اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


على الرغم من ارتباط فيروسات الجهاز التنفسي غالبًا بفصل الشتاء، إلا أن فصل الصيف لا يخلو من هذه التهديدات الصحية. قد يظن البعض أن حرارة الصيف كفيلة بالقضاء على الفيروسات التنفسية، إلا أن الواقع يُظهر أن بعض الفيروسات تجد في الأجواء الحارة بيئة مناسبة للانتشار، لا سيما مع تغيّر أنماط الحياة وزيادة السفر والتجمعات.

تنتشر فيروسات الجهاز التنفسي خلال الصيف لعدة أسباب، أبرزها التكييف المستمر داخل الأماكن المغلقة، مما يخلق بيئة باردة وجافة تشبه إلى حد كبير أجواء الشتاء. هذا التبدل المفاجئ بين درجات الحرارة المرتفعة في الخارج والباردة في الداخل يضعف الجهاز المناعي ويجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة. كما أن السفر والاختلاط في الأماكن المزدحمة كالمسابح والمراكز التجارية والمطارات يُسهم بشكل كبير في انتقال الفيروسات بين الأفراد.

من بين الفيروسات التي تنتشر صيفًا، يُعد فيروس الأنف من أكثر المسبّبات لنزلات البرد في هذا الفصل. كما يلاحظ تزايد في حالات الإصابة بفيروس البارا إنفلونزا، الذي قد يؤدي إلى التهابات الحنجرة والشُعب الهوائية. فيروس أدينوفيروس أيضًا يُعتبر من الفيروسات الشائعة في الصيف، ويتميز بقدرته على إصابة الجهاز التنفسي والعين والجهاز الهضمي في بعض الحالات.

تتراوح الأعراض بين خفيفة إلى متوسطة، وتشمل سيلان الأنف، التهاب الحلق، السعال، ارتفاع طفيف في درجة الحرارة، وأحيانًا صعوبة في التنفس لدى الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة أو الأطفال وكبار السن. وقد تختلط الأعراض مع علامات أمراض أخرى مثل الحساسية الموسمية، مما يصعّب التمييز بينها دون استشارة طبية.

على الرغم من شيوع الاعتقاد بأن الفيروسات التنفسية تقتصر على أشهر الشتاء الباردة، إلا أن فصل الصيف لا يخلو من خطرها. فالتنقل المتزايد، والتجمعات العائلية، والاعتماد الكبير على أجهزة التكييف تجعل من هذا الفصل أرضًا خصبة لانتشار بعض الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي، خاصة في الأماكن المغلقة.

للوقاية من هذه الفيروسات خلال أشهر الصيف، ينصح الأطباء بتجنب التعرّض المفاجئ لتغيرات حادة في درجات الحرارة، مثل الانتقال المباشر من أجواء شديدة الحرارة إلى غرف باردة بفعل التكييف. فتيارات الهواء الباردة تضعف دفاعات الجهاز التنفسي مؤقتًا، مما يجعله أكثر عرضة للعدوى. كما يُعد الحفاظ على ترطيب الجسم أمرًا ضروريًا، نظرًا لدور الماء في دعم الوظائف الحيوية والمناعة.

إضافةً إلى ذلك، يُعد غسل اليدين بانتظام من أهم وسائل الحماية، نظرًا لانتقال الفيروسات بسهولة عبر الأسطح الملوثة. ويُنصح أيضًا بتجنب مشاركة الأغراض الشخصية، مثل المناشف أو زجاجات المياه، لأنها قد تحمل الفيروسات دون ظهور أعراض على حاملها. أما من الناحية الغذائية، فإن تناول وجبات متوازنة غنية بالفيتامينات، ولا سيما فيتامين C وD، إلى جانب الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم، يعزز من كفاءة الجهاز المناعي ويقلل من احتمالات الإصابة.

وفي حال ظهور أعراض تنفسية مثل السعال، أو التهاب الحلق، أو انسداد الأنف، يجب متابعة الحالة بدقة. فإذا استمرت الأعراض لأكثر من خمسة أيام، أو إذا ترافقت مع ارتفاع شديد في درجة الحرارة أو ضيق في التنفس، فإن زيارة الطبيب تصبح أمرًا لا بد منه لتقييم الحالة وتحديد العلاج المناسب. وتُعد هذه الخطوة أكثر أهمية إذا كان المريض طفلًا صغيرًا أو شخصًا مسنًا أو يعاني من أمراض مزمنة، إذ تكون مضاعفات الفيروسات لديهم أكثر خطورة.

الأكثر قراءة

لبنان على حافة خيارات كبرى إستحقاقات ما بعد القرار تفرض إيقاعها المواقف تتباين والإتصالات لا تهدأ