لا شك أنّ التحدي كان العنصر الأول الذي ميّز الحفل الضخم بعنوان "حقبات" بين أعمدة باخوس في بعلبك، للفنانين أسامة الرحباني، وهبة طوجي، في ليلتيْ 8 و9 آب الجاري، ولم تكن مرت ساعات على إعتداءين إسرائيليين ضد مناطق في محيط بيروت.
إنه الأعجوبة اللبنانية، واحد من أضخم المشاريع الفنية لمهرجانات الصيف، تستضيفه مدينة الشمس بعلبك المنهكة بالغارات الإسرائيلية على معالمها وقراها، وآخرها تعرضت له قبل ساعات من موعد العرض الإفتتاحي لـ"حقبات"، مع الفنانين أسامة الرحباني وهبة طوجي، وحضور نوعي لعازف الساكسوفون – البوق إبراهيم معلوف، الذي كانت له مع آلته 4 محطات لافتة ومؤثرة في العمل، الذي ضم ما يقارب الثمانين فناناً في إنتاج عالي التكاليف، فائق التنظيم أعاد مجد الأيام الذهبية لليالي اللبنانية التي اعتادها المهرجان أيام الكبار عاصي ومنصور الرحباني، والسيدة فيروز ونصري شمس الدين.
20 لوحة استعراضية غنائية تواكبها مؤثرات مشهدية متقنة ومبهرة تغطي كامل جمالات العرض الذي تميز مناخه بدقة لا متناهية ونظام حركة جعل الخشبة ميداناً لتنافس الرقي والبهاء وملامح الفرح إلى حد شعرنا بجنون أداء الراقصين الذين تفانوا في الإندماج مع الموسيقات المتنوعة والجاذبة بدءاً من الهدية للمدينة العريقة: أنا إسمي بعلبك، عمري ألفين سني، بيتي سهل البقاع الواسع، بجمالي الساحر بغوي ملوك الدني، بتاجي البلحرية والع.. وفي مقطع آخر: يا مدينة الشمس المضوية عالسهل وعالإنسانية، يا بعلبك المحروسة من العالي ما إنحنيتي بأصعب الليالي.
ومروراً بتنويعة غنائية موفقة جداً بخياراتها، أدتها هبة بأسلوبها المرن العفوي مع حركة واثقة ثابتة ومؤثرة على الخشبة قابلها الفنان أسامة بلباقة وتواضع خلف البيانو أو مواكباً بعض التابلوهات تاركاً لها المساحة الرحبة مع الراقصين لتشكيل اللوحات التي جاءت فطرية ذكية ومعبرة جداً، مع مواكبة تقنية ملتهبة صممها وأدارها إميل عضيمي، بمستوى لا يقل أبداً عما نشهده في الإستعراضات العالمية، وبقي هذا المناخ ملازماً للحفل على مدى ساعتين كاملتين من السحر وجمال الصوت وجاذبية الموسيقى.
غنت هبة: مطرح ما بيودي الصوت، ave maria، pardonne – moi، si devant toi je me tiens de bout، وغنت ديو مع الفرنسي من أصل لبناني: y care: les cedres. ثم: مين اللي بيختار، النظام الجديد، خلص لشو نتقاتل، لا بداية ولا نهاية، أول ما شفتو ما حبيتو، زمان شو كانت أحلى الدني، بلد التناقض التي كانت ختام الأغاني بعد توجيه تحيتين واحدة للفنان الراحل مؤخراً، زياد الرحباني، وأغنية: بلا ولا شي، وواحدة للراحل الكبير منذ 16 عاماً منصور الرحباني في الذكرى المئوية الأولى لميلاده، وأغنية: وطني بيعرفني.
يتم قراءة الآن
-
هل هدف زيارة الموفدين لبيروت منع الانفجار؟ المخاوف تتصاعد من مشاريع تغيّر وجه لبنان السياسي
-
خطة الجيش لحصر السلاح... جانب سياسي وآخر تقني ــ عسكري؟ القرار القضائي يهز الوسط المالي: بداية رحلة استعادة الودائع؟
-
بنيامين نتنياهو على أكتافنا
-
برّاك وأورتاغوس في باريس... ردّ "إسرائيلي" سلبي؟ تعزيزات عسكريّة على الحدود و"اليونيفيل" تهتز
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
09:13
استطلاع لـ"معاريف": 63% من الإسرائيليين يخشون من تهديدات أمنية قد تطالهم داخل إسرائيل أو خارجها مع بقاء الحرب.
-
09:12
استطلاع لـ"معاريف": 66% من الإسرائيليين يخشون أن استمرار الحرب في غزة سيتسبب في تضرر وضعهم الاقتصادي.
-
09:11
استطلاع لـ"معاريف": 69% من الإسرائيليين يخشون أن استمرار الحرب بغزة قد يؤدي إلى تآكل التماسك الاجتماعي بإسرائيل.
-
08:35
الجيش الأوكراني: قصفنا ميناء أوليا الروسي في منطقة أستراخان أمس الخميس وأصبنا سفينة تحمل ذخيرة وقطع مسيرات
-
08:31
التحكم المروري: "قتيل و٧ جرحى في ٦ حوادث خلال ال ٢٤ ساعة الماضية".
-
08:15
أطباء بلا حدود: 40 وفاة بالكوليرا في السودان خلال أسبوع واحد
