لأن كلمة اصلاح تعني تاريخياً التطهير، أي مكافحة الفساد، واليوم ربطنا الاصلاح الاداري باللامركزية الادارية التي هي حلم عند اللبنانيين، لأنها تسمح للمواطنين بالمشاركة أكثر محلياً، ويصبح هناك انماء في المناطق". واكدت ان "البعض يحمل اللامركزية الادارية أكثر مما تحمل، إذ يصورونها بأنها حل لمشاكلنا المصيرية والكيانية، وانا برأيي هذا مبالغ فيه، لان اللامركزية الادارية هي حلقة من حلقات الاصلاح السياسي والاداري، التي وضع رؤيتها اتفاق الطائف، ويجب أن نطبقه وألا نحمله كل همومنا، ونطلب منه أن يحل كل مشاكلنا".

وحول وضع المرأة العربية، اشارت كيوان الى أن "المرأة العربية بألف خير، فقد منحوها في الدول نصوصاً قانونية تحميها، ومجتمعاتنا تتطور بسرعة، وأغلبية الدول العربية اصبح لديها أطر قانونية تشريعية تحمي النساء ولديها تقدم ملفت للنساء، اما نحن في لبنان الدولة عموماً، فليس لديها موقف منحاز لمصلحة المرأة، ولكن المجتمع المدني اللبناني متقدم دائماً على الدولة حتى بقضايا المرأة، والحمدلله النساء موجودات بكل المواقع، وهن لسن بحاجة الى شيء إلا رحمة الله".

بدير لـ"لديار": يجب البدء أولاً

بتنفيذ الحكومة الالكترونية

كما تحدثت "الديار" مع نائب المدير العام ورئيسة حلول الدفع الالكتروني وتكنولوجيا البطاقات في بنك "الاعتماد اللبناني" السيدة رندة بدير، التي اشارت الى أنه في موضوع الاصلاح الاداري "يجب البدء أولا بتنفيذ الحكومة الالكترونية في لبنان، من اجراء المعاملات ودفع الرسوم الجمركية ودفع الفواتير الكهربائية والمائية والبلدية، وهذا الأمر يمنع الفساد والسرقات، ويصبح كل شيء واضحا وصريحا، وبعد ذلك نلجأ الى اللامركزية الادارية، وتوزع الصلاحيات على البلديات وعلى المناطق، لأن كل المعلومات تصبح داخل كومبيوتر واحد بعد تنفيذ الحكومة الالكترونية".

وعن قانون إصلاح المصارف، قالت إن "القانون لم يصل إلينا بعد، وانتظرنا مجلس النواب لكي يعلن عنه، وعندما يصدر القانون نعلق عليه.

كتاب في زمن تحولات كبرى

يأتي كتاب الدكتور حامض في وقت يشهد فيه لبنان تحولات كبرى، حيث تُطرح اللامركزية كحل استراتيجي، لتعزيز الحكم الرشيد وتحقيق التنمية المتوازنة.

ويُسلط الكتاب الضوء على دور اللامركزية الإدارية في إعادة هيكلة الدولة اللبنانية، وتحويلها من مركزية مُرهقة إلى نظام يحقق العدالة بين المناطق.

وطرح المؤلف فكرة أن اللامركزية ليست مجرد نقل صلاحيات، بل نموذج متكامل لتحفيز التنمية المحلية، تعزيز المشاركة المجتمعية، ومكافحة الفساد.

ويناقش الكتاب التحديات الخاصة بلبنان، مثل الطائفية السياسية والتهميش الاقتصادي لبعض المناطق، وكيف يمكن للامركزية أن تكون حلاً عملياً.